«ستراتفور»: أصابع الموساد وراء عملية اغتيال «الزواري» في تونس

الأحد 1 يناير 2017 01:01 ص

عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي الإسرائيلي، لا يتعامل الموساد بلطف. وكالة التجسس الإسرائيلية، والتي لها تاريخ دموي طويل من الاغتيالات خارج إطار القانون، مشتبه بها في اغتيال باحث ينتمي لحماس في 15 ديسمبر/ كانون الأول في تونس.

وجاء مقتل «محمد الزواري» بوابل من الرصاص في المدينة الساحلية صفاقس في ذروة عملية معقدة تورط بها ما قرابة 8 تونسيين وعدد آخر غير معروف، والذين قال عنهم المسؤولون في تونس إنّهم عملاء لجهات أجنبية. وعلى الرغم من أنّ العملية حملت آثار عمليات الموساد السابقة، ألمحت (إسرائيل) إلى تورطها، ولكن لم تعترف بذلك.

وقال «أفيجدور ليبرمان»، وزير الدفاع الإسرائيلي: «إذا قتل شخص ما في تونس، فهو على الأرجح ليس ناشط سلام أو مرشّح لجائزة نوبل». واستكمل: «سنستمر في بذل ما نستطيع بأفضل طريقة ممكنة نعرفها، وكل ذلك من أجل حماية مصالحنا».

ومن شوارع أوروبا إلى الشرق الأوسط، تظهر من جديد بصمات عملاء (إسرائيل)، مع مقتل ضحاياهم بطرق جديدة وروائية، بدءًا من القنابل أسفل سرائرهم، إلى الاستهداف الفردي في الشوارع المظلمة. وغالبًا ما أتساءل إذا كان هناك شخص ما داخل الموساد في مكتب سري يعكف على قطع من الروايات الخيالية ويستخدمها للتخطيط للمهام على أرض الواقع.

وكانت العملية التي استهدفت «الزواري» أقل بيزنطية بقليل من العمليات الأخرى في رواية التجسس، على الرغم من عدد التونسيين قيد التحقيق عن دورهم في العملية. وأشارت التقارير إلى أنّ «الزواري»، المعروف باسم «المهندس» من قبل إخوته في حماس، بسبب تجاربه في بناء طائرات بدون طيار، كان يعمل على تطوير غوّاصة بدون غوّاص لتنطلق تحت الماء وتستهدف منصات النفط والغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط. وأطلق مقتله على مقعد سيارته أمام منزله موجات من الاحتجاجات في تونس، التي شهد مواطنوها عمليات (إسرائيل) من قبل.

وفي عام 1988، تم اغتيال عضو حركة فتح، «خليل الوزير»، والمكنّى بـ«أبو جهاد»، في منزله بتونس، في غارة مذهلة نفّذتها القوات الإسرائيلية. وقد كنت وكيلًا بوزارة الخارجية الأمريكية ذلك الوقت، وتفاجأنا كثيرًا بهذه الضربة التي أتت من (إسرائيل) دون سابق إنذار. وكان هذا مثالًا حيًّا على واحدة من المناسبات الكثيرة التي أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك كم أنّ هناك أجهزة مخابرات غير ودودة بالمرّة وأنّ الدول القومية ستفعل كل ما يمكنك تخيّله لحماية نفسها. وعلى مستوى عملي، لا تعرض (إسرائيل) عملاءها للخطر بتبادل خططها التكتيكية مع دول أخرى، لأنّ الكثير من الأخطاء من الممكن أن تحدث. وكان هذا لا يختلف كثيرًا عن عملية الولايات المتّحدة في أبوت آباد لاغتيال «أسامة بن لادن» دون تنسيق مسبق مع الباكستانيين.

وفي عام 1996، قتل الإسرائيليون صانع قنابل من حماس، وكان يدعى أيضًا بـ «المهندس». وقد تعرضنا لقدر لا بأس به من المتاعب عندما لبينا طلب السلطة الفلسطينية بالمشاركة في التحقيق في عملية القتل، والتي تضمنّت فحص مسرح الجريمة. لم يعبأ العاملون في السلك الدبلوماسي الأمريكي أو الإسرائيليون بهذا القرار. لكن من وجهة نظري كعميل في مكافحة الإرهاب، كنت أحسب أنّنا سنتعلم شيئًا من خلال مشاركتنا، وقد كان. واكتشفنا في أعقاب الضربة أنّ مخبرًا يعمل لصالح الإسرائيليين قد أعطى الهاتف الخلوي لصانع القنابل. وعندما ردّ على الهاتف، انفجرت مادّة متفجّرة كانت مخبأة داخل الهاتف وفجرت يده ونصف رأسه فمات على الفور. وما زالت صور مسرح الجريمة البشعة حيّة في ذاكرتي. (يبدو أن الكاتب هنا يحكي عن استهداف المهندس يحيي عياش).

والاغتيالات المستهدفة حقيقة في حياة العاملين بمكافحة الإرهاب. وبالتأكيد، فإن لاعبا وحيدا، سيكون لديه فرصة قليلة في النجاة عندما يواجه فريقًا كاملًا أرسلته دولة ما لقتله. فالحياة ليست عادلة في العالم المظلم للإرهاب. وفي غالب الأمر، إذا كنت تعيش بالسيف، فإنك ستموت به.

  كلمات مفتاحية

اغتيالات الموساد الموساد حماس اغتيال الزواي

«ليبرمان» عن اغتيال «الزواري»: نفعل ما يجب القيام به للدفاع عن مصالحنا

«موشيه يعالون» يعترف باغتياله القيادي الفلسطيني «أبوجهاد» في تونس