(إسرائيل): حديث «ودي» بين «عبد الناصر» و«رابين» على طعام الغداء في حرب 48

السبت 4 فبراير 2017 10:02 ص

أظهر فيلم وثائقي عرض لأول مرة في نيويورك الشهر الماضي، أن مجموعة من الضباط الإسرائيليين والمصريين ألقوا أسلحتهم وسط حرب عام 1948، وناقشوا احتمالات السلام في المنطقة، وكان من بينهم الضابط «جمال عبد الناصر» الذي أصبح رئيسا لمصر بعد ذلك.

ووفق الفيلم، فإن «عبد الناصر»، كان معه في تلك الجلسة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل «إسحاق رابين»، والذي كان مع العصابات الإسرائيلية آنذاك، حيث تناولا الغداء في أجواء «ودية».

وتلك التفاصيل هي محور الفيلم الوثائقي الجديد «شالوم رابين» للمخرج «عاموس جيتاي» ويدور حول مسعى «رابين» للسلام مع الفلسطينيين.

ويقول «رابين» في الفيلم إنه على أساس انطباعه عن لقاء الصدفة الذي جمع بينهما بعد شهور من قيام (إسرائيل) في 1948 فإنه كان لديه آمال كبيرة بأن إطاحة «عبد الناصر» بالملكية في 1952 ستؤدي إلى السلام بين العرب والإسرائيليين.

وزعم «رابين» أن الضباط الإسرائيليين دعوا نظراءهم المصريين للقاء بعد أن حاصروا كتيبتهم في الفالوجا، وكان «رابين» قائدا للقوات الخاصة المقاتلة المسماة بلماخ.

ويضيف «رابين»: «هو (عبد الناصر) كان برتبة صاغ، وكنت أنا لفتنانت كولونيل... عرضنا عليهم أن يأتوا ويتناولوا طعام الغداء في كيبوتس جات الإسرائيلي وهم جاءوا»، بحسب صحيفة «الأهرام».

«كان ناصر يجلس إلى جواري، نظر إلى شعار بلماخ وسألني ماذا يعني وشرحت له معناه، ثم قال لي إن الحرب التي نخوضها هي الحرب الخطأ ضد العدو الخطأ في الوقت الخطأ، وأنا أتذكر ذلك لأنه لم يقله لأحد على انفراد».

ووفق «رابين»: «أعتقد أننا في ذلك الوقت كنا قريبين للغاية من السلام... وما حدث حدث وهو ذهب في الاتجاه المعاكس، أظن أن الطريق أطول بكثير مما كنا نتمنى».

يشار إلى أن «عبد الناصر» الذي توفي في 1970، قال في يومياته عن الحرب أن ضابطا إسرائيليا اقترب من الفالوجا في سيارة مدرعة رافعا راية بيضاء وأن الجانبين اتفقا على أن يجتمعا في جات في اليوم التالي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1948.

وفي اليوميات التي جمعتها ابنته «هدى»، كتب «عبد الناصر»: «قوبلنا مقابلة حسنة... واجتمعنا مع اليهود وتكلم القائد اليهودي وقال إنه يرغب في أن يمنع سفك الدماء وإن موقفنا ميؤوس منه وطلب أن نسلم فاعترض القائد المصري وطلب الانسحاب إلى غزة أو رفح فمانع اليهود وقالوا إنهم يوافقون على شرط أن يخرج الجيش المصري من كل فلسطين».

وقام «أنور السادات» الذي خلف «عبد الناصر» بتوقيع معاهدة سلام مع (إسرائيل) في 1979، واغتيل في 1981 أثناء عرض عسكري في القاهرة برصاص ضابط بالجيش كان إسلاميا متشددا معارضا للمعاهدة التي لا تزال سارية.

واغتيل «رابين» برصاص مسلح يهودي معارض لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين في نوفمبر/تشرين ثان 1995، لتتوقف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ 2014.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل حرب 48 عبد الناصر رابين

ثروت أباظة..«ابن الباشا» الناجي بأعجوبة بعد إنذاره «جمال عبد الناصر» بالحرق!