أغرب محاولات المخابرات الأمريكية لاغتيال «كاسترو».. تصفية جسدية ومعنوية

السبت 3 ديسمبر 2016 06:12 ص

لم تدخر «وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية» (سي آي ايه) وسيلة إلا واستخدمتها للتخلص من «فيدل كاسترو» العدو الكبير يومها للولايات المتحدة في أوج الحرب الباردة، حسبما كشفت وثائق استخباراتية.

وأظهرت 3 وثائق الكثير من المعلومات عن المحاولات التي استهدفت اغتيال «كاسترو»، حيث بينت وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية رفعت السرية عنها، ونتائج تحقيق قام به مفتش عام في الوكالة، وتقرير يعود إلى العام 1975 أعدته لجنة مكلفة بالإشراف على عمل مختلف أجهزة الاستخبارات الأمريكية (لجنة تشيرش) تكشف المخططات التي كان يعدها الجواسيس بشكل خاص وبعضها لم يتجاوز مرحلة الفكرة.

وكان «كاسترو» أكد أنه نجا من أكثر من 600 محاولة لاغتياله.

ولم تكن الخطط في البداية تصل إلى حد اغتيال «كاسترو» بل إفقاده مصداقيته وكسر هالته أمام شعبه.

وجاء في تقرير «لجنة تشيرش» أنه ما بين مارس/آذار، وأغسطس/آب 1960، وضعت وكالة الاستخبارات الأمريكية خططا لتحطيم جاذبية «كاسترو خصوصا عند إلقائه خطبه المطولة.

وطرحت فكرة وضع مادة «إل لإس دي» في الاستوديوهات التلفزيونية خلال زيارة «كاسترو» لها، ألا أنه تم التخلي عنها لأن احتمالات نجاحها قليلة.

وصنعت بعدها الأجهزة التقنية في الوكالة مادة كيميائية لوضعها على علبة سيجار ترسل لـ«كاسترو»، على أمل أن يدخن سيجارا قبل إلقائه خطابا له، ما قد يدخله في حالة هلوسة فينفضح أمام جمهوره.

ووضعت «لجنة تشيرش» أيضا خطة الهدف منها «تحطيم صورة الرجل الملتحي عبر مادة قوية ستؤدي إلى فقدانه شعر لحيته، وقضت الخطة برش هذه المادة على حذائه في الفندق الذي ينزل فيه خلال إحدى رحلاته إلى الخارج، إلا أن «كاسترو» لم يقم بالزيارة التي كانت متوقعة وأعدت الخطة على أساسها.

سيجار قاتل

وجاء في تقرير «لجنة تشيرش» أيضا العثور على «أدلة ملموسة» عن ثماني خطط على الأقل لاغتيال «كاسترو» بين عامي 1960 و1965، وهكذا تم وضع سم في علبة سيجار كان من المفترض أن تصل لـ«كاسترو»، وكان هذا السم قويا إلى حد أنه كان سيقتله في حال أشعل سيجارا واحدا.

وسلمت علبة السيجار إلى شخص لم تكشف هويته في فبراير/شباط 1961، إلا أن لا معلومات حول ما حصل بعدها.

المافيا

وجندت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عام 1960، عناصر من المافيا لقتل «كاسترو» مقابل 150 ألف دولار في حال نجاح العملية.

وكانت الوكالة تريد اغتياله عن طريق إطلاق النار عليه، إلا أن عناصر المافيا فضلوا يومها استخدام طرق أسهل مثل زرع السم في مأكل أو مشروب يقدم للزعيم الكوبي.

وسلمت حبة تحتوي على سم قاتل إلى مسؤول رسمي كوبي يدعى «خوان اورتا» على أن يؤمن إيصالها إلى محيط «كاسترو»، إلا أنه وبعد أشهر عدة من الانتظار تخلى «اورتا» عن المهمة، حسبما جاء في مذكرة لـ«وكالة الاستخبارات الأمريكية».

وأعيد التداول بخطة الحبة السامة بعد عملية خليج الخنازير عام 1960، إلا أنه تم التخلي عنها بعد سنتين.

بزة غطس مسمومة

وأرادت وكالة الاستخبارات الأمريكية أيضا استخدام القاضي الأمريكي «جيمس دونوفان» الذي كان يتفاوض مع «كاسترو» حول إطلاق سراح أسرى عملية خليج الخنازير، لتسليمه بدلة غطس مسممة.

وكان من المفترض أن يؤدي ارتداء هذه البزة إلى إصابة «كاسترو» بمرض جلدي خطير مع إعراض سل في جهاز التنفس، إلا أن كل هذه الأفكار لم تتجاوز مختبرات الوكالة ولم تر الحياة.

قلم سام

وسلمت وكالة «سي آي ايه» مسؤولا كوبيا رفيعا كان متواطئا معها قلما يحتوي على مادة سامة داخل حقنة دقيقة جدا بشكل لا يتيح للضحية حتى الشعور بوخز الإبرة، إلا أن هذا المسؤول اعتبر أن ما سينقله ليس شيئا متطورا ولم يقبل بنقله معه.

مسدس كاتم للصوت

بعدها سلمت الوكالة هذا المسؤول الكبير مسدسا وكاتما للصوت، إلا أن الاتصالات مع هذا الأخير انقطعت في يونيو/حزيران 1965 لأسباب أمنية.

وفي المجمل، نجا «كاسترو» من مؤامرات لا تحصى لاغتياله بلغت رقما قياسيا من 638 محاولة بحسب موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.

ومع ذلك، لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفياتية هي من أنهى حكم «كاسترو»، بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر «راؤول كاسترو» مؤقتا في 2006، ثم نهائيا في 2008، قبل أن يغمض عينيه للأبد أواخر 2016.

ووثقت «لجنة تشيرش» 8 محاولات وضعتها المخابرات المركزية الأمريكية لاغتيال «كاسترو»، بعضها وجد طريقه إلى التنفيذ العملي، في حين تم التخلي عن البعض الآخر.

وتشير تقديرات أخرى إلى أنه كانت هناك عشرات المحاولات الأخرى، حيث وضع رئيس جهاز مخابرات «كاسترو» كتابا أورد فيه مئات الخطط للتخلص من «كاسترو»، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تؤكد ذلك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة كوبا فيدل كاسرتو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية

بعد عقود من السيطرة.. راؤول كاسترو يتنحى عن رئاسة الحزب الشيوعي الكوبي