قال رجل الأعمال السعودي الشيخ «صالح كامل»، رئيس مجلس الإدارة بغرفة جدة ومؤسس ومالك مجموعة (دلة البركة)، إن قضية الضرائب بالخليج تأخرت وكان يجب طرحها منذ فترة، كما أكد دعمه لرؤية 2030 التي تمنى أيضا لو أقرت منذ فترة أطول.

ودعا«كامل» شعوب المنطقة إلى التحرك خارج الاقتصاد الريعي والتحول لأمة منتجة، منتقدا استمرار ظاهرة التبذير في بعض دول الخليج.

وردا على سؤال حول مستقبل المملكة العربية السعودية في ظل رؤية (2030) التي تهدف لتنويع الاقتصاد وموارده بعد تراجع أسعار النفط، قال الشيخ «صالح كامل»: «في المملكة وفي الخليج عموماً تعودنا على مختلف الظروف، وعندما أنعم الله علينا بثورة النفط البعض أحسن استغلالها والبعض لم يحسن، ولكن الاعتماد على مصدر واحد للدخل فيه خطر ولهذا جاءت رؤية 2030، وليت طرحها تقدم، لأنه في وقت الوفرة يمكن التخطيط براحة، لكن في وقت الأزمات ربما تكون المشاكل أصعب بكثير».

وتابع «كامل» بالقول: «لكن أن تأتي الرؤية والتخطيط خير من ألا تأتي، ولا بد أن تعي الشعوب أن النعم لا تدوم إلا بالشكر، والشكر ليس بالقول، إنما عمل. الله سبحانه وتعالى يقول: ‘اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ‘ والله سبحانه وتعالى يقول: ‘لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ.‘ إذا كان الشكر بالعمل، للأسف شعوب المنطقة لم تعمل كما يجب، فيجب أن ننتقل الآن من الاقتصاد الريعي إلى نصبح أمّة منتجة ولا بد أن نعتمد على أنفسنا، بعد الله سبحانه وتعالى».

ولفت «كامل» إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض على عدم الإسراف متسائلا: «هل طبقنا هذا؟.. هل يوجد تبذير أكثر من التبذير الموجود في الخليج؟ هذا منهج إلهي: ’إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ».

واتهم الشيخ «صالح كامل» البعض بتشويه تصريحه حول الشباب واتهامهم بـ«الدلع» قائلا: «أنا مدحت عينات كثيرة من الشباب، وتوجهت باللوم للعوائل والتعليم السيء الذي لا يتناسب مع سوق العمل. اقتطع البعض المقطع ونشروه، أنا لمت وزارات التعليم أكثر مما لمت الشباب ولمت الأهالي أكثر مما لمت الشباب، فلا يستغل أحد حماس الشباب ويشوه كلامي، أنا أبنائي شباب، وأحفادي شباب، عندما أنتقد فأنا أنتقد لصالح وطني، لا أبتغي إلا رضا الله لا رضا فئة أو شخص معين».

وأكد «كامل» تشجيعه لطرح ملف فرض ضرائب بالخليج قائلا: «هذه القضية تأتي متأخرة. كل شعوب العالم تدفع ضرائب، لماذا لا ندفع نحن ضرائب؟ وفي ديننا، الزكاة هي فريضة ولكنها هي نوع من الضرائب. والمفروض أن الحاكم يجمع الزكاة، ولو أن الزكاة في مفهومها الاقتصادي تغني عن أي ضرائب».

وبحسب قرار لمجلس التعاون الخليجي في يونيو/حزيران الماضي من المقرر أن يبدأ فرض الضرائب سنة 2018.

وكان صندوق النقد الدولي من أبرز من دعا الدول الخليجية لفرض ضرائب جديدة وإجراء إصلاحات مالية، لمواجهة تراجع أسعار النفط وتنويع مصادر الدخل الاقتصادي القائمة بشكل أساسي على الإيرادات النفطية.

وشملت الخطوات الخليجية إجراءات تقشف لتقليص النفقات الحكومية، وخفض الدعم ورفع أسعار مواد أساسية أبرزها الوقود.

وتراجعت أسعار النفط بشكل كبير خلال العامين الماضيين، فانخفضت من أكثر من 100 دولار للبرميل عام 2014 إلى ما دون 30 دولارا مطلع سنة 2016. إلا أن سعر البرميل استعاد بعضا من عافيته خلال الأسابيع الماضية إلى حوالي 50 دولارا.

وفي 25 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت السعودية رؤيتها المسقبلية لـ«مرحلة ما بعد النفط»، والتي يمتد تنفيذها حتى عام 2030، وتشمل تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية ومشاريع استثمارية جديدة، ورصد مليارات للنهوض بالقطاعات الاقتصادية غير النفطية.