«الداخلية» المصرية تتهم «الإخوان» بالوقوف وراء تفجير الكنيسة

الاثنين 12 ديسمبر 2016 08:12 ص

اتهمت وزارة الداخلية المصرية جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء تفجير الكنيسة البطرسية وسط القاهرة، انتقاما لمقتل القيادي بالجماعة «محمد كمال» قلبل أسابيع.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه «فى إطار جهود الوزارة المبذولة بمجال تتبع وملاحقة منفذى الحادث الإرهابى بكنيسة القديسين بولس وبطرس الملحقة بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية فقد تم فور وقوع الحادث تشكيل فريق بحث متخصص من مختلف أجهزة الوزارة ووضع تصور للأبعاد المختلفة للحادث وطبيعة مسرح الجريمة».

واضاف البيان: «أثمرت النتائج عن توصل قطاع الأمن الوطنى لمعلومات حول اعتناق المدعو مهاب مصطفى السيد قاسم بالأفكار التكفيرية للإخوانى سيد قطب وارتباطه فى مرحلة لاحقه ببعض معتنقى مفاهيم ما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس».

ووفق البيان، فإن «قاسم» سافر إلى قطر خلال عام 2015 و«ارتبط هناك ببعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة الذين تمكنوا من احتوائه وإقناعه بالعمل بمخططاتهم الإرهابية وإعادة دفعه للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية بدعم مالى ولوجيستى كامل من الجماعة فى إطار زعزعة استقرار البلاد وإثارة الفتن وشق الصف الوطنى، وعقب عودته للبلاد اضطلع وفق التكليفات الصادرة إليه بالتردد على محافظة شمال سيناء».

وتابع البيان: «استمر تواصله مع قيادات الجماعة الإرهابية بقطر وتكليفه عقب مقتل القيادى الإخوانى محمد محمد كمال - بالبدء فى الإعداد والتخطيط لعمليات إرهابية تستهدف الأقباط بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة خلال الفترة المُقبلة دون الإعلان عن صلة الجماعة بها»، دون مزيد من التفاصيل.

وقال البيان إنه «تم التعامل مع حصيلة تحليل تلك المعلومات وتطابقها مع نتائج فحص المعمل الجنائى لمسرح الجريمة وأشلاء جثث الضحايا وأسفرت عن الاشتباه فى أحدها وهو المتهم الهارب محمود شفيق محمد مصطفى، بالتورط فى تنفيذ حادث الكنيسة من خلال عمل انتحارى باستخدامه حزام ناسف».

وتابع أنه «سبق رتباطه بإحدى الأسر الإخوانية بمحل إقامته وتلقيه تدريبات على تأمين المسيرات للجماعة الإرهابية بإستخدام الأسلحة النارية وضبطه أثناء قيامه بذلك وبحوزته سلاح آلى، حيث تم ربطه بإحدى البؤر التكفيرية لإعداداه لإعتناق الأفكار التكفيرية».

ولفت البيان إلى أنه «تم استهداف الوكر المشار إليه وأسفرت النتائج عن ضبط عدد 2 حزام ناسف معد للتفجير وكمية من الأدوات والمواد المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة.. كما تم ضبط عناصر من تلك البؤرة وهم : رامى محمد عبدالحميد عبدالغنى، ومحمد حمدى عبدالحميد عبدالغنى ، ومحسن مصطفى السيد قاسم، وعلا حسين محمد على، زوجة الأول».

من جهتها، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالوقوف وراء تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة الأحد، معتبرة أن «محمود شفيق محمد مصطفى» الذي أعلن «السيسي» أنه نفذ الهجوم هو أحدث ضحايا العسكر.

وقالت الجماعة في بيان نشرته على حسابها بموقع «فيسبوك» «محمود شفيق، السيد بلال، 6 شباب تم قتلهم في ميكروباص بالقاهرة في مارس/اذار الماضي برصاص الأمن المصري على خلفية قضية ريجيني، نماذج من ضحايا عرفت اسماؤهم وعشرات أو مئات غيرهم لم تعرف أسماؤهم قام نظام العسكر بقتلهم من أجل التغطية على جرائم ارتكبها واحترف التملص منها وإلصاقها بآخرين ولكن يفتضح أمره دائما».

وأضافت أن «حالة الارتباك التي تظهر بوضوح على سلطة الانقلاب وقائده منذ تفجير الكاتدرائية، ومحاولة إلصاق التهمة بشاب في بداية العقد الثالث من عمره، بإدعاء تحليل الحمض النووي لجثمان الشاب في 24 ساعة من التفجير، وعرض صورتين لجثمان الشاب المتهم مختلفتين كليا عن بعضهما، ثم اعتقال الأمن لأسرته بالكامل، وما سبقه من تضارب في الروايات الرسمية حول تفاصيل التفجير، كل ذلك يكشف للجميع أننا أمام نظام مجرم ملوث بدماء المصريين».

وتابع البيان أن «ما شهدته مصر من جرائم ومجازر ارتكبها العسكر بداية من تفجير كنيسة القديسين، وموقعة الجمل، وماسبيرو، ومحمد محمود، والمنصة، وفض رابعة والنهضة، ورمسيس، والفتح وصولا إلى تفجير الكاتدرائية، هذا السجل الإجرامي يكشف بوضوح أن السيسي وعصابته العسكرية لا يتورعون في قتل المصريين، مسلمين ومسيحيين من أجل تحقيق أهداف خاصة بهم، ثم يقدم تمثيليات يفشل دائما في إقناع أحد بها إلا عساكره».

وأضاف أن «جماعة الإخوان المسلمين، تدق ناقوس الخطر من جديد، وتؤكد أن الأزمة في مصر ليست ثنائية، ولكنها معركة شعب بأسره، بمختلف انتماءاته الفكرية والعقائدية وطبقاته الاجتماعية، ولن يجر هذا السفاح مصر إلا إلى الهاوية، فهو يتاجر الآن بدماء الأقباط من أجل مصالحه، وهو في حقيقة الأمر لا يحمي إلا نفسه، ونسيج الشعب المصري بأسره تحت مرمى نيرانه».

وتساءلت الجماعة في بيانها «أي جرم هذا يدفع بسلطة أن تقتل أبرياء وتعتقل شرفاء في صراع داخل أجنحتها الانقلابية على سلطة هي مغتصبة لها من الأساس وقتلت في سبيل ذلك الآلاف، واعتقلت واختطفت وأخفت وعذبت عشرات آلاف، أي جرم هذا الذي يدفع العصابة الحاكمة أن تختطف نساء وتلفق لهن قضايا، وهي تعلم أنهن بريئات منها، وتختطف مواطنين أبرياء وتخفيهم ثم تقتلهم تارة بالتعذيب ومرة بالرصاص وأخرى بالتفجير، الوطن مختطف بالفعل ومصائر المختفين في يد مجنون مجرم».

واعتبر البيان أن «ما جرى في الكنيسة البطرسية، نموذج لوطن مختف وجريمة مكتملة الأركان، وعلى المجتمع بكل أطيافه أن يواجه هؤلاء المجرمين الذين سرقوا الوطن، وقتلوا أبناءه.

وصباح الأحد، استهدف تفجير مكانًا مخصصًا للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا و49 مصابا، وفق حصيلة نهائية لوزارة الصحة المصرية.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن «عبدالفتاح السيسي»، خلال جنازة عسكرية رسمية للقتلى، أن التفجير تم عبر انتحاري فجّر نفسه، يدعى «محمود شفيق محمد مصطفى»، وكان يرتدي حزامًا ناسفًا وليس عبر قنبلة تم وضعها في حقيبة كما أشيع.

لكن والدة وشقيقة «محمود شفيق محمد»، أكدتا أن شفيق موجود حاليا في السودان وأن الصورة المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعى ليست له.

وزعم مصدر أمني مصري أن الانتحاري كان كادرا بجماعة الإخوان المسلمين ثم انضم لجماعة «ولاية سيناء»، المبايعة لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وعلقت جماعة الإخوان على الحادث فور وقوعه، مستنكرة سقوط ضحايا أبرياء في دور عبادة، ملمحة إلى تورط أجهزة أمنية في الهجوم.

  كلمات مفتاحية

السيسي تفجير كنيسة الداخلية الإخوان

الإخوان تكذب «السيسي» وتتهمه بالمتاجرة بدماء الأقباط

«السيسي»: انتحاري فجر نفسه بالكنيسة واعتقلنا 4 بينهم امرأة على صلة بالحادث

الخارجية المصرية تدين بياني «العفو الدولية» و«رايتس ووتش» حول تفجير الكنيسة

وقفة بالشموع وسط القاهرة لتأبين ضحايا الكنيسة.. رغم مساعي الأمن لمنعها