طائرات قطر الحربية تبحث عن طيارين محليين

الأربعاء 12 نوفمبر 2014 05:11 ص

تلقت قطر مؤخرا طائرتي تدريب من طراز «بيلاتوس بي سي 21» ضمن صفقة تضم 24 طائرة من نفس الطراز السويسري الشهير الذي شهد إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة، وفي عام 2012 انضمت قطر إلى جيرانها في الخليج - السعودية والإمارات - من خلال اختيار طائرات «بيلاتوس بي سي 21»، وتسعى قطر في الوقت الراهن إلى توسيع سلاح الجو القتالي التابع لها بإضافة تسعة مقاتلات من طراز «ميراج 2000»، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 72 مقاتلة حديثة، ونتيجة لذلك فقد صارت قطر بحاجة إلى مدربين طائرات جدد، علاوة على سرعة الانتهاء والتشغيل لأكاديمية سلاح الجو التي أُعلن عن إنشائها مؤخرًا، كما يُشير ذلك إلى ضرورة بذل مزيدٍ من الجهود لتدريب عرب محلليين كطياريين مقاتلين بدلاً من استيراد طياريين بريطانيين أو غيرهم كما اعتادت قطر من قبل. وسيبدأ التدريب على أول طائرة «بيلاتوس بي سي 21» عندما تفتح الأكاديمية أبوابها في عام 2015.

ورُغم أن الطائرة مزودة بمحرك طائرة مروحيّة، إلا أنها تعمل وكأنها مزودة بمحرّك للدفع التوربيني، وهناك إمكانية لإعادة تنظيم قمرة قيادة الطائرة من الداخل بحسب الرغبة، كما من الممكن تكييفها لتصبح شبيهة بالطائرات الهجومية المتطوّرة، فضلاً عن تمتعها بقدرات عالية في المناورات والهبوط والارتفاع بسرعة، هناك خمس نقاط حِمل تُمكّن الطائرة من حمل نصف طن من القنابل والصواريخ. تقطع طائرة «بيلاتوس بي سي 21» رحلة لمسافة 660 كيلومترًا خلال ساعة، وتصل سرعتها القصوى لـــ 720 كيلومتر في الساعة، أقصى ارتفاع لها هو 12.000 متر (38.000 قدم).

ولم تحدد قطر بعد أي من المقاتلات الجديدة ستضيف لسلاحها الجويّ. لكن في الوقت الراهن فإن التوقعات تصبّ في صالح «رافايل» الفرنسية، هذه الصفقة أيضًا ستكون بمثابة قفزة في مبيعات الأسلحة الفرنسية؛ والتي لم تحصل على طلبات أجنبية بعد عشر سنوات من المحاولة، بالنسبة لصناعة الملاحة الجوية الفرنسية فإن هذه الصفقة ستكون كبيرة، مقاتلات «رافايل» الفرنسية تتميز بمحركٍ مزدوج، وجناح مُثلثيّ، ومنذ ظهورها لأول مرة عام 2000 لم تُستعمل إلا محليًا أو ضمن سلاح الجو الفرنسي أو في مهام النقل ضمن الأسطول البحري الفرنسي. لها سرعة قصوى تصل إلى 2,100 كيلومتر في الساعة، ومدى يصل إلى 3.700 كيلومتر وبإمكان مقاتلة «رافايل» أن تحمل صواريخ «جو – جو»، و«أرض - جو»، وصواريخ مُضادة للغواصات بحمولة إجمالية تصل إلى تسعة أطنان طول «رافايل» يمتد إلى 15.27 متر (47.3 قدم)، والمسافة بين جناحي الطائرة تصل إلى 10.80 متر (33.5 قدم)، «رافايل» طائرة مقاتلة قادرة نوويًا على القيام بمهام متعددة، وقد ظهر ذلك جليًا في الحرب في العراق وأفغانستان وليبيا، وتُستخدم الطائرة في ثلاث مهام مختلفة، ويظهر ذلك في استخدام سلاح الجو الفرنسي، والأسطول البحري، والجيش لها.

أما مقاتلة «يوروفايتر» فلم تخرج من المنافسة، وهي أيضًا مقاتلة متعددة المهام لديها القدرة على التخفي تتميز بسرعتها وقدرتها العالية على المناورة، وقادرة على حمل كميات كبيرة من الأسلحة، وتُستخدم أيضًا في المهام القتالية، الطائرة التي تزن 23 طن هي المقاتلة الأساسية في سلاح الجو البريطاني والإسباني والألماني والإيطالي، مقاتلة «يوروفايتر» أقرب في قدراتها لطائرة «إف - 15» منها إلى طائرة «إف - 22»، وتُنافس «إف - 35» في مبيعات التصدير.

وتدرس قطر أيضًا مقاتلات «إف - 35»؛ لما تتمتع به الطائرة من قدرات على التخفي، وإطلاق الصواريخ يفوق قدرة «يوروفايتر»، وتدخل طائرة «إف – 16- إي» في المنافسة؛ خاصة بعدما أثبتت كفاءة في الاستخدام لدى الجارة الخليجية الإمارات العربية المتحدة.

استيراد الخبراء الأجنبيين لقيادة الطائرات الحربية وصيانتها هو أمرٌ شائع في العالم العربي؛ وخاصة دول النفط؛ لأن المحليين دائمًا ما يسعون لتجنّب العمل البدني والعقلي الثقيل والمُعقّد. وتُصر بعض دول الخليج العربي على أن يشغل العرب قمرات قيادة تلك الطائرات المقاتلة، لكن المدربين والمشرفين على الصيانة الأجانب مُطالبون ببذل أقصى جهدهم للحفاظ على حياة الطياريين، وسلامة الطائرات بعيدًا عن أي أذى. مهارات الطيّار وقدراته لا تحظى بالأولوية. وهذه الطريقة – في حد ذاتها - تفتقد إلى الدعم في الوقت الذي يزداد فيه التهديد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

العمال الأجانب يقومون بمعظم الأعمال غير الحكومة، كما يتم جلبهم للقيام بالأعمال الحكومية التي تحتاج إلى مستوى عالي وخاص من المهارات والجهد والخبرة (مثل تدريب الطياربين، وإصلاح المعدات العسكرية والأسلحة).

ممالك الخليج العربي تحاول أن تغير هذه الاتجاهات المحلية لكن ليس بالأمر السهل، وبما أن كل دول النفط في الجزيرة العربية تُطبق نظام الحكم الملكي، فإن الحكّام وجدوا أن أفضل طريقة لبقائهم أطول فترة ممكنة في الحكم هي الحفاظ على السعادة التي يعيشها مواطنوهم حتى لا يتذمروا. وبعبارة أخرى؛ فإن وجود أموال النفط يدفع الانتباه نحو الرأي العام، ومعظم الشعب أو الرأي العام يدعم استخدام الأجانب في مثل هذه الأمور، والاستخدام المستمر لأموال النفط يجعل الحياة سهلة للمحليين.

المصدر | استراتيجي بيدج

  كلمات مفتاحية

قطر فرنسا ألمانيا بريطانيا النفط الخليج

برلين تعرقل صفقة أسلحة مع قطر وتزود إسرائيل بغواصات نووية

وزير الدفاع القطري: صفقات التسليح الأخيرة غيض من فيض

الإمارات تنتقل من استيراد السلاح إلي تصنيعه ثم التجارة والاستثمار فيه (1 - 2)

ترام فرنسي في الدوحة و"نقاش" حول مقاتلات "رافال"... هولاند يراهن على "نفوذ" قطر

أمير قطر يزور فرنسا الاثنين لبحث الأزمة العراقية وملف طائرات "رافال"