رويترز: داعش تستميل القلوب في الموصل ولم تقترب من الكنائس

الجمعة 20 يونيو 2014 12:06 م

زيال السنجاري، رويترز - الخليج الجديد

مر أكثر من أسبوع على استيلاء مسلحين سنة على الموصل أكبر مدينة بشمال العراق وبدأ المقاتلون يستقرون في الأرض الجديدة التي سيطروا عليها وينشرون حكمهم فيها.

ويقود مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام -الذين اجتاحوا شمال العراق وغربه منذ أكثر من أسبوع- سيارات الشرطة المسروقة ويجوبون بها شوارع الموصل وانتشروا في البنوك والمباني الحكومية.

قال «هيثم عبد السلام» (50 عاما) وهو حداد إنه استأنف العمل فيما بدأت الحياة في المدينة تتكيف على الأوضاع الجديدة. وأضاف أن مقاتلي التنظيم أزالوا الحواجز الضخمة ونقاط التفتيش من الشوارع ليخففوا من الزحام.

ومضى قائلا إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «يعاملنا معاملة جيدة. لا مضايقات ولا حتى للنساء. وأسعار المواد الغذائية تراجعت»، لكنه قال إن مرتبات العاملين في الحكومة لم تدفع.

وحملة استمالة القلوب والعقول في الموصل تعكس النهج الذي تتبعه الدولة الإسلامية في العراق والشام في سوريا حيث استغلت الفراغ السياسي الذي خلفته الحرب الأهلية في بسط نفوذها على مزيد من الأراضي.

وفي مدينة الرقة السورية انتشر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب مقاتلي كتائب أخرى وبدأوا يوزعون المواد الغذائية والأموال على السكان. وما إن رسخ التنظيم قبضته على المدينة حتى بدأ ينصب محاكم لتطبيق الحدود كما طرد الكتائب التي ساعدته في السيطرة على الرقة ودمر أضرحة.

وفي الموصل لا تزال النساء يتجولن سافرات في الشوارع كما لم يقترب التنظيم من الكنائس ولا من مزارات منها مرقد النبي يونس.

لكن شهود عيان قالوا إن المتشددين هدموا ضريح الفيلسوف العربي «ابن الأثير» وأعلن التلفزيون الرسمي يوم الأربعاء أن التنظيم هدد بالفعل بهدم مرقد «النبي يونس» خلال ثلاثة أيام.

ويتلقى التنظيم مساعدة من البعثيين وجماعات سنية أخرى تختلف معه في رؤيته لإقامة خلافة إسلامية لكنها تشاركه الكراهية الشديدة للحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.

وقال عضو في جماعة الجيش الإسلامي وهي مجموعة مقاتلة صغيرة إن التنظيم وافق على إدارة المدينة بالتشاور مع كل الجماعات السنية عبر مجلس عسكري وإن كل القرارات ستكون بالتشاور.

وأضاف أن الفصائل المسلحة لا تزال تبحث عن مرشح لمنصب حاكم المدينة. ويعتقد أن من المرشحين الأوفر حظا عددا من القادة السابقين في جيش «صدام حسين».

دعم أمريكي؟

قال مسؤول أمني عراقي كبير مشارك في صناعة القرار لرويترز «لا توجد استراتيجية واضحة للحكومة العراقية لاستعادة الموصل».

وذكر أن أقل من مئة من مقاتلي التنظيم سيطروا على المدينة التي يسكنها مليونا مواطن مستغلين انهيار الجيش. وتخلى آلاف الجنود العراقيين عن مواقعهم عندما دخل مقاتلو التنظيم الموصل. ويعصف الفساد بالجيش كما يعاني الجنود من انخفاض الروح المعنوية بسبب القيادة الضعيفة والانقسامات الطائفية.

وقال المصدر طالبا عدم نشر اسمه «بعد أن سيطر (التنظيم) على المدينة بدأ يكسب تأييد الناس. فتحوا الطرق وأزالوا الحواجز لمساعدة الناس ولبعث رسالة لهم بأنهم يقفون إلى جانبهم وأنهم مختلفون عن الجيش».

وذكر المصدر الأمني أنه سيكون من المستحيل أن يستعيد الجيش السيطرة على الموصل دون دعم أمريكي مما سيعني أن يسيطر التنظيم على أراض تمتد من ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا إلى شرق العراق على مقربة من بغداد.

وقال «فتحي كشمولة» (45 عاما) أحد سكان الموصل إنه لم يستطع الهرب من المدينة عندما دخلها المتشددون لأنه لم يستطع نقل أشقائه الأربعة المقعدين. وأضاف أن الناس لم يتعرضوا لمضايقات من مقاتلي التنظيم لكنه قلق من المستقبل.

قال «نعيش في دوامة ... هذه بصراحة ليست الحياة التي نتمناها. معظم الناس هربوا لانهم اعتقدوا ان مناطقهم ستتعرض للقصف بالمدفعية أو قذائف المورتر».

ولخص الأستاذ الجامعي «أسامة حسن» معاناة من بقوا في المدينة قائلا «نحن واقعون بين مطرقة الحكومة وسندان المتمردين».

 

وكان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قد أعلن أمس الخميس، عددا من القرارات لدعم العراق أمنيا وسياسيا ضد مقاتلي «داعش»، أبرزها إرسال 300 مستشارا أمنيا لدعم الجيش العراقي.

وأضاف «أوباما»، في كلمة خاصة حول الأزمة في العراق، أنه سيعزز الجهد الاستخباراتي والأمني في العراق لفهم أفضل للأزمة الأمنية هناك، وكذلك إرسال وزير الخارجية «جون كيري» في جولة للشرق الأوسط وأوروبا للتباحث حول الأزمة الأمنية.

  كلمات مفتاحية

منشور منسوب لتنظيم «الدولة الإسلامية» يفتي بجواز اختطاف النساء كـ«سبايا»

مساعٍ عراقية لإشراك قوات أمريكية في معركة الموصل

تخصيص مواقع جديدة لإقامة كنائس في الكويت