أغلق مواطنون أردنيون هواتفهم، الأربعاء، من الساعة 12 صباحا حتى الثانية ظهرا، مطلقين شعار «سكر خطك» ليوم واحد؛ احتجاجا على تصريحات رسمية تعتزم فرض ضريبة دينارين على التطبيقات المجانية في الهواتف الخلوية كـ«فيس بوك» و«واتس آب».

وتداول أردنيون مساء يوم الثلاثاء عبارة موحدة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي نصها «الأهل والأصدقاء والأقارب، أعتذر عن إغلاق الخط وعدم استقبال المكالمات الخلوية ليوم الأربعاء 2017/2/1 من الساعة 12:00 والى الساعة 12:00، وذلك دعما لحملة المقاطعة».

وأعلن صحفيون وناشطون سياسيون انضمامهم إلى حملة المقاطعة وإغلاق الهاتف الخلوي يوم الأربعاء، مطالبين الحكومة «بقراءة الرسالة جيدا، والالتفات لهذا التأييد الشعبي للحملة».

 

التفاعل على «تويتر»

واحتل وسم «#سكر_خطك» مراتب متقدمة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في الأردن، وأكد فيه المغردون على رفضهم ارتفاع الأسعار.

قال الناشط «موسى طراد»، «لو ترامب أردني قولك بشارك بحملة سكر خطك ؟».

وأوضح «إبراهيم صفا»، أن «شراء المنتج الوطني هو دعم للصناعة الوطنية لكن ليس من أجل دعم جشع التجار .. وطالب بمقاطعة كل منتج غلا ثمنه دون مبرر لكي يرتدع الجشعون».

وأكد «رعد المجالي»، «راح أغلق تلفوني وأتركه في البيت وأطلع»، مضيفا «أتمنى إنه الجميع هيك.. نقصو من رواتبكم العالية مش من جيوبنا». 

وأضاف «إغلاق الهاتف وإخراج الخط هو البند الآول من سياسة مقاطعة شركات الاتصالات».

وقالت الناشطة «دانا كمال»، «نعتبر أنه مافي موبايل إذا كان في مصلحة مجتمع».

 

اعتقال مطلق الدعوة

هذا، واعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية، الثلاثاء، المواطن الذي قام بإطلاق الصفحة على «فيسبوك» يدعو فيها لمقاطعة السلع مرتفعة السعر، قبل ساعات من بدء الحملة التي أطلقتها الصفحة تحت اسم «سكر خطك».

وأكد المحامي طاهر نصار اعتقال مطلق الحملة ويدعى «عصام الزبن».

 وتأتي مقاطعة الاتصالات بعد أيام من حملة نفذها أردنيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم الحملة الوطنية للمقاطعة «مقاطعون»، لمقاطعة بيض المائدة والبطاطا؛ بسبب ارتفاع أسعارهما، أجبرت الحكومة على تحديد سقف سعري لمادة البيض.

ووصل عدد المشتركين في مجموعة المقاطعة على موقع «فيسبوك» إلى ما يزيد على مليون مشترك.

وقال القائمون على الحملة إنها «تأتي في ظل الظروف التي تعصف بالوطن، والسياسة التي تتبعها "حكومة التشليح" التي يترأسها الملقي، وفي ظل خذلان مجلس النواب للشعب الأردني، كما فعلت المجالس السابقة، التي لم تكترث لما يعاني منه المواطن الأردني من ظروف اقتصادية صعبة».

وأكدوا أن «المواطن الأردني تذوق الأمرّين؛ بسبب لجوء الحكومات المتعاقبة -وعلى وجه الخصوص هذه الحكومة الرعناء- لسد عجز المديونية من جيب المواطن، متناسية الفساد والإفساد الذي عاثه الفاسدون من خلال الواسطات والمحسوبية والفقر والبطالة، التي يعاني منها الشباب الأردني، حتى وصل الأمر إلى ارتفاع نسبة الجرائم والانتحار لدى الشباب».

 

سلوك حضاري

من جهته، وصف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة الدكتور «محمد المومني»، حملات المقاطعة للسلع مرتفعة الثمن بشكل غير مبرر بأنها «سلوك حضاري متبع في أغلب الدول».

وقال «المومني» عبر برنامج «أخبار وحوار» على شاشة التلفزيون الأردني، «نحن دولة منفتحة وحرة، وللمواطنين حق في التعبير عن آرائهم»، مبينا أنه عند ارتفاع سلعة فإن وزارة الصناعة تلعب دورها في مراقبة الشركات والمحلات، كما تصدر جمعية حماية المستهلك تقارير دورية بذلك.

وكانت وزيرة الاتصالات الأردنية «مجد شويكة»، قالت خلال جلسة حوارية عقدتها وزارة الاتصالات السبت الماضي، وبثتها عبر صفحة «فيسبوك» الخاصة بوزارة الاتصالات، إن «شركات الاتصال اشتكت من تطبيقات التراسل واستخدامها».

وأشارت إلى أن «هنالك استعمالات تتجاوز الحد المقبول باستخدام  الفايبر، وهنالك دول حجبت خدمة الصوت عبر تلك التطبيقات».