خلّف خروج المنتخب المغربي، بشكل دراماتيكي أمام المنتخب المصري من الدور ربع النهائي في أمم إفريقيا المقامة في الغابون، موجة حزن كبيرة واستياء عارم بالشارع الرياضي المغربي، بعد أن كبرت الأحلام في الذهاب بعيدا في هذه المنازلة بعد كسر لعنة الدور الأول منذ 13 عاما.
وغمر السكون الشوارع وساد الفراغ بالمقاهي التي شهدت أجواء مثيرة واكبت مباراة «الأسود» و«الفراعنة» بعد أن كان الكل يتأهب للاحتفال في حال تم تجاوز حاجز «الفراعنة» الذي استعصى على «الأسود» مجددا بعد صعقة «كهربا» في الوقت القاتل من اللقاء.
ولكن، في مقابل هذه المشاعر السلبية والحزينة، كان هناك شبه إجماع بالنسبة للجماهير الكروية بالمغرب بشأن إجادة «أسود الأطلس» في مباراة «الفراعنة» وفي المباريات السابقة بالكان.
وجاءت الإشادة على وجه الخصوص بالروح القتالية للاعبين واسبتسالهم في تقديم مستويات فنية تجاوزت كل الغيابات التي ضرب صفوف الأسود قبل البطولة.
وبنبرة حزينة، قال مدرب الفريق الوطني «هيرفي رونار»، في تصريح تلفزيوني، إنه «متأسف لعدم إسعاد الشعب المغربي بعد الهزيمة المرة التي تلقاها الأسود أمام الفراعنة»..jpg)
في المقابل، اعترف «هيكتور كوبر» مدرب المنتخب المصري ضمنا ببسالة «الأسود» واستماتهم في إلحاق الهزيمة بالفراعنة، وقال في تصريح صحفي: «كانت مباراة صعبة جدا ومعقدة وعانينا كثيرا، اجتزنا العاصفة بسلام».
وساد استياء كبير في صفوف المغاربة بعد الوجه الجيد الذي ظهر به «الأسود»، وهو ما ازدادت حدته نتيجة الكم الهائل من الفرص السانحة التي أضاعها أشبال المدرب الفرنسي «هيرفي رونار».
وأكد «رينارد»، أنه سعيد بمستوى لاعبي أسود الأطلس أمام الفراعنة، على الرغم من الخسارة، موضحا أن منتخبه «كان الأقوى طوال اللقاء».
وتابع: «أنا مذهول من المستوى الرائع الذي ظهر به عصام الحضري الذي أنقذ المنتخب المصري في العديد من الفرص الخطيرة لأسود الأطلسي».
فيما قالت صحيفة «المنتخب» المغربية تحت عنوان «من أنياب الأسود.. فراعنة النيل سرقوا التأهل».
وتابعت: «ودع المنتخب المغربي نهائيات كأس أفريقيا للأمم بعد خسارته غير المستحقة في محطة الربع أمام فراعنة النيل بهدف لصفر في ملعب بوروجونتي الكارثي الذي دخلته العناصر الوطنية ضاغطة في اصطدام غابت فيه الفرجة».
وقال «يوسف اشفيري»، إن «المنتخب غادر المسابقة من بابها الواسع بعد المستوى الكبير الذي ظهرت به العناصر المغربية خلال مباراة الديربي العربي لحساب منافسات العرس القاري».
وتابع: «كنا قريبين في أكثر من مناسبة، من افتتاح التسجيل غير أن غياب النجاعة الهجومية، وعدم الاستثمار الجيد للفرص الكثيرة التي أتيحت لنا حرمنا من تأهل كنا قريبين من تحقيقه».
من جهته، قال «رحال الإدريسي»، إن «المنتخب أضاع تأهلًا كان في المتناول قياسًا مع المردود التقني والبدني الذي ظهر به اللاعبون المغاربة».
وأضاف: «سبب الاستياء هو التفريط في تأهل كنا قريبين من تحقيقه، لكن هذه سنة كرة القدم، هناك منهزم وهناك فائز».
وفي السياق ذاته، عبر «سعيد أرعباب»، موظف، عن استيائه العارم، وحسرته الشديدة لتضييع حلم كان قريب المنال.
وتابع: «عمومًا نشيد بقتالية اللاعبين وروحهم الوطنية العالية، ضيعنا التأهل بسبب الافتقاد إلى النجاعة الهجومية المطلوبة في مثل هذه المباريات».
وأشار أن «في أعراف كرة القدم الفريق الذي يتفنن في إضاعة الفرص عليه أن يستعد لتلقي الأهداف، وهو ما حدث في مباراة الربع من نهائيات العرس القاري».
وفاز منتخب مصر، على المغرب بهدف مقابل لا شيء عن طريق «محمود عبد المنعم» (كهربا) في الدقيقة 88 من عمر اللقاء، ليكتب انتصار الفراعنة على المغرب لأول مرة منذ 1986.
