«ساويرس» يهرب من مصر.. أطلق مشروعا بقبرص ويبحث عن آخر بدبي

الثلاثاء 31 يناير 2017 08:01 ص

لم يمر شهر على الإطاحة به من رئاسة حزب «المصريين الأحرار»، عبر إلغاء مجلس أمناء الحزب الذي يترأسه، حتى أعلن رجل الأعمال «نجيب ساويرس»، إطلاق مشروع في قبرص والبحث عن آخر في دبي.

«ساويرس» الذي يعد سابع أغنى شخص في أفريقيا والثاني في مصر، هرب باستثماراته من البلاد، مشيرا إلى أن أزمة البيروقراطية والتقلبات السياسية في مصر تحول دون قيامه بضخ استثمارات متنوعة في مشاريع جديدة في البلاد، وقال: «في ظل وجود الأيادي المرتعشة في صفوف أصحاب القرار، والتي لا تتجرأ على أخذ القرارات بشكل واضح دون الخوف من المساءلة».

وأضاف «إن الاقتصاد المصري بعد قرار تعويم الجنيه، لم ينطلق بعد إلى المستوى الذي نتطلع له»، لافتاً إلى أن معدلات التضخم المرتفعة تبقى غير مقلقة إذا تزامنت مع استثمارات ضخمة على وجه السرعة، تترافق مع السير قدماً نحو إزالة كل العوائق أمام المستثمرين.

وفي هذا السياق، أعلن «ساويرس» رفضه تسلم أي منصب سياسي رسمي في مصر، في رده على الأنباء المتواردة حول تولي شقيقه «سميح ساويرس» منصب وزير السياحة، ومطالبة البعض به كوزير للاستثمار، نافياً هذه الأنباء نفياً قاطعاً، ومستبعداً كذلك حصولها في المستقبل «كي لا نقع تحت شبهة تضارب المصالح التجارية والاستثمارية».

واستقال «ساويرس» من منصبه كعضو منتدب لمجلس إدارة شركة «أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة»، في ديسمبر/كانون أول الماضي، لكنه مازال مالكا لبعض الاستثمارات الأخرى في مصر، أبرزها شركة «بلتون القابضة المالية».

«آيا نابا مارينا»

وأطلق «ساويرس»، الأحد، أضخم مشروعاته الاستثمارية في قبرص، من خلال مؤتمر صحفي عقده في دبي.

ودشن «ساويرس»، أحدث مشروع تجاري وعقاري له باسم «آيا نابا مارينا» في قبرص، الذي من المقرر أن يتم الانتهاء منه في 2021، وتتراوح وحداته السكنية بين 500 ألف يورو إلى 5.2 ملايين يورو.

وعرض «ساويرس» بنفسه المشروع، بهدف جذب المستثمرين بالإمارات الذين يسعون إلى الحصول على مميزات فاخرة.

وعن تفاصيل إطلاق المشروع السياحي في قبرص، قال «ساويرس»: «لا يقتصر تميز (آيا نابا مارينا) على كونه مفهوماً جديداً للحياة على الوجهات البحرية، وإنما يتيح فرصة متميزة للمستثمرين من دولة الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي كي يحصلوا على جنسية أوروبية لأنفسهم ولأفراد أسرهم مباشرة عند استثمار ما لا يقل عن مليوني يورو (7.86 مليون درهم)».

وتبلغ قيمة المشروع الذي يجسد رؤية الشريكين رجل الأعمال القبرصي «جيراسيموس كاراموندانيس» والمستثمر المصري «نجيب ساويرس»، حوالي 220 مليون يورو، ومن المخطط اكتماله في 2021، ويتألف من 190 شقة موزعة على برجين، و29 فيلا ومرسى يتسع لـ 600 يخت، فضلاً عن سلسلة من المتاجر والمقاهي والمطاعم.

جزيرة نخلة

«ساويرس»، كشف عن رغبته في الاستثمار بدبي، حين اعتبر أن المدينة الإماراتية تمثل فرصة لكل المستثمرين من أنحاء العالم، «نظراً لما تتمتع به دولة الإمارات من التيسير في المعاملات والقوانين والتشريعات، التي تتيح فرصاً كبيرة للتوسع والإبداع والانطلاق».

وأعرب عن تطلعه إلى الفرص الاستثمارية في الإمارات، لافتاً إلى أنه «يدرس مشروعاً فندقياً في جزيرة نخلة جبل علي»، بحسب صحيفة «البيان».

وأشار إلى أنه يدرس مشروعاً فندقياً في جزيرة نخلة «جبل علي»، لأنها مكان جديد وقريب من المراكز الحيوية لدبي المستقبل، وتمتلك مقومات كثيرة، حيث سيكون مشروعاً فريداً وليس نمطياً وسيكون مختلفاً شكلاً وموضوعاً، ويحتاج إلى بعض الوقت لإتمام ذلك.

وقال «ساويرس» إنه «يبحث عن الفرصة الفريدة في دبي، وإنه يعتزم البحث جدياً في ذلك وخاصة مع قرب قدوم إكسبو دبي 2020».

وأشار الى أن «دبي والإمارات تعد نموذجاً للعمل الجاد، وأنها مثال راق في تقديم الخدمات في كل المجالات»، وأنه «لم يتأخر عن الاستثمار في دبي بقدر ما يبحث عن الفرصة الجيدة»، معتبراً أن «المنافسة تقف خلف ذلك، فكلما فكر في مشروع وجده»، وقال: «لا يمكن أن تدخل حلبة بها 100 مصارع».

مجالات أخرى

وأيضا من المجالات التي يتوسع فيها «ساويرس» قطاع التعدين في أفريقيا، إذ يخطط لإنشاء أكبر شركة لإنتاج الذهب عبر دمج شركة «انديفور» الكندية التي تمتلك مواقع ضخمة في إفريقيا مع شركة «اكاسيا مايننج» الأفريقية.

وكشف «ساويرس»، أن حجم الشركة التي ستنتج عن الدمج يبلغ 4 مليارات دولار، لتصبح الشركة الأولى في إفريقيا في إنتاج الذهب، لافتاً إلى أن حجم الإنتاج المستهدف من الذهب هو 1.2 مليون طن، بحسب «العربية نت».

ورغم تنوع استثمارات رجل الأعمال المصري، فإنه لا يزال مهتما بقطاع الاتصالات، حيث تقدم بعرض لإنقاذ شركة للاتصالات في البرازيل «أوي» المشغل الرابع في البلاد، التي تعمل في ظل إجراءات حماية من الإفلاس.

انطلاقاً من ذلك، قال «ساويرس» إنه يخطط لتحسين أوضاع الشركة في غضون عام، في خطوة مماثلة لتلك التي اتخذتها شركته «أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا» القابضة في 2011، حين اندمجت مع «ويند تليكوم» الإيطالية.

غير أنه يعود ليؤكد أن تفاصيل العرض لا تزال غير واضحة، لاسيما بعدما قدمت عروض جديدة يوم أمس من قبل شركتي «إليت» ومجموعة «سايبرس».

و«نجيب ساويرس» رجل أعمال قبطي، وكان رئيس حزب «المصريين الأحرار»، قبل الإطاحة به، الذي حصل على أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة.

ويعد «ساويرس» من أبرز رجال الأعمال الداعمين لنظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وواحدا من أبرز رموز التحالف الداعم للانقلاب العسكري 3 يوليو/تموز 2013، واعترف صراحة بتمويله مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، وكذا توفير الدعم لجماعات ونشطاء أثاروا اضطرابات في الشارع وقت حكم جماعة الإخوان.

كما مارس «ساويرس» سياسات الابتزاز ضد «مرسي» حينما هدد أكثر من مرة بسحب استثماراته من مصر، بل وقام بسحب بعضها بالفعل عقب فتح السلطات آنذاك قضية التهرب الضريبي الشهيرة داخل إحدى شركات الأسمدة المملوكة لشقيقه، واتهام وزارة المالية الشركة صراحة بالتهرب من 14.2 مليار جنيه مستحقة عليها عن صفقة واحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ساويرس استثمارات مصر قبرص دبي