مصر تنفى أي تواجد عسكري لها على الأراضي السورية

الأحد 27 نوفمبر 2016 01:11 ص

نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية صحة ما نقلته بعض الصحف العربية عن تواجد عسكري مصري علي الأراضي السورية.

وقال في بيان نشره على حسابه على موقع «فيسبوك» إن تلك المزاعم لا وجود لها إلا في خيال من يروجون لها، وإن هدف الترويج لتلك الإشاعات معروف ولا يخفى على أحد، مؤكدا على التزام مصر بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأضاف أن هناك إجراءات دستورية وقانونية ينبغي اتخاذها قبل إرسال أي جندي أو معدة مصرية خارج حدود الدولة، وتلك الإجراءات لا تتم في الخفاء أو دون إعلام الشعب المصري بأهداف أي خطوة من هذا القبيل.

وكانت مصادر عسكرية واستخباراتية قد كشفت لـ (دبكة فايل) عن قرار سري للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالتدخل عسكريا في سوريا لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتختلف تفاصيل هذا التدخل من مصدر لآخر.

ووفقا لإحدى الروايات، فإن مجموعة من طيارين المروحيات المصريين، يبلغ عددهم 18 وفقا لأحد التقديرات، قد هبطوا سرا منذ أيام قلائل في قاعدة القوات الجوية السورية في حماة، وتم إدخالهم في الخدمة فورا لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات المتمردين السورية.

وتصف بعض المصادر المشهد، حيث حصل طاقم الطيارين المصريين على قمرات القيادة لمروحيات كاموف كا-52 الهجومية/الاستطلاعية، والتي يألفونها، حيث تدربوا عليها منذ نهاية عام 2015.

فيما قالت مصادر أخرى إن رجال الطيران المصري قد حلقوا من مصر إلى سوريا عبر شرق المتوسط.

وهناك ادعاء آخر بأن وصولهم قد سبقه تفتيشا للخطوط الأمامية للجبهة في سوريا من قبل اثنين من كبار الجنرالات من قسم عمليات هيئة الأركان المصرية، واللذان أفادا لاحقا بتوصياتهما للرئيس المصري، وليس من الواضح إذا كانا قد قابلا القادة الروس في سوريا خلال الرحلة أم لا.

وقال آخرون إن الجنرالين المصريين قد ترأسا وفدا عسكريا، والذي أنشأ بعثة عسكرية دائمة في دمشق.

ولكن كلا من هذه المصادر يتفق بطريقة أو بأخرى أن مصر قد دخلت إلى الحرب السورية سرا لدعم نظام بشار، وهو التطور الذي أثار عاصفة في العواصم العربية.

وشعرت السعودية، بشكل خاص، بالغضب من هذه الخطوة من «السيسي»، ولسنوات، دعمت الرياض مصر بمليارات الدولارات في صورة مساعدات، على أمل استثمار ذلك في جعل الجيش المصري حاميا للمملكة وإمارات الخليج ضد إيران.

الدعم الصريح

وقبل أيام، أعلن «السيسي»، صراحة، أنه يدعم «الجيش السوري» التابع لنظام «بشار الأسد».

وأوائل الشهر الجاري، أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام «الأسد» قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.

وقالت «صفحة أخبار طرطوس»، الموالية لنظام «الأسد»، إن بعض الجنرالات المصريين عقدوا اجتماعات مكثفة مع الجنرالات الروسية في القاعدة المنشأة حديثاً.

وأضافت أن الجنرالات المصريين قاموا بجولة عسكرية عبر طائرات النظام المروحية على عدة جبهات عسكرية تتبع قوات المعارضة في عدة مناطق لم تأتِ على ذكر أسمائها.

ولفتت إلى أن الضباط المصريين الذين التقوا بقيادات عسكرية روسية في طرطوس يتبعون للجيش المصري الميداني الثاني، الذي يتخذ من الضفة الغربية لقناة السويس مقراً له.

وأكدت أن الضباط المصريون جلبوا معهم بعضاً من الأسلحة والذخائر في إطار دعم «السيسي» لـ«الأسد».

وانفرد «الخليج الجديد» سابقا بنبأ زيارة وفد العسكريين المصريين إلى سوريا.

وآنذاك، أوضحت المصادر أن الزيارة تأتي بعد أيام من وصول عتاد عسكري وذخائر إلى  قوات «الأسد»، مشيرة إلى أن مصر أرسلت سفينة محملة بذخائر متنوعة يعود تاريخ صنعها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وقالت هذه المصادر إن مصر أصبحت حريصة على تقديم المساعدات العسكرية وإرسال القوات إلى سوريا للمشاركة في معارك النظام السوري ضد قوات المعارضة التي تدعمها السعودية، بعد أن ظهرت شروخ كبيرة بينها مع المملكة.

الوكالة الإيرانية أضافت أيضا أن حكومتي «الأسد» و«السيسي» ستعلنان عن هذه التنسيقات رسميا في مستقبل ليس ببعيد، والتي ستكون قائمة بينهما بهدف ما أسمته بـ«مكافحة الإرهاب».

وهذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على أسلحة مصرية بيد جيش «بشار»؛ فقد سبق وأن حصلت المعارضة في سنوات الثورة السورية على صواريخ «صقر» المصرية التي تنتجها الهيئة العربية للتصنيع التابعة للقوات المسلحة .

والشهر الماضي، زار اللواء «علي المملوك» رئيس مكتب الأمن الوطني السورية، القاهرة، في زيارة أعلنت عنها وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا)، بناءً على دعوة من الجانب المصري.

وحسب الوكالة، فإن «المملوك» التقى خلال الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، اللواء «خالد فوزي» رئيس جهاز المخابرات نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.

وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان، وفق الوكالة ذاتها.

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا تعاون السيسي الأسد

إيران تعمق من تواجدها العسكري في سوريا