«الغارديان»: رئاسة «ترامب» تهدد حقوق الإنسان في العالم

الاثنين 23 يناير 2017 08:01 ص

اعتبرت صحيفة «الغارديان»، إن تولي «دونالد ترامب» رئاسة الولايات المتحدة، يهدد حقوق الإنسان والحريات المدنية في العالم.

ونقلت الصحيفة مقالا تناولت فيه الكاتبة «ناتالي نوغيريد»، قالت فيه إن «وصول ترامب إلى البيت الأبيض ليس فقط تهديدا للتحالفات الدولية والتجارة العالمية، وإنما يحمل مخاطر تسونامي سيأتي على حركات حقوق الإنسان من أساسها».

وأضافت: «الديمقراطيات الغربية، ليست وحدها التي اهتزت لتنصيب متعصب استهدف النساء ومجموعات دينية وعرقية بعينها، وقال إنه قد يلجأ إلى التعذيب»، بل إن «الخاسر في القضية هو كل معارض مسجون أو صحفي يتعرض للقمع أو كاتب يتعرض للرقابة أو أقلية مشهمشة، لأن الدفاع عنهم من خلال قنوات حقوق الإنسان الدولية سيكون أكثر صعوبة».

وتابعت الكاتبة أن «الولايات المتحدة لم تكن دائما مدافعا حقيقيا عن حقوق الإنسان، فسجلها وسجل الدول الغربية كلها ليس ناصعا في هذا المجال، بداية من قضايا التعذيب على يد (سي آي أي) وتسليم المشتبه بهم في تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وفتح معتقل غوانتانامو، وما يجري في أوروبا تحت غطاء مكافحة الإرهاب والتعامل مع اللاجئين».

الكاتبة «نوغيريد»، ترى أن تولي «ترامب» الحكم يضعنا أمام أمرين: أولهما أن عبارة «حقوق الإنسان» نفسها معرضة للانقراض من التعاملات الرسمية، والأمر الثاني هو أننا نشهد صعود «مستبدين» إلى الحكم، ليس عن طريق الانقلابات والتسلط، وإنما عن طريق الانتخابات الديمقراطية، «فالمستبدون والشعبويون أصبحوا يحكمون في أوروبا والهند وتركيا والولايات المتحدة، لأن الشعب انتخبهم باختياره».

وتقول «ناتالي» إن الولايات المتحدة تبقى هي القوة العظمى الوحيدة، ولها دور تاريخي في صياغة مبادئ الأمم المتحدة، ولهذا فإن «تولي عنصري وديماغوجي ومشروع دكتاتور الحكم في البيت الأبيض يعد أكبر خطر على كل شيء تم إنجازه في مجال حقوق الإنسان على المستوى الدولي منذ الأربعينات».

وخرجت مئات الآلاف من النساء إلى شوارع المدن الكبرى في الولايات المتحدة، وعواصم عالمية، السبت، في مظاهرة احتجاج لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم ضد الرئيس الأمريكي الجديد.

وقادت ناشطات من المدافعات عن حقوق المرأة أغضبهن أسلوب خطاب «ترامب» وسلوكه أثناء حملته الانتخابية واعتبرنه معاديا للنساء عشرات من المسيرات في الولايات المتحدة وتجمعات جماهيرية متعاطفة مع موقفهن في مختلف أرجاء العالم يوم السبت.

وألقت الاحتجاجات كذلك الضوء على الاستياء الشديد من تصريحات «ترامب» ومواقفه من السياسات من جانب عدد كبير من المجموعات منهم المهاجرون من المكسيك والمسلمون والمعاقون والمدافعون عن البيئة.

وشكلت النساء الكتلة الأكبر من المتظاهرين لكن كثيرات اصطحبن أزواجهن وأصدقائهن وأطفالهن.

وأدى «دونالد ترامب»، الجمعة، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة خلفا لـ«باراك أوباما»، مشددا في خطاب له أنه سيسعى لإعادة أمريكا «عظيمة مرة ثانية»، وسيوحد العالم ضد ما أسماه بـ«الإرهاب الإسلامي المتشدد».

وفي بلد منقسم بشدة حوله، شدد «ترامب» (70 عاما) على أنه سيتبع سياسات في الداخل والخارج تقوم على «أمريكا أولا».

وتبين استطلاعات الرأي أن ترامب» أقل شعبية من أي رئيس في التاريخ المعاصر، والأمريكيون مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية، من الهجرة إلى الإرهاب، مرورا بتغير المناخ وعلى «ترامب» أن يبين الآن أنه قادر، باعتباره زعيما للأمة، على رأب الصدع الذي تسبب فيه عندما كان في الحملة الانتخابية.

واعتبرت صحف أمريكية وبريطانية أن خطاب تنصيب «ترامب» إعلان حرب على جميع القيم المدنية وأن خطابه مليء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأمريكي المبني على التوازن والرقابة، وبأنه كان موجها إلى الذين انتخبوه وليس إلى الأغلبية التي لم تنتخبه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ترامب حقوق الغنسان الغارديان النساء ناتالي نوغيريد

ترامب: أستقبل الملوك والديكتاتوريين إذا كان ذلك لمصلحة أمريكا