استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«ترامب».. خطاب شعبوي بائس: بماذا يبشر شعبه والعالم؟

الأحد 22 يناير 2017 06:01 ص

خلافا لكل الأعراف الدبلوماسية في هكذا مناسبات، كان خطاب ترامب في حفل تنصيبه وفيا لخطابه الشعبوي البائس خلال الحملة الانتخابية، حتى اقتنع الجميع أن من المستحيل لشخض كهذا أن يصبح رئيسا.

خطاب مكتوب، ويقرأ نصا، لكنه لا يغادر بؤس الخطاب الشعبوي الذي يستخف بالآخرين، وبإنجازاتهم، ويتحدث كما لو أنه “المخلص” الذي لم تنجب أمريكا مثيلا له.

أمريكا التي تحدث عنها ترامب في خطابه ليست الدولة التي يحلم مئات الملايين من البشر أن يصبحوا مواطنين فيها، بل دولة في غاية البؤس والشقاء.

إسمعه يقول: “بالنسبة للعديد من مواطنينا هناك واقع مختلف: أمهات وأطفال يحاصرهم الفقر في مدن الداخل. مصانع ضربها الصدأ منتشرة مثل شواهد القبور في جميع أنحاء بلادنا. نظام تعليمي يمتلك الكثير من المال، لكنه يترك شبابنا وطلابنا الرائعين محرومين من المعرفة. الجريمة والعصابات والمخدرات التي سرقت حياة العديدين وحرمت بلادنا من الكثير من المقدرات غير المستغلة”.

ولكن ما سبب ذلك برأيه؟ يجيب: “طوال عقود، قمنا بإثراء الصناعة الخارجية على حساب الصناعة الأمريكية.

قدمنا الدعم المالي لجيوش دول أخرى بينما سمحنا بالتدهور المحزن جدا لجيشنا، دافعنا عن حدود دول أخرى بينما رفضنا الدفاع عن حدودنا، أنفقنا ترليونات وترليونات الدولارات في الخارج بينما تقادمت البنى التحتية الأمريكية وأصبحت متدهورة ومتداعية. لقد جعلنا دولا أخرى غنية بينما اختفت ثروة وقوة وثقة بلادنا. واحدا تلو الآخر أغلقت المصانع أبوابها وغادرت أراضينا، دون التفكير للحظة واحدة بملايين وملايين العمال الأمريكيين الذين تتركهم وراءها".

فهم سطحيون للسياسة الخارجية. هل كانت أمريكا جميعة خيرية تتصدق على أهل الأرض، أم هي قوة "إمبريالية" عاشت على نهب الآخرين؟!

وهل قوة اقتصادها نابعة من عوامل ذاتية فقط، أم أيضا وقبل ذلك من النفوذ الذي تستجلبه القوة العسكرية والتدخلات الخارجية؟!

شعار "أمريكا أولا" الذي رفعه لا يعني أنه سيوقف الصدقات على الخارج، بل سيمارس مزيدا من الابتزاز بحق الآخرين.

ألم يتحدث عن ضرورة أن يدفع الخليج ثمن حمايته، وعلى مطاردة الصين اقتصاديا، كأنها ستسكت على ما سيفعل؟!

تحدث عن الطبقة الوسطى والفقيرة، لكن أول أمر تنفيذي وقعه كان يعيد النظر في قانون التأمين الصحي الذي اعتبره أوباما أهم إنجازاته، فمن هم الذين كان يخدمهم القانون المذكور؟!

خطاب ترامب هو ابتزاز للعالم من أجل مزيد من رفاه أمريكا، لكن الرجل الأرعن لا يفهم أن العالم ليس في وارد الخضوع لرغباته، وأن أمريكا ليست رب الكون، وأن التعددية القطبية صارت حقيقة.

هذا الرجل يستعيد بوش الابن الذي وعد الأمريكيين بـ”قرن إمبراطوري أمريكي جديد”؛ يبدأ من العراق وأفغانستان، وصولا إلى بحر قزوين، وإذ به يبدد ثروات بلاده في مطاردة أوهام وينتهي إلى الجدار المسدود.

كان لافتا بالطبع أنه لم يذكر في خطابه أية دولة أو دين بالاسم، إلا الإسلام، حيث قال:

"سنعزز التحالفات القديمة، ونشكل تحالفات جديدة، ونوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سنزيله بشكل كامل من على وجه الارض".

ومن يتذكر أحاديثه عن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، يدرك أنه يعتبر كل مسلم مشروع إرهابي، وسيكرر لعبة بوش في مطارة الإرهاب التي استنزفته كما يعرف الجميع.

كلام كبير وخطير تضمنه الخطاب، ما يعني أننا سنكون إزاء مرحلة مهمة، وتنطوي على أحداث ومغامرات يصعب التكهن بمضامينها، لكن المؤكد أن أمريكا لن تكون في وضع أفضل بعد 4 سنوات، وهذا خبر جيد بالنسبة لكل مستضعفي الأرض دون شك.

* ياسر الزعاترة - كاتب سياسي أردني/ فلسطيني

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب خطاب

صلات «ترامب» الإسرائيلية العائلية والشخصية

سياسات «ترامب» الاقتصادية تهدد استقرار الأسواق في 2017