الإماراتيون تنافسوا في تأبين «المرزوعي» على «تويتر» كتباريهم شماتة عند إقالته

السبت 15 نوفمبر 2014 09:11 ص

حقق هاشتاج «#محمد_خلف_المزروعي_في_ذمة_الله»، ما يربو عن 200 ألف  تغريدة، بين تعازي وهي الأغلب وبرقيات النيل واللوم والتقريع، ليتصدر الهاشتاج منذ أن غيب الموت «محمد خلف المزروعي» مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي إثر حادث أليم في المنطقة الغربية بأبوظبي، حيث شارك في فعاليات «مزاينة بينونة للإبل»، قبل أن يوارى الثرى بعد مغرب الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

«محمد خلف المزروعي» كان شحيح في تغريداته على «تويتر» ورغم ذلك كان النشطاء يطلقون عليه «اليد الباطشة» لكل صوت معارض لسياسات ولي العهد «محمد بن زايد» في الأوساط الإعلامية والثقافية الناشطة في مجال الحقوق والحريات .

أما حساب «الإمارات الآن» فنقل آخر تغريدة لشقيقه «الفندي» الذي وافته المنية أيضا في الحادث قال فيها: «يختم الله للإنسان الصالح بخاتمة طيبة والخبيث تبقى كلماته شاهدة ع خاتمته».

على غير العادة

الدهشة علت وجوه المشيعون لصلاة الجنازة ليس لحزنهم على افتقاده فحسب بل لغياب ولي العهد – على غير العادة - وحضور شقيقه وزير الداخلية «سيف بن زايد» بمسجد سلطان بالفارة بمدينة زايد، مما يشير إلى عدد من الملاحظات أولها أن «محمد خلف المزروعي» كان من أشد المقربين له وثانيها لكونه يعمل مستشار حالي بديوانه وثالثها لتوليه سابقا رئاسة مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام حتى أقاله في  2010 لاتهامات تتعلق بسوء الإدارة والفساد، ورابعها وضعه في منصب شرفي أشبه بركلة إلى أعلى، وخامسها عمله مديرا عاما بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والتي أزيح منها أيضا باتهامات تتعلق بنفس الاتهامات السابقة، مما دفع ولي العهد لتشكيل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بديلة عن الأولى، ووضع «مبارك المهيري» مديرا عاما للهيئة.

تعليقات العزاء والإشادة سلطت الضوء على وجود «محمد بن زايد» في موقع الحادث، والحرص على تجنب تناول غيابه عن الجنازة وهي الأهم بحسب مراسم العزاء وتقاليد القبيلة والعادات والتقالية والموروثات التي يتغنى بها النظام الحاكم في أبوظبي لمواجهة أي سهام تحمل انتقادا لسياسات الاجهزة التي تدير دفة الحكم في إمارة أبوظبي.

قطريون بحكم الروابط العائلية والقبلية بأهالي المنطقة الغربية على الحدود المتاخمة للحدود القطرية والسعودية مع الإمارات والمكتظة بالإماراتيين من أصول قطرية على «تويتر ألمحوا إلى أن الحادث مدبر وليس عاديا على غرار ما قالت المغردة «روُز بـآريِـس ✩♡ ‏@»: «إذا مو اغتيال انا ما افهم شي بالحياة».

وغرد «المفتي/ ساطور قطر ‏@» ملمحا إلى ذلك: «تم اغتيال اثنين من مرتزقة أبوظبي #الفندي_المزروعي_في_ذمة_الله و #محمد_خلف_المزروعي، عيال قطر قول وفعل، والباقي بالطريق».

وفي تغريدة تعود إلى 15 يونيو/حزيران الماضي قال «المتألق»: «أبوظبي على لسان محمد خلف المزروعي مستشار ولي عهد أبوظبي، روجت بان قطر وراء اغتيال حفتر أبوظبي»، في إشارة إلى ولي العهد، أما حساب «شؤون إماراتية» فقال: «محمد بن زايد يفقد ذراعه الإعلامي في حربه ضد قطر والإسلاميين».

اللافت أيضا أن قناة «العربية» التي أوردت خبر وفاة «المزروعي» في نشراتها التلفزيونية؛ لم تضعه على موقعها «العربية نت» الذي يتيح قدرا من الحرية في التعليقات والتي ربما لا يرغب بها من منع نشر الخبر كما جرت عادة «العربية.نت».

تأبين وعزاء

ديوان ولي عهد أبوظبي أول المصدرين لبيان العزاء، تبعه بقية دواوين الحكام ونوابهم وأولياء العهود ووزارات الدولة، كما المثقفون أفرادا ومؤسسات كاتحاد كتاب وأدباء الإمارات وجمعية الصحفيين، و«أكاديمية الشعر بأبوظبي» و«هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة» و«أبوظبي للإعلام».

ويعد «المرزوعي» من مؤسسي برنامج «شاعر المليون» وبرنامج «أمير الشعراء» وقناة «شاعر المليون» التي تحولت مؤخرا إلى قناة «بينونة» الثقافية، وشارك «المزروعي» في إطلاق «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي».

ورغم السيرة الذاتية العريضة والوظائف المتنوعة لـ«المزروعي»، فالساحة الأدبية والفنية خاوية على عروشها من إنتاج أدبي شعرا أو كتابة وهو ليس مخرجا أو ممثلا، أو فنان تشكيلي، ويحمل «محمد خلف المزروعي» درجة الماجستير في الإدارة في ولاية أوريقان وشهادة بكالوريوس في الإدارة العامة من «جامعة الإمارات العربية المتحدة»، وشهادة ماجستير في الإدارة العامة من «جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأمريكية.

أغلب من نعاه على «توتير» من تلك الأوساط من المقربين إلى ولى عهد أبوظبي، مثل الشاعر «على بن تميم» أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب قائلا:  «فقدتُ أخاً كبيراً ومعلماً وصديقاً»، والإعلامية «نشوة الرويني» مقدمة برامج قالت عبر حسابها: «كلماتي لن توفيك حقك و لكن يكفي ان أقول انك كنت نعم الأخ و نعم الرجل و نعم الإنسان».

ودعاة مقربون من ولي العهد مثل «عبدالله الكمالي» و«وسيم يوسف» وطارق الحبيب» حيث كتب الأخير: «رحم الله الصديق محمد خلف المزروعي فقد كان رجلا يحب وطنه باخلاص وتغمده ورفاقه فسيح جناته».

تأبين 2010

لا يختلف اثنان عن أن حجم التعازي بوفاة «المزروعي» لا يقل عن حجم الفرحة التي استقبل بها أوساط ثقافية وجماهيرية قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام في يوليو/تموز 2010، الذي كان يرأسه «محمد خلف المزروعي» والذي كان يتولّى أيضًا منصب رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي منذ العام 2008، وأن الفرحة تجددت مع تشكيل هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة في 2012 ليكتفي «المزروعي» بلقب شرفي مستشارا في ديوان «محمد بن زايد».

وكان تعليق المغردين على خبر «ايلاف» ساخنا ومقصودا لإرسال عدة رسائل لاسيما تلك التي تشكر لـ(أبو خالد «محمد بن زايد») على رؤيته الثاقبة، وتقدح في سوء الإدارة وتارة في فساد إدارة «محمد خلف المزروعي»، حيث قالت «ريمة صميم»: «مشكور ابويا بوخالد على هذا الاهتمام لمصير أبناءك في الشركة».

واستعرض المغرد «ولد لبلاد» جانبا من فساد الشركة برأيه وقال: «.. كم من الموظفين الأجانب واللبنانين رواتبهم لا تقل عن 30 ألف درهم ويا ليت عندهم مؤهلات والا خبرات.. في شركة بوظبي اكبر استوديو بالشرق الأوسط ويتم تحول التصور بالبنان والبرامج اللي قبل تنشرى ب1000 درهم صارت تنشرى 10 الاف دولار..!».

وقال «بو راشد»: «نطلب تشكيل لجان تأديبية بحق هؤلاء وعدم السماح لهم بالهروب من خلال حجز جوازات سفرهم وإعادة أموال الشركة، أعيدوا هذه الأموال فورا ومحاسبة المنتفعين وهي طبعا عشرات الملايين من الدراهم».

وأضافت «ام فطيم»: «نشكر الشيخ محمد لانقاذ هذه الشركة من الفساد!».

وقال «الزين»: «يا ابو خالد قرار سليم وبالوقت المناسب بعد أن استشرى الفساد والظلم والسرقات.. نتمنى أن يكون العقاب شديد وإنهاء خدمات المقصرين».

وقال المغرد «الحرير»: «محمد خلف ظلم موظفي شركة أبوظبي للإعلام كنا نتمنى يحاكم علنا شكرا محمد بن زايد لأنك رجل عدل ورجل لا تقبل بالظلم وبارك الله في حكومتنا الرشيدة التي لا تغفل عن فساد المفسدين وقطع الله يد كل سارق لدولتنا الحبيبة.. ».

وقال معلق «من العاملين في المؤسسة»: «فساد منقطع النظير منذ وصول المزروعي إلى ابوظبي للإعلام..الآن وقد أُبعد المزروعي فقد حان الوقت لاعادة ترتيب البيت الاعلامي في ابو ظبي.. ».

أما «بوسالم» فكان تغريده موافقا للقرار التالي لإبعاد «المزروعي» عن أبوظبي للإعلام: «نتمنى من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ان يفتح ملف هيئة ابوظبي للثقافة و التراث والتي يرأسها المزروعي، لانها ليست بالمستوى المطلوب».

ومن المعلقين من رأى «المزروعي» ضحية فقال «المهندس»: «المزروعي كان ضحية المنصب. اتعين في منصب هو مش قده و سلم الخيط و المخيط للوافدين و عطاهم مميزات و معاشات ما كانوا يحلمون فيها بحياتهم..الشيخ محمد طول الله بعمره سوى خير يوم عزل محمد خلف و إن شاء الله تتنظف شركة أبوظبي».

أبى الرحيل بمفرده

ورغم أن «محمد خلف» قليل التغريد على شبكات التواصل إلا أن ابن شقيقته الذي توفي بصحبته كان نجما في التغريد، إلا أن كثيرا من المغردين عجبوا من تحول حساب «@alfundi» يضج بالسب والقذف لمخالفيه إلى حساب يذكر الله!

وحقق المغرد الإماراتي «الفندي» على «تويتر» بحسابه شهرة كبيرة كأحد المغردين الإماراتيين أصحاب أقذر حساب في المنطقة على حد قول أحد المغردين، وفي الواقع حقق «#الفندي_المزروعي_في_ذمة_الله» المركز الثاني بعد خاله بنحو 77 ألف تغريدة، وكان حساب «الفندي» الذي يقترح محبوه قبل كارهوه إغلاقه بعد موته، جرى سرقته واسترجعه في 24 أغسطس/آب الماضي، وهو صاحب أشهر شائعة في مقتل «البغدادي» خليفة «الدولة الإسلامية»، واعتقال الشيخ «العريفي»، ومن المغردين من عفا عنه لموته مثل «د. كساب العتيبي ‏@» حيث قال: «لطالما قذفني وشتمني ظلماً. اللهم إني سامحته، فاغفر له وتجاوز عنه».

ومنهم من لم يحلله مثلما فعل «ولد النوخذة ‏@» حيث قال: «طعن فيني واتهمني وقذف بأبي وامي والله لن احلله فلسانه وسخ لا يخاف الله».

وقال حساب «@Scorpion_Dana»: «حساب الفندي يغرد حالياً بالاستغفار والادعيه، ليتهم يعرفون انه لا فات الفوت ماينفع الصوت».

وقال «د حبيب بن معلا»: «رحمه الله..الشماتة ليست من شيمنا لكنها عبرة والله..تغريداته المريرة عن مسلمي مصر والعالم مؤذية لكنه أفضى لربه».

وقال الناشط «محمد العربي زيتوت»: «يمعن بعض الصهاينة العر ب في إيذاء الناس، وقد قرأت أن أحدهم قد هلك في حادث مرور،  فهل يجوز الترحم عليهم؟».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات محمد بن زايد حقوق

ولي عهد أبوظبي يفقد ذراعه الإعلامي ضد الإصلاحيين ومؤيدي التيار الإسلامي