الخليج الجديد - وكالات

تحت دعوى «التحريض على كراهية النظام» و«سب الملك»، قامت السلطات البحرينية باعتقال أحد المغردين البحرينيين، خلال تواجده بالمطار، وهو ما لاقى جدلا واسعا بين مؤيدين ومعارضين للواقعة.

فبينما ندد عدد من النشطاء والمتابعين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اعتقال المُغرِّد، مستنكرين ما يحمله ذلك من انتهاك لحرية الرأي والتعبير، ومعتبرينه منفذا لبداية استهداف الآخرين الذين يُبدون آراءهم وتحليلاتهم في الشأن السياسي في البحرين.

إلا أن آخرين اعتبروا الأمر انتصارا، وطالبوا بتشديد العقوبة عليه لممارسته ما وصفوه بـ«شتم وخدش وقذف شخصي وتحريض وبث كراهية في الشأن العام».

وقامت السلطات البحرينية بغلق حساب المُغرِّد فور اعتقاله، وبلغ عدد متابعيه نحو 18 ألف متابع قبل حجبه، الذي اشتهر بنشر تغريدات سياسية وأمنية ساخرة وبألفاظ حادة تصل أحيانا إلى مستوى الشتم والإسقاطات الشخصية.

ولقي أمر اعتقال المغرد «Takrooz» تفاعلا لدى عددا من المغردين، عقب صدور بيان النيابة العامة بإعتقاله واستئناف التحقيق معه، فيما ألح مغردون على ضرورة الإفراج عنه بضمان محل إقامته، كما جرى مع صاحب شبكة وحساب «منرفزهم» قبل أيام، لاسيما أن كلا الحسابين متهمان بذات التهم.

وأكد أحد المغردين الرافضين لواقعة الاعتقال، أن «اعتقال المصورين والمغردين وكذلك النشطاء الحقوقيين والسياسيين، يجعل منهم رموزا على مستوى الساحة السياسية والأمنية والحقوقية البحرينية بفعل تجاوب وتعاطي الرأي العام معهم»، مؤكدا فى الوقت ذاته أن «ذلك لم يجد نفعا منذ اندلاع الاحتجاجات السياسية والأمنية في البحرين في العام 2011 حيث ظهرت الكثير من الوجوه الجديدة على الساحة بفعل استهدافهم أمنيا وقضائيا»

بينما قال آخر: «مع اختلاف بعض المغردين مع المناضل Takrooz. فكريا وسياسيا إلا أنهم يتفقون على جريمة النظام بمصادرة حرية التعبير».

بينما أشار آخر إلي احتمالية تورط تايلاند فى القبض عليه قائلا: »لا أريد أن أكون متشائما أو تحليليا، ولكني أشعر أن اعتقال «takrooz» تم بتعاون بين البحرين وتايلاند، وأضاف: «سيحاولون تتبع متابعينه ليعتقلوهم بدورهم».

وتداول مغردون عبر «تويتر» أنباء حول فصل صاحب المغرد «Takrooz» من عمله بسبب تغيبه إبان احتجاجات عام 2011، ونقلت إحدى الصحف المحلية أنه هرب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثم إلى تايلند حيث قضى فترة نحو عام ونصف، وتم توقيفه في مطار البحرين الدولي كما نشر في الصحافة والإعلام مؤخراً.

وكان المحامي العام لنيابة المحافظة الشمالية «حسين البوعلي» قد أكد أن النيابة العامة تلقت بلاغ الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، عن قيام أحد الأشخاص عبر حساب «تويتر» بالتحريض على كراهية نظام الحكم، وعبارات تدعو إلى الطائفية.

وأضاف: «التحريات توصلت إلى شخص المتهم الحقيقي صاحب الحساب، وأنه يمتلك حسابات أخرى في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، فأصدرت النيابة العامة أمرا بضبطه، حيث تم القبض عليه بمطار البحرين الدولي حال قدومه من الخارج، وبمواجهته بمحضر الشرطة أقر بمسئوليته عن ذلك الحساب وما يتم نشره من خلاله، وأنه من قام بنشر تلك العبارات المسيئة، وباستجوابه بالنيابة أنكر صلته بالحساب المتضمن تلك العبارات بينما أقر بملكيته لحساب البريد الإلكتروني الذي تم التسجيل من خلاله، فأمرت النيابة بحبسه احتياطيّاً على ذمة القضية، وتفريغ الأجهزة الإلكترونية المضبوطة بحوزته، تمهيداً لتقديمه إلى المحاكمة الجنائية فور انتهاء التحقيقات».

يذكر أن 46 دولة كانت قد وقعت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف على بيان مشترك عبرت فيه عن قلقها الشديد بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين. وذلك خلال أعمال الدورة رقم 26 لمجلس حقوق الإنسان، كما تلا المندوب السويسري «ألكسندر فاسل»، البيان المشترك وعبر فيه عن «القلق إزاء الأحكام الطويلة الصادرة بحق الأشخاص لممارسة حقهم في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات وعدم وجود الضمانات الكافية للمحاكمة العادلة».