احتفى مغردون سعوديون بتساقط الثلوج على المنطقة الشمالية، ليلة أمس، وصباح اليوم، واعتبروها خير للبلاد، وسقطت في المكان الذي يحمل أهلها قلوب بيضاء.
وتسابق هواة مشاهدة الثلوج مع العاصفة الثلجية للوصول لمناطق تساقطها في الشمال السعودي بعد تجهيزات لاستقبال الثلج هذا العام.
ويتوقع أن يستمر الثلج لساعات محدودة قبل طلوع الشمس غدا، بعد أن وثق مصورون وهواة رحلات بمقاطع الفيديو لتساقط الثلوج.
والتقط مجموعة من المصورين صور للقطار في حزم الجلاميد الذي ينقل الفوسفات من المنطقة نحو راس الخير على الخليج العربي.
ويعد منظر القطار وهو يعبر الثلوج بالقرب من حزم الجلاميد منظرا ساحرا لكثير من محبي الصحراء والرحلات البرية.
«تركي الراجحي» ومجموعته من الرحالة ومطاردي الأمطار في السعودية، قال لموقع «العربية نت» إنه يعد العدة منذ وقت مبكر للمبيت وسط العاصفة الثلجية ومشاهدة بياض الأرض في الشمال السعودي.
وبين «الراجحي» أن المهتمين يتابعون تفاصيل الحالات الجوية منذ بداية موسم الشتاء لمتابعة الأمطار وملاحقتها وكذلك لمتابعة حالات الثلوج التي تتساقط على الشمال والشمال الغربي للسعودية في كل عام.
وأضاف «الراجحي» أنهم هذا العام خيموا في حزم الجلاميد والموعد سنويا بتساقط ثلوج تختلف كمياتها حسب الحالة حيث بدأ تساقط الثلوج بعد الساعة الثانية عشرة من ليلة الثلاثاء.
وأشار إلى أنهم يستخدمون الخيام الصغيرة للمبيت وسط الثلوج وهي كافية لتقيهم البرد القارس قبل أن تستمر رحلتهم وسط الأرض البيضاء في مواقع متعددة.
وتحت وسم «ثلوج السعودية»، غرد آلاف النشطاء من المملكة، مبتهجين بنزول الثلوج على أراضيهم، ومتمنين أن تتواصل في مناطق أخرى غير الشمال.
الوسم حصد عشرات الآلاف من التغريدات، جعلته يتصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة.
وقالت «روح»: «مع آذان الفجر نزل الثلج.. التوقيت وجماله ما ينوصف.. اللهم لك الحمد والشكر».
وأضاف «محمد»: «الثلوج.. هدية ربانية فائقة الصفاء والنقاء تلامس الوجدان والقلوب بطهرها ليت أن قلوب بعض البشر شبه نقاوتها وصفائها وطهرها».
ودعا «يزيد الشمري»، قائلا: «اللهم اجعلها ثلوج خير وبركة».
وغردت «الحنين»، بالقول: «اللهم اجعل هذا الشتاء خفيفا على أهلنا أصحاب البيوت المهدمة في سوريا وفلسطين ومن هم تحت الخيام».
وعبر بعض المغردين عن مشاعرهم تجاه مفاجأة الشتاء واعتبروه طقسا أوروبيا للغاية.
وقال «طلال الشهري»: «اللون الابيّض يكتمل بأهل الشمال.. بيض الأراضي والنوايا والوجيه».
وغردت «وفاء زوران»، بالقول: «هذا البياض اللي كسى أرض الشمال.. الله يازين السما يوم افتحت أبوابها من وابل الخير.. أمطرت بأفضال رزاق كريم».
ونشر «خالد»، صورة لطفل يعاني من البرد، وكتبت تحتها: «اللهم ارحم حال كل فقير يتألم ولا يتكلم».
كما نشر مغردون، مقطع فيديو، لأهالي قطيف وهم يرقصون «الدح»، احتفالا بتساقط الجلود.
ونشر المغردون، وصرا مختلفة لأطعمة وفواكة وحيوانات مغطاة بالثلوج، فضلا عن نشر صور سياراتهم وقد غطتها الثلوج بالكامل.
وكتب «عبد الوهاب المطيري»، عندما قارن درجة حرارة مدن المنطقة الشمالية، بمدن أخرى حول العالم: «الله يعين أهل أوروبا على الحر».
وأضافت «ندا»: «خدوني معكم عند الشمال».
وتساءلت «الفراشة»: «لماذا لا تستغل هيئة السياحة موسم الشتاء بالشمال.. وتروج له وتعمل على جذب السياح بالفعاليات والمعارض وغيرها».
وغطّت الثلوج منذ مساء أمس، أجزاءً كبيرة من منطقة الحدود الشمالية السعودية، بعد سقوطها بكميات متوسطة على محافظة طريف.
جاء ذلك وسط توقعات بأن تشهد المنطقة خلال الساعات المقبلة تساقطاً للثلوج بكميات أكبر، في ظل ما تشهده محافظة طريف والحدود الشمالية من تقلبات جوية وانخفاض لدرجات الحرارة حتى الصفر المئوية.
ووفقاً لإحصاءات موقع «طقس العرب»، فإن المناطق الشمالية من المملكة ومنطقة الجوف سوف تتأثر، بكتلة سيبيرية هوائية باردة، قادمة من البحر المتوسط؛ ما يؤدي إلى تكثف الغيوم وتساقط الثلوج على مناطق واسعة من الجوف حتى الحدود الشمالية.
