أبلغت حكومة «بشار الأسد»، اليوم الثلاثاء، وفدا روسيا رفيع المستوى بحاجتها إلى القمح والوقود لتخفيف حدة النقص والمعاناة الناجمة عن القتال في البلاد، وأنها ترغب في توسيع العلاقات التجارية مع روسيا.

وتشن روسيا، حليف «الأسد»، ضربات جوية لدعم قواته ضد قوات المعارضة منذ سبتمبر/أيلول 2015.

وأدى قمع نظام «الأسد» لثورة شعبية اندلعت ضد حكم عائلته ومن أجل الديموقراطية إلى اندلاع قتال في البلاد متواصل منذ أكثر من 5 سنوات و8 أشهر؛ الأمر الذي أسفر عن فقدان مئات الآلاف من الأبرياء أرواحهم، وتسبب في نقص الغذاء والوقود في مناطق عدة.

وأبلغ وزير خارجية «الأسد»، «وليد المعلم»، الوفد الاقتصادي والدفاعي إلى دمشق بأن سوريا بحاجة إلى دعم اقتصادي في شكل قمح ووقود لتخفيف النقص الناجم عن الصراع و«تخفيف معاناة السوريين»، حسبما ذكرت أنباء «سانا» التابعة للنظام السوري.

وقال «المعلم»، أيضا، إن نظامه سيعطي أولوية للشركات الروسية في مشاريع إعادة الإعمار.

وترأس الوفد الروسي، «ديمتري روجوزين»، نائب رئيس الوزراء الروسي، وهو أعلى مسؤول روسي يزور سوريا منذ زيارة قام بها «روجوزين» إلى سوريا قبل عام.

والتقي الوفد أيضا بـ«الأسد»، وفق ما ذكرته «سانا»، التي نقلت عن رئيس وزراء «الأسد»، «عماد خميس»، قوله إن حكومته «حريصة على تطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا والارتقاء بها لمستوى العلاقات السياسية».

وباتت حكومة «الأسد» عاجزة عن تأمين كميات كافية من القمح من المزارعين المحليين لتلبية احتياجات المواطنين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في الوقت الذي تراجع فيه محصول القمح، وأعاق القتال قدرتها على الوصول إلى المحصول.

وفي أبريل/نيسان الماضي، كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن القتال في سوريا كان له أثر كبير على الزراعة؛ حيث بلغت المساحة المزروعة بالقمح والشعير لموسم 2015-2016 نحو 2.16 مليون هكتار انخفاضا من 2.38 مليون هكتار في الموسم السابق.

وفي الشهر الماضي، اشترت «المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب» (حبوب)، وهي مؤسسة تابعة للنظام معنية بالمشتروات الخارجية من الحبوب، مليون طن من القمح من روسيا لتغطي احتياجات المناطق الخاضعة لسيطرتها لمدة عام.

وعادة ما تشترى سوريا القمح من روسيا، لكن هذه الكمية كانت كبيرة بشكل غير اعتيادي وبسعر رخيص.

وقال مصدر في وزارة الزراعة الروسية، لـ«رويترز»، الشهر الماضي، إن روسيا تدرس إرسال شحنة منفصلة تبلغ نحو 100 ألف طن من القمح إلى حكومة «الأسد» كمساعدة إنسانية.