استثمارات دول الخليج في إثيوبيا لإبعاد الدور (الإسرائيلي) المتنامي

الاثنين 26 ديسمبر 2016 05:12 ص

على غير المتداول إعلاميا، فإن  بوصلة الاستثمارات الخليجية في إثيوبيا، تتجه إلى تعزيز الوجود العربي في القارة الإفريقية، في مواجهة الدور (الإسرائيلي) المتنامي، ظهر ذلك واضحا في جولة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» إلى دول إفريقية، بينها إثيوبيا، قبل أشهر.

هكذا يرى الكاتب السوداني «محمد مصطفى جامع»، مؤكدا أن الاحتفاظ بعلاقات راسخة مع إثيوبيا يؤدي إلى تحقيق مزيد من التقارب والتفاهم لضمان أمن دول الخليج ومصالحها الحيوية في المنطقة، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

وتحت عنوان «التقارب الخليجي الإثيوبي»، كتب «جامع» يقول:«العلاقات الإثيوبية الخليجية قديمة، فهناك استثمارات خليجية ضخمة في البلد المعروف بحضارته القديمة الراسخة، إذ تحتل السعودية المركز الثالث عالمياً من حيث الاستثمار لدى إثيوبيا برأس مال يقدر بنحو 13 مليار دولار. وتحظى الاستثمارات السعـودية بتقديـر واهتمام كبيرين من الحكومة الإثيوبية، بوصفها أكبر استثمارات أجنبيـة مباشـرة، تلعب دوراً محورياً في الجهود الإنمائية والعمرانية التي تشهدها البلاد، إلى جانب تشغيلها أعدادا مقدّرة من العمالة الوطنية. فيما تبلغ الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا حوالي 3.3 مليار دولار، وتتركز في مشروعات سياحية وقطاع الفندقة والإنشاءات»، وفقا لصحيفة «العلم» الإثيوبية.

كذلك تتجلى علاقات أديس أبابا مع دول الخليج في وجود أعداد كبيرة من العمالة الإثيوبية بدول الخليج العربي، تلعب (العمالة) دوراً في الانتعاش الاقتصادي للدولة، نسبة للتحويلات المالية التي يقوم بها المغتربين، كما أن لهذه العمالة فضل في تعزيز التواصل الثقافي والإنساني بين الخليج وإثيوبيا.

وأضاف الكاتب السوداني «كانت زيارتا الوفدين، القطري والإثيوبي، محط أنظار أجهزة الإعلام الإقليمية والدولية، ربما لتوقيت زيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية المصرية توترا ملحوظا. إذ كان لافتا أن وسائل الإعلام المصرية شنّت هجوما عنيفا على السعودية، بعدما نشرت وكالات الأنباء وبعض الصحف، صورا للوفد السعودي وهو يتفقد سد النهضة الإثيوبي الذي تتخوّف منه مصر، وتعتقد أنّه سيؤثرسلبا على حصتها من مياه نهر النيل. بالقدر نفسه، تابعت وسائل الإعلام زيارة الوزير القطري إلى أديس أبابا».

واعتبر «جامع»، أن الإعلام المصري «موجه» يعبر عن النظام الحاكم»، ولذلك، لا يمكن أن تكون الحملة التي يشنها على السعودية وقطر بمعزل عن تعليمات الأجهزة السيادية والأمنية أو موافقة منها على أقل تقدير، إلا أن المحير أن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» وقع على اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث، إثيوبيا والسودان ومصر، الذي استضافته الخرطوم عام 2015، وبموجبه وافقت مصر على قيام سد النهضة، على الرغم من ذلك، تشن وسائل الإعلام المصرية هجوماً على إثيوبيا وكل ما يتعلق بسد النهضة.. إذ تروج صحف وفضائيات مصرية أن السد ممول بواسطة إسرائيل، وأحيانا تقول إن السعودية وقطر وتركيا تمول السد، في حين إن سد النهضة مموّل من صناديق وسندات حكومية إثيوبية، شارك فيها الشعب الإثيوبي بفئاته كافة، مغتربين وعمال ومزارعين وغيرهم، وفق الكاتب.

ودعا «جامع» دول الخليج وكافة الدول العربية والإسلامية إلى أن تشجع الجهات المختصة لديها، ورجال الأعمال إلى استثمار أموالهم في إثيوبيا التي توفر بيئة خصبة، وامتيازات يحلم بها كل مستثمر، فهي ثالث أكبـر دولة في إفريقيا جنوب الصحراء، من حيث المساحة والسكان والأهميـة الاقتصادية، بجانب استضافتها مقـر منظمة الإتحاد الإفريقي، ومقـر اللجنـة الاقتصادية الإفريقية التابعة لـلأمم المتحدة، فضلاً عن أنها بلد آمن لم يشهد اضطرابات خطيرة إلا من أحداث عنف محدودة وقعت قبل أشهر وتمكنت السلطات من احتوائها في وقت قياسي.

أخيرا، من شأن استثمارات الدول الخليجية إبعاد الدور (الإسرائيلي) المتنامي الذي يسعى إلى إيجاد موطئ قدم في القارة الإفريقية، ظهر ذلك واضحاً في جولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى دول إفريقية بينها إثيوبيا قبل أشهر، بحسب «جامع».

وتعتبر أوساط سياسية وبرلمانية مصرية، زيارة الوفدين، القطري والسعودي، «مكيدة سياسية»، تأتي في إطار التآمر على مصر، فيما قالت الحكومة الإثيوبية إن زيارة مستشار ملك السعودية لإثيوبيا واجتماعه برئيس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين هي للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي، «هايلي دسالني»، خلال زيارته للرياض الشهر الماضي، المسؤولين السعوديين إلى دعم سد النهضة، والاستثمار في إثيوبيا، وفوق ذلك الاتفاق على مشاركة المستثمرين السعوديين في مجالات الاستثمار المختلفة.

أما زيارة وزير الخارجية القطري التي جاءت بعد توتر شهدته العلاقات الإثيوبية القطرية، فقد خلصت إلى توقيع 11 إتفاقية تعاون في قطاعات السياحة والاستثمار والبنية التحتية، ودعم التقارب بين رجال الأعمال والمال في البلدين.

ولم يكن الحال الذي وصلت له العلاقات بين النظام المصري الحالي، والسعودية، ليخطر على بال أكثر الداعمين للنظام المصري، إذ كانت الرياض من أقوى الداعمين لنظام الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، منذ أن كان وزيرا للدفاع، في أعقاب الثلاثين من يونيو/حزيران 2013.

وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن السعودية تعد الدولة الأولى من حيث المساعدات المالية التي قدمت للقاهرة في أعقاب الانقلاب على الرئيس «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في البلاد، بما يقدر بنحو 20 مليار دولار، ما بين مساعدات مالية مباشرة، وودائع بنكية لدعم الاحتياطي النقدي، ومشتقات بترولية.

  كلمات مفتاحية

السعودية إثيوبيا سد النهضة مصر سعودي ستار العلاقات السعودية المصرية

المشروعات السعودية في أعالي النيل.. «سعودي ستار» كلمة السر

«سعودي ستار» تستثمر 100 مليون دولار في مجال الزراعة في أثيوبيا