مطاعم سعودية ترفع لافتات «ممنوع دخول السيدات» .. ونشطاء: عنصرية!

الأحد 23 نوفمبر 2014 09:11 ص

طالبت جمعية حقوق الإنسان السعودية، على لسان أمينها العام والمتحدث باسمها «خالد الفاخري»، المطاعم التي وضعت لوحات على واجهاتها تلزم النساء بعدم الدخول إلا بوجود محرم مصاحب لهن بإزالتها، معتبراً ذلك «اجتهاداً شخصياً» من ملاك المطاعم، وأن وضعها غير نظامي.

يأتي ذلك بعد انتشار مجموعة صور لمطاعم منتشرة على مستوى المملكة ترفض دخول النساء، إما بتاتاً وإما بإلزامها بإحضار محرم لتتمكن من الدخول.

وبحسب تصريح لصحيفة  «الحياة»، قال مدير أحد فروع تلك المطاعم التي علقت مثل هذه اللوحات واحتفظت الصحيفة بذكر اسمه: «نعم هي لأحد فروع مطعمنا وليست للفروع كافة»، لافتاً إلى أن «الدافع إلى وضعها هو حدوث معاكسات في الفرع، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ هذا القرار دفعاً للإشكالات»، موضحاً أن القرار «يزال إذا تمت إزالة ما يعكر صفو البيع والشراء في المطعم».

واعتبر سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن وضع تلك اللوحات «انتهاك واضح لآدمية المرأة، وهو مثال صارخ على وقوع التمييز بناء على الجنس، في أمر لا يقره شرع ولا عقل»، لافتين إلى أن «هذه اللوحات كانت موجودة قديماً ومنتشرة بوصفها عرفاً في بعض مطاعم المملكة، ومع مرور الأيام أخذت في التآكل والنسيان من ذاكرة الناس، لذلك فإن عودتها من جديد هي عودة إلى الوراء، ومحاولة لتكريس مفاهيم، الهدف منها محاصرة أماكن الترفيه بسياج من الأعراف المعقدة التي لا تزيد الناس إلا نفوراً».

وأوضح «الفاخري» أن «هناك تعليمات خاصة بالمطاعم تلزمها بوضع قسم خاص بالعائلات من دون اشتراط وجود محرم كمقياس لدخول النساء من عدمه»، لافتاً إلى أن «من قام بوضع هذه اللوحة وضع في مخالفة نظامية، وهي اجتهاد شخصي من ملاك تلك المطاعم ويجب أن تزال».

واعتبر أن قيام مالك المطعم «برفض دخول فئة من فئات المجتمع للشراء منه، فهو بذلك يقلل من فرصه التجارية، بخاصة وأن تلك المطاعم عادة قابلة للاستهلاك من الجنسين، فهي ليست، مثلاً، محال حلاقة الرجال، ليس للمرأة فيه حاجة مباشرة، لذلك قد يكون هناك اعتذار لدخولها فيه، ولكن ذلك لا يسري على المطاعم والأسواق والمحال التجارية».

وذكر الفاخري أن «بعض ملاك تلك المطاعم لا يود أن يكون لديه زحام يترتب عليه إشكالات هو في غنى عنها، بخاصة إذا ما كانت تلك المحال صغيرة ولا تستوعب عدداً كبيراً من المرتادين»، مضيفاً «إلا أن ذلك ليس حجة للتمسك بها، فالمطاعم مفتوحة للارتياد من الجميع، لذلك هي ملزمة بتمكين المرأة من حقها في الحصول على متطلباتها أسوة بالرجل، لذا على تلك المطاعم التي تتوقع وجود إشكالات وليس لديها القدرة على وضع أقسام خاصة بالعائلات، أن توجد حلولاً من خلال وضع مسار خاص بالنساء واتخاذ الإجراءات اللازمة التي لا تتعارض مع الأنظمة»، مطالباً بضرورة «وضع نظام يحاسب المخطئ من الجنسين عند وقوع ما يخالف الآداب العامة، وذلك حماية لهم وللتاجر في الوقت نفسه».

وقد لاقت القضية صدًى عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث  أطلق مجموعة من المغردين وسمًا عبر «تويتر» بعنوان «#ممنوع_دخول_النساء »، انتقدوا فيه السلوك.

وقالت إحدى المشاركات عبره: «عنصرية و تخلف أؤيد المقاطعة .. اللي ما يحترم المرأة ما نحترمه». فيما قال آخر: «إنسانيا وعدلا يجب منع لوحات ممنوع دخول النساء لأنها تقرر التفرقة وهي إهانة لشرف المرأة وعيب لها بالدونية».

بينما رأت الأخيرة أنها إذا افتتحت مطعمًا وكتبت عليه «ممنوع دخول القصمان أو البدو»، لن تختلف شيئا في عنصريتها عن العبارة المتداولة، مستنكرة بقولها «هل هذي العبارة تفرق عن ممنوع دخول النساء؟».

وقد رجّح آخرون أن تلك السلوكيات تبدر من المطاعم إثر ضغوطات من هيئة الأمر بالمعروف في المملكة عليهم، متهمينها بالتنصُّل من تلك الادعاءات نظرًا لأن المطاعم لا تعترف بما تقابله من ضغوطات في المقام الأول لألا يتم تهديد عملها.

يُذكر أن تقريرا لمنظمة هيومان رايتس ووتش صدر عنها قبل أشهر، كان قد تناول التضييقات على حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية.

وفي تقرير بعنون «سواء أميرات أم فقيرات... الطريق الطويل لحقوق المرأة السعودية» جاء بعد واقعة نشر مقاطع فيديو الأميرات السعوديات وهنّ يستغثن من سطوة الملك ومنعهن من الاندماج مع الآخرين كأي سيدة طبيعية في العالم. قالت المنظمة خلاله أن «رغم بعض الإصلاحات الصغيرة، فالمرأة السعودية محرومة إلى حد كبير من حقها في أن تعامل باعتبارها كاملة الأهلية القانونية مثل الذكور، سواء كن من بنات الملك أم غيرهن من النساء السعوديات».

مضيفًة: «نظام الوصاية الذكورية يتطلب من المرأة الحصول على إذن من ولي الأمر الذكر ـ شقيقها، أو أبوها، أو حتى ابنها ـ للسفر إلى الخارج، وتحصيل التعليم العالي، والخضوع لإجراءات طبية معينة. التمييز على أساس الجنس وحظر قيادة النساء السيارات يحيلهن إلى مواطنات من الدرجة الثانية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حقوق المرأة السعودية حقوق وحريات حقوق الإنسان

«رايتس ووتش» تستنكر تهميش المرأة السعودية في المجالات الرياضية

"المصلحة العامة" تمنع الشورى السعودي من "تمكين المرأة"

الشورى السعودي يحذف مادة حقوق المرأة من الخطة الوطنية

أميرات أم فقيرات .. الطريق الطويل لحقوق المرأة السعودية

الخطوط السعودية تبحث عن حل لـ«الاختلاط» .. ونشطاء يسخرون: «الهيئة هي الحل»

بعد انخفاض أسعار اللحوم.. المملكة تشكل لجانا حكومية لمراقبة وضبط أسعار المطاعم