نجحت مصر، في رفع ألمانيا، حظر طيرانها عن مناطق بجنوب سيناء، دون شمالها.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، إن سفارتها في برلين تمكنت من إلغاء آخر القيود على حركة الطيران السياحي الألماني إلى مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء.

وأوضحت الخارجية، في بيان، أن وزارة النقل الفيدرالية الألمانية أصدرت إعلانا تعفي فيه شركات الطيران الألماني من الالتزام بالطيران على ارتفاع ٢٦ ألف قدم فوق جنوب سيناء، بما يسمح لشركات الطيران والسياحة الألمانية من تسيير رحلات مباشرة إلي مطار شرم الشيخ دون الحاجة لدفع رسوم تأمين إضافية.

ولم يكشف البيان مدى السماح للطيران الألماني من التحليق فوق شمال سيناء، وهو ما كانت تريده مصر.

إلا أن تقديرات الاستخبارات الألمانية تشير إلى مخاطر على الطيران المدني فوق شمال سيناء، ومن ثم تم التفاهم على رفعه عن الجنوب وتعديل مسار الرحلات المتجهة إلى مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء.

وكانت ألمانيا حذرت رعاياها من زيارة مصر، وحظر على طيرانها التحليق فوق شبه جزيرة سيناء كاملة، إثر تحطم طائرة من طراز إيرباص «إيه-321»، في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أثناء عودتها بسياح روس من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج، ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224.

والخطوط الألمانية ليست وحدها التي اوقفت طيرانها من التحليق فوق سيناء، بل شاركتها العديد من شركات الطيران العالمية التي علقت رحلاتها إلى شرم الشيخ، منذ نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عقب سقوط الطائرة، و لا يزال الحظر ساريا حتى الآن.

كما ترفض روسيا عودة سياحها غلى مصر، عقب الحادثة، رغم العلاقات المتقاربة بين القاهرة وموسكو.

واعتبرت وزارة الخارجية المصرية أن القرار «يخفف الأعباء المرتبطة بالتأمين على الرحلات الجوية ويفتح الطريق مجدداً أمام الانسياب الكامل لحركة التدفق السياحي الألماني إلى شرم الشيخ وسائر المنتجعات السياحية في جنوب سيناء، ويمكن شركات الطيران الألمانية من تسيير رحلاتها المباشرة إلى مطارات جنوب سيناء وفي مقدمتها شرم الشيخ وسانت كاترين».

وتأتي ألمانيا في المرتبة الأولى من حيث عدد السائحين الوافدين إلى مصر عام ٢٠١٦ بإجمالي ٦٥٥ ألف سائح.

وتواجه السياحة المصرية أزمة حادة، جراء الإجراءات التي اتخذتها الدول ضدها، حتى تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنحو 42% خلال الشهور العشرة الأولى من 2016 (من يناير/كانون ثاني حتى أكتوبر/ تشرين الأول) مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ نحو 4.339 مليونًا، حسب بيانات رسمية.

كما تراجعت إيرادات مصر من النقد الأجنبي في قطاع السياحة إلى 3.4 مليار دولار خلال عام 2016، منخفضة بنسبة 44.3% مقارنة بمستواها في 2015.

ونقلت «رويترز»، عن محافظ البنك المركزي المصري «طارق عامر»، أمس، قوله إن إيرادات مصر من السياحة وصلت في 2010 حوالي 11 مليار دولار.

وكانت وزارة السياحة المصرية، ذكرت في وقت سابق، إن الإيرادات في 2015 بلغت 6.1 مليار دولار.

وتلقى العام 2015، ضربات قاسية في القطاع السياحي، كان أبرزها حادث مقتل سائحين مكسيكيين في الواحات في سبتمبر/ أيلول، وتحذيرات بعض الدول من السفر عبر سيناء، وحادث سقوط طائرة ركاب روسية في أكتوبر/ تشرين الأول.