مسؤول إيراني سابق محذرا من «أوضاع سوداء جدا»: الأزمة السورية تبدأ من جديد

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 11:12 ص

حذر مسؤول إيراني سابق، من «أوضاع سوداء جدا»، مطالبا أن الفرحة بـ«نجاح العمليات العسكرية في حلب، شمالي سوريا، إنما هي فرحة ليلتين فقط، بعدهما يجب علينا أن نقلق للثلاثین عاماً القادمة».

ونقلت وكالة «الأناضول» عن «میر محمود موسوي»، المدیر السابق لشؤون آسیا الغربیة في وزارة الخارجية الإیرانیة، قوله إنه «مقتل 300 ألف شخص وتهجیر ونزوح 12 ملیون آخرين (في سوريا)، لا یولد إلا الكراهية والعنف».

وأضاف «موسوي»، الذي كان يشغل أيضا منصب السفير الإيراني في الهند وباكستان، في حوار مع صحيفة «الشرق» الإيرانية أن «10 ملایین عائلة (سورية) ستعیش الكراهیة والبغضاء، وهذا یحتاج لحل علی مدى عقدین من الزمان».

ورأى «موسوي» أنه «لابد من وجود الأمن والسلام في سوریا والعراق والمملکة العربیة السعودیة وأفغانستان، كي یسود الأمن داخل حدودنا (إيران)».

وشدد على أنه «إن لم تتمتع هذه الدول بالأمن والاستقرار، فإن أمننا مهدد وسيكون تقدمنا ورفاهیتنا بمثابة الأمر الصعب».

وأكد أن «المشكلتين السورية والعراقية لم تصلا لنهايتهما، ولن تنتهيا في الوقت الراهن ولا في المستقبل القریب (...) المشكلة دخلت منعطفا جدیدا وهي تبدأ من جدید».

وأحال الهجوم المتواصل منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لجيش نظام «بشار الاسد» السوري مدينة حلب المحاصرة إلى جحيم تشهد عليه الجثث الملقاة في الشوارع وآلاف النازحين الهائمين على وجوههم طلبا للنجاة.

وبفضل الدعم الجوي الروسي ومؤازرة المليشيات العراقية واللبنانية إلى جانب الكردية، نجحت قوات النظام في انتزاع كامل المدينة القديمة في حلب الشرقية، بما يشكل 95% من مجمل مساحة حلب.

وبث ناشطون صورا من حلب أثناء تقدم قوات النظام داخلها تظهر جانبا من حجم الدمار الحاصل في المدينة.

وتحدث الدفاع المدني عن جثث القتلى التي تملأ الشوارع في حلب، وتحت أنقاض الأبنية المدمرة مع استمرار القصف، بينما شهدت الأحياء التي بقيت تحت سيطرة المعارضة حركة نزوح كبيرة للمدنيين.

وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة عام 2012، فقدت الفصائل المعارضة كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.

يأتي ذلك وسط حصار خانق تفرضه قوات النظام على نحو ربع مليون شخص ما زالوا مقيمين في تلك الأحياء.

وأفادت التقارير أن الجرحى باتوا ينقلون على عربات الخضار بعد تعثر تحرك سيارات الإسعاف في الشوارع، في وقت تحدث فيه رئيس العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة «ستيفن أوبراين» عن توقف عمل جميع المستشفيات و«استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي».

وتتزامن هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة شرقي حلب، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس الاثنين، أن أكثر من 13 ألف مدني غادروا مناطق المعارضة، وأن نحو 700 من مسلحي المعارضة سلموا أسلحتهم قبل انتقالهم إلى غرب حلب.

الموصل وتركيا

وحول الموصل العراقية، قال «موسوي» إن «التيارات الشيعية قد تغير التشكيلة الديموغرافية في المدينة (...) وهذا هو السبب لقلق تركيا».

وتابع أن «ترکیا جارتنا وعلاقاتنا معها في العقود الماضیة، کانت قویة، ولذلك على الدولتين أن تستخدما لغه الحوار فیما بینهما».

ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تواصل قوات من الجيش والشرطة العراقية ومليشيات داعمة لها عمليات عسكرية لاستعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يحتل المدينة منذ صيف 2014.

وحذر سياسيون عراقيون من انتهاكات محتملة لـ«الحشد الشعبي» (الشيعي) بحق المدنيين في الموصل، ذات الأغلبية السنية، ودعوا الحكومة إلى عدم السماح بدخول هذه القوات المدينة.

وتقول بغداد إنها ستهزم التنظيم المتشدد في الموصل قبل نهاية العام الجاري، لكن التنظيم يبدي مقاومة شرسة داخل الأحياء السكنية للمدينة التي يقطنها نحو 1.5 مليون شخص، ونزح من أطرافها الشرقية عشرات الآلاف.

  كلمات مفتاحية

سوريا إيران حلب العراق الموصل میر محمود موسوي

الحرس الثوري الإيراني: الحشد الشعبي العراقي قد يتوجه إلى سوريا بعد استعادة الموصل