قبل أسبوع تقريبا أعلنت دولة الإمارات عن قائمة للمنظمات الإرهابية من وجهة نظرها تضم 85 منظمة ومؤسسة وتنظيم, وقد لاقى هذا القرار أو هذه القائمة استهجانا كبيرا لم يقتصر على هذه المؤسسات بل وصل الأمر إلى أن دولا غربية مثل السويد والنرويج وبريطانيا اعترضت على كل أو بعض ما ورد في هذه القائمة.

فعلى سبيل المثال طالبت الحكومة البريطانية، الإمارات بتوضيحات حول أسباب وضعها ثلاثة مؤسسات إسلامية بريطانية على قائمة الإرهاب، وأية آثار عملية لذلك، بحسب ناطق رسمي, وكذلك فعلت واشنطن أيضا.

وقالت وزارة الخارجية السويدية، أنها لا تعترف بتصنيف الإمارات العربية المتحدة وتخضع فقط للتصنيف الذي يُقره «الإتحاد الأوروبي»، الذي لا يُدرج «الإخوان المسلمين» ولا «الرابطة الإسلامية السويدية» ضمن المنظمات الإرهابية. 

ومن المفارقات أن مقر «الرابطة الإسلامية في السويد» التي أدرجت في القائمة الإماراتية قد بني على نفقة الإمارات في عهد الشيخ «زايد».

كل ردود الأفعال المستهجنة لهذه القائمة و لهذه النظرة الإماراتية التي نظرت إلى كل ما هو إسلامي على أنه إرهابي أو يدعم الإرهاب وهي نظرة مبنية على شعور متأجج من الحقد تجاه جماعة «الإخوان المسلمين» بشكل أساسي.

كل ما سبق من ردود أفعال رسمية وشعبية لم تحرك بعض الكتاب الخليجيين بل وصل الأمر أنهم يقومون بالتدليس من خلال الترويج للعكس، فعلى سبيل المثال كتبت أحدى الكاتبات الإماراتيات أن  القرار الإماراتي جاء في ظل ترحيب دولي وعربي ومحلي، وأن القرار هو بمثابة وضع النقاط على الحروف.

ويبدو أن الإمارات قد أعلنت عن القائمة في هذا التوقيت لعدة أسباب منها استغلال الأوضاع الإقليمية في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» ومحاولة خلط الأمور من خلال المساواة بين جميع الحركات والمنظمات، والأمر الآخر أنها باتت تشعر بقلق كبير من جهود هذه المؤسسات في قلب الأمور من جديد على الأنظمة الديكتاتورية في مصر وليبيا وتونس تحديدا.

ومما سبق فان الخطوة الإماراتية هي خطوة استباقية ولكنها خطوة دبرت على عجل وبدوافع خبيثة إذ جمعت مؤسسات لها شراكة مع دول أجنبية ولها مواقف واضحة من العنف والإعمال المسلحة في العالم وهو ما يزيد من تعرية الأحقاد الإماراتية.

وختاما فإن كثيرا من الشباب في العالم الإسلامي والعربي ينظرون إلى دور دولة الإمارات الحالي والذي تقوم من خلاله بمعارضة توجهات وثورات الشعوب وإراداتها على أنه أخطر مما يسمى الإرهاب وأخطر مما يقوم به التشدد الديني والفكري.