حركة تحرير الأحواز تعقد مؤتمرها الأول في المغرب العربي

الأحد 4 ديسمبر 2016 04:12 ص

عقدت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث العربية الأوروبية، مساء السبت، مؤتمرها الأول في جمهورية تونس، تحت عنوان (الأحواز: إنهاء حالة الاحتلال واستعادة الدولة استحقاق تاريخي)، وذلك بمشاركة أكثر من 100 شخصية سياسية وثقافية وإعلامية مرموقة.

وتهدف الحركة بهذا المؤتمر نقل القضية الأحوازية والتعريف بها للرأي العام في المغرب العربي وكسب الدعم لها، خصوصا وأن الحركة نظمت حتى الآن العشرات من المؤتمرات والندوات في عدّة دول عربية وأوروبية لنشر الوعي بالقضية الأحوازية.

وأكد «حبيب أسيود» -نائب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز- أن هذا المؤتمر جاء استكمالاً للإنجازات التي حقّقتها القضية الأحوازية في عدة دول عربية، ومنها إعلان مجموعة من نواب البرلمان البحريني العمل من أجل الاعتراف الرسمي بالقضية الأحوازية، بالإضافة للملتقى الذي استضافته دولة الكويت وحضره وزراء وسفراء ومفكرون عرب، دعماً لنضال الشعب العربي الأحوازي، إلى جانب الدور الموريتاني الرسمي والشعبي في التعريف بالقضية الأحوازية، والتنسيق مع الفعاليات الأحوازية.

وأشاد بدور الإعلام العربي في دعم القضية الأحوازية، وأضاف أنّ الإعلام العربي عامةً والخليجي خاصةً، كان نشيطاً في تناول القضية الأحوازية، ولم يكتفِ بنقل الأخبار فقط، بل أفردت الصحف صفحاتها للشأن الأحوازي، بلقاءات صحفية ومقالات تحليلية وتقارير إخبارية. كما اهتمت القنوات الفضائية بإنتاج برامج خاصة عن الأحواز، إلى جانب الأخبار والتقارير المصورة.

واعتبر نائب رئيس حركة النضال، أنّ دعم القضية الأحوازية يمكن أن يساهم إلى جانب التحرك السعودي بقيادة الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، في مواجهة المشروع الفارسي، كما تعتبر الثورة السورية المباركة، عاملاً مهماً لهزيمة المشروع الطائفي والقومي الفارسي التوسعي على حساب العرب، بحد قوله.

وتوقف «حبيب أسيود»، عند أهمّ ملامح المشروع الفارسي في العالم العربي، وما أحدثه من اصطفافات داخل البيت العربي، جاء بعضها ضمن معسكر العدو الفارسي، منوِّهاً إلى خطرها على الأمن القومي العربي، وما يتطلّبه ذلك من حاجة ماسة في ترتيب البيت العربي وتنقيته من كل شوائب العمالة. فالمشروع الفارسي بلغ حدّ التطرف في العدوانية على حساب الأمة العربية استقرارها.

وأكد على أنّ النتائج العكسية لهذه الكوارث التي تسبّب بها العدو الفارسي، سترتدّ على المتسبب بها، وذلك ضمن قراءة واعية لتطورات الأحداث في الشارع الإيراني وفي المنطقة العربية. وهو ما يجعل العرب مدعوين لاستثمار هذه الأرضية الخصبة في الداخل الإيراني، والرد بالمثل، لنقل المعركة إلى داخل حدود العدو، الذي لم يتجرأ على التدخل في شؤون دول المنطقة إلا بعد ضمان احترامها للحدود والجيرة.

وأكد «أسيود»، على التنسيق بين النضال العربي الأحوازي، ونضال الشعوب غير الفارسية، حيث تتماثل الأهداف والغايات، وصولاً إلى قلب الموازين وفرض واقع جديد، يضمن حق هذه الشعوب في الحياة والعيش الكريم.

ودعا «أسيود» المؤتمر في نهاية كلمته، إلى تقديم نتائج يتمّ الاسترشاد بها في التشخيص الصحيح لأزمات المنطقة، وتساعد في تقديم قراءات تدلّ على مواطن الضعف والقوة في الواقع العربي.

وأكد على الحاجة إلى توجيهات وتوصيات لتحقيق الشروط اللازمة لإعلان الحكومة الأحوازية المؤقتة في المنفى، لتكون الممثل الشرعي للشعب الأحوازي في نضاله.

كما طالب المؤتمر بالدعوة إلى المزيد من المواقف التي تتبنى القضية الأحوازية في المحافل الدولية، على جميع المستويات الشعبية والرسمية.

وأعلنت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن مؤتمر تونس ما هو إلا المرحلة الأولى من سلسلة فعاليات وأنشطة في المغرب العربي، تهدف لكسب الدعم الرسمي والشعبي لنضال الشعب العربي الأحوازي ضد الاحتلال الفارسي.

وألقى عدد من الشخصيات السياسية والثقافية العربية والتونسية، كلمات أكّدوا فيها على ضرورة دعم وتفعيل القضية الأحوازية، معتبرين أن الأحواز هي خط المواجهة الأول أمام التمدد الفارسي.

كما أشاد المتحدثون بنضال الشعب الأحوازي وإصراره على الحفاظ على هويته العربية وانتمائه لأمته، رغم ما يشهده من تجاهل العرب لمعاناته طول سنوات الاحتلال.

سقوط 4 عواصم عربية

وشارك في الكلمات الملقاة بالمؤتمر النائب الأردني الدكتور «محمد القطاطشة» والذي أكد أن عدم وجود استراتيجية عربية - بحسب وصفه -، أدى لسقوط أربع عواصم عربية، تحكم حالياً من جانب الإيرانيين، وأعلن عن وضع جزء من القضية الأحوازية في مناهج التعليم الأردنية.

فيما شدد الدكتور «طاهر بوميدرة»، الرئيس السابق لمكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق، على ضرورة إخراج القضية الأحوازية من الإطار العربي، وفرضها على العالم كله.

كما طالب النائب «محسن البكري»، رئيس كتلة التوافق الوطني بمجلس النواب البحريني، بمنح القضية الأحوازية مقعداً في الجامعة العربية، يسبقه اعتراف رسمي عربي بالقضية الأحوازية.

كما أشاد الدكتور «عبدالمحسن هلال» ، أستاذ الاقتصاد في جامعة أم القرى، بالجهود العسكرية الكبيرة التي تقوم بها حركة النضال لاسترداد حقوق الأحوازيين.

وأكد الإعلامي السعودي، «رياض الودعان»، أنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الإيراني، بل إنّ هناك عدة شعوب محتلة تُشكِّل غالبية جغرافية إيران، وإن الفرس مجرد أقلية فيها.

وطالب المحامي التونسي «عبد الستار بن موسى»، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بإعطاء حق تقرير المصير للشعب العربي الأحوازي.

تدويل القضية الأحوازية

وفي نهاية المؤتمر، تقدم المشاركون بمجموعة من التوصيات، تضمنت رفع مستوى قضية الأحواز إلى نفس مستوى القضايا العربية الأخرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والعمل على تدويل القضية الأحوازية سياسياً وحقوقياً وإعلامياً، بالإضافة إلى العمل على توفير الأرضية اللازمة لإعلان حكومة الأحواز في المنفى، وطرح حق تقرير المصير للشعب العربي الأحوازي في إطار الشرعية الدولية.

كما تضمنت، التوصيات ضرورة وضع القضية العربية الأحوازية في المناهج التعليمية العربية ودعم تمثيل القضية الأحوازية في المؤسسات العربية على رأسها الجامعة العربية والبرلمانات، على غرار مبادرة البرلمان البحريني والعمل على تكوين مؤسسات شعبية في كافة البلاد العربية لمناصرة القضية الأحوازية.

و«الأحواز» هو إقليم يقع في شمال غرب إيران، ويقطنه أغلبية عربية، (حوالي 12 مليون عربي وفقًا للتقديرات)، يواجهون صعوبات في الحياة والتعليم ويتهمون النظام الإيراني بممارسة الاضطهاد والتطهير العرقي بحقهم.

يشار إلى السبب الأقوى لاحتلال إيران لإقليم الأحواز، هو غناه بالموارد الطبيعية من النفط والغاز؛ إذ يضم حوالى ‏85‏% من النفط والغاز الإيراني‏، بالاضافة إلى خصوبة أراضيه التي يصب فيها نهر كارون (35% من المياه في إيران)، وهي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة، وتساهم الموارد المتوافرة في الأحواز بحوالى نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وفقاً لـ«معهد العربية للدراسات والتدريب».وفي شهر يوليو/تموز الماضي، صعدت السلطات الإيرانية حملاتها الأمنية ضد الأحوازيين، مستخدمة العنف والرصاص الحي ضد المواطنين.

وتتهم إيران بعض دول الخليج بدعم الأحوازيين لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وتصف إيران هذه الأحزاب بأنها جماعات وتيارات انفصالية تريد تقسيم إيران على أساس قومي، وتم إعدام العديد من كوادر هذه الحركات وقادتها في كردستان والأحواز وبلوشستان؛ بسبب نشاطهم السياسي، ومشاركتهم في عمليات عسكرية تستهدف مؤسسات النظام في هذه الأقاليم.

  كلمات مفتاحية

السعودية الأحواز إيران

الكويت تستدعي السفير الإيراني بعد احتجاز 4 من مواطنيها بالأحواز