منعت الشركة المنظمة لحفل فني يحييه المطرب «عمرو دياب» بالقاهرة، نهاية الشهر الجاري، المحجبات من حضور الحفل، في الوقت الذي اكتفت مديرة أعمال الفنان الملقب بـ«الهضبة» بالتعليق: «هنحل الموضوع».

ياتي ذلك، في الوقت الذي عبرت مؤسسة مجتمع مدني في مصر، وناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لهذا الإجراء.

وتداولت وسائل إعلام محلية وإقليمية أمس، تصريحات منسوبة لمسؤول بشركة «مومنت إيفنتس» المنظمة للحفل المقرر أن يقام بأحد الفنادق الكبري بالقاهرة في 25 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال فيها إن «من بين القواعد التي وضعتها الشركة لحضور الحفل، منع أي سيدة ترتدي غطاء رأس سواء حجاب أو غيره».

وقال المسؤول في تصريحات لفضائية مصرية معرفا اسمه بـ«أحمد» دون ذكر اللقب، إن هذا المنع يشمل أي سيدة ترتدي غطاء رأس ومن بينه الحجاب، غير أنه عاد للقول إن «القرار غير مقصود به الحجاب بشكل محدد»، مشيرا إلى أن «هذه هي شروط الشركة لدخول الحفل»، دون إبداء أسباب.

وكان «دياب»، أعلن عن الحفل عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عبر نشر ملصق الحفلة.

وبحسب موقع «العربية نت»، فإن أسعار التذاكر المتاحة في الوقت الحالي، تتراوح بين 1300 جنيه مصري للفرد (73 دولارا أميركيا)، 2000 جنيه للفرد (111 دولارا)، وأكدت الشركة أن هناك شروطا تتعلق بالحد الأدنى والأقصى للطاولة.

أما في ما يخص اللباس، فأكدت الشركة المنظمة أن «الملابس الرسمية ضرورية»، كما أنه «لا يسمح بحضور من هم أقل من 21 عاماً لا سيما أن هناك مشروبات كحولية ستقدم»، فيما كان الشرط الأخير والصادم تشديد الشركة على أنه «لن يسمح بحضور المحجبات وكل من يضع غطاء على رأسه سواء أكان وشاحاً أو قبعة أو حجاباً».

«هنحل الموضوع»

أما مجلة «لها»، فنقلت عن «هدى الناظر» مديرة أعمال «دياب» قولها إنّ «تفاوضاً يجري حالياً مع الشركة من أجل بحث قرار إدارة الفندق بمنع دخول المحجبات»، مؤكدةً «رفض تصنيف جمهور عمرو دياب بين محجبات وغير محجبات».

وأضافت «الناظر»، أن الشرط الذي يمنع دخول الشباب أقل من 21 عاما، هو شرط أساسي وضعته وزارة السياحة، نافية ما تردد حول «منع دخول غير الأزواج للحفل، واقتصاره على المتزوجين أو المرتبطين».

وفي تصريحات لـ«العربية نت»، كشفت مديرة أعمال «دياب» أن «الهضبة» غضب عندما علم بالأمر، «لأنه يرفض رفضاً قاطعاً تصنيف جمهوره، خاصة أن لديه محجبات في عائلته، فهل في هذه الحالة سيمنعهن من حضور حفله؟».

وختمت تصريحاتها مؤكدة أنها «لن تقبل التمسك بهذا الشرط، وأن هذه الأزمة ستحل، وسيتم طرح التذاكر أمام الجميع»، وأضافت: «مش هيبقى في حفلة لو متحلتش».

وفي بيان له اليوم، أعرب مركز «مساواة للتدريب والاستشارات»، عن «انزعاجه وقلقه» جراء ما تم تداوله في وسائل الإعلام من أخبار وتصريحات منسوبه إلي الشركة المنظمة لحفل الفنان المصري.

واعتبر المركز في بيان حمل عنوان «للتمييز وجوه أخرى.. وما زال مستمرًا ضد نسوة مصر»، تلك التصريحات «تمييزية تجاه النساء والفتيات، وتنتهك الإعلانات الأممية والاتفاقات الدولية المنظمة لحقوق الإنسان».

ولفت المركز إلى أن «قيم التمدن والحداثة لا تستقيم دون احترام اختيارات الجميع وحقوقهم دون أي مفاضلة أو مساواة»، بحسب «الأناضول».

وطالب بيان المركز (يهتم بتحقيق مبادئ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين في البلاد)، منظمي الحفل بالمراجعة الفورية لقواعد حضور الحفل احتراما للحقوق والحريات الفردية.

لم يتسن الحصول على تصريح من وزارة السياحة المصرية.

من جهتهم عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد من جماهير «دياب»، عن رفضهم وغضبهم إزاء تلك الخطوة، فيما اعتبره البعض «عنصرية».

وكتب الكثير منهم تعليقات رافضة للخطوة علي مواقع التواصل الاجتماعي، عبر هاشتاج للاحتجاج على القرار تحت اسم «حبيبي يا نور العين»، وهي جملة من إحدي أغاني «دياب» الشهيرة.

يذكر أن هذا الحفل لن يكون الوحيد لـ«عمرو دياب»، فيما يخص احتفالات الكريسماس، وسيقيم حفل رأس السنة في دبي.

ليست الأولى

وعلى الرغم من أن هذه هي السابقة الاولى التي يمنع فيها محجبات من حضور حفل فني.

إلا أنها ليست السابقة الأولي التي تعاني المحجبات في مصر من التمييز، حتى أن صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية، وصفت في أغسطس/ آب 2015، قيام بعض المطاعم والفنادق في مصر بمنع دخول المحجبات إلى أروقتها  بـأنها «حماقة وغطرسة»، لأن: «معظم نساء مصر الذي يعتنق 90% من مواطنيها الإسلام يرتدين الحجاب، وتفضل بعضهن غطاء الشعر فقط (الحجاب)، بينما تختار أخريات (النقاب) ويصعب حرمان غالبية الشعب من دخول هذه الأماكن»، بحسب تعبير الصحيفة.

كما أن العام الماضي، شهد شكاوى من فتيات محجبات على مواقع التواصل، من منع الحراسات الخاصة لهن من دخول مطاعم وشواطئ خاصة في مصيف مارينا الشهير للأثرياء في شمال مصر، وكذا منعهن من دخول بعض الشواطئ أو السماح بدخولهن مقابل مبالغ مالية باهظة ولكن منعهن من النزول إلى الماء.