السفراء سيعودون للدوحة لكن هوة التناقضات عميقة بين مملكة النفط وإمارة الغاز

الاثنين 24 نوفمبر 2014 01:11 ص

سفراء السعودية والإمارات والبحرين سيعودون إلى الدوحة، لكن الهوة السحيقة من العداء والتناقضات بين مملكة النفط وامارة الغاز الطبيعي لم تردم بعد.

انظروا إليهم، إلى زعماء وأمراء الخليج، لابسي الجلابيات وهم يقفون بالدور وبانضباط لتقبيل خاتم موجود في اصبع اليد اليمنى للملك عبد الله، في قمة دول الخليج التي تمت الاسبوع الماضي في الرياض. بعد ساعتين تم الاعلان عن إنهاء الخلاف مع "الولد"، الزعيم القطري، وإعادة السفراء. والسعودية لم تعتبر هذا أمرا دراماتيا يحمل في ثناياه سلسلة من الحروب الداخلية المرتبطة بنا ايضا.

بالكاد تحدثوا عن إيران. ولولا خطر داعش الذي نجح في استقطاب مئات المتطوعين من الخليج، فان الساق الطويلة للولد، ألا وهو الشيخ تميم، لم تكن لتطأ البساط الاحمر الذي وضع على مدخل القصر. السفراء يعودون إلى الدوحة ولكن الهوة العميقة من العداء والريبة بين مملكة النفط وبين إمارة الغاز الطبيعي لم تغلق. هؤلاء أرسلوا الاموال وساعدوا على اقامة وحش داعش، واولئك مطالبون الآن بالكف عن تأييد الاخوان المسلمين في مصر واعتبارهم منظمة ارهابية. لقد جاءوا لفتح صفحة جديدة والعودة بسلام. سلطنة عُمان اختارت عدم الحضور لاسباب لم يتم توضيحها بعد.

الحدث لم ينته: في ذلك المساء، وكأنه صدفة، أعلن الرئيس المصري السيسي أنه سيدرس من جديد اطلاق سراح اثنين من أربعة مراسلين في "الجزيرة" الذين تم اعتقالهم قبل عام في فندق "ماريوت" في القاهرة. والدا الصحفي بيتر غريستي فهما الرمز وأرسلا طلبا للعفو، قبل أن يتراجع الرئيس. اذا سارت الأمور حسب المخطط فانهم يستطيعون اخراج فهمي الكندي وغريستي من السجن، يصعدون الطائرة ويذهبون الى ديارهم بعد التعهد بعدم العودة الى مصر.

الصحفيان الآخران هما محليان لسوء حظهما وسيبقيان في السجن لسبع سنين اخرى.

لكن "الصفقة السعودية" أكبر بكثير: أعلن الملك أنه يوافق على قائمة الشروط التي وضعها السيسي وطلب من قطر طرد 120 من نشطاء الاخوان المسلمين الذين حصلوا على ملجأ خمسة نجوم في الامارة الغنية، وأن يضمن ايضا عدم تمويل الاخوان في مصر وفي غزة. قلنا يجب طردهم ولكن ليس الى تركيا، كي لا يسخنوا أكثر لدى اردوغان، بل تسليمهم الى محكمة أمن الدولة في القاهرة.

تركيا موجودة في مرمى السيسي. صحيفة "الاهرام" تتحدث منذ ثلاثة ايام وبأقلام سوداء عن المؤامرة التي بادرت اليها أنقرة لتجنيد وتدريب الاخوان لانشاء خلايا سرية وارسالها من اجل أم المعارك ضد السيسي.

وسائل الاعلام في القاهرة وصلتها اشارة لتخفيف حدة الاتهامات ضد الرئيس القطري ووالدته التي تتحكم بمجريات الامور. و"الجزيرة" آلهة الجموع الغفيرة في ميدان التحرير في القاهرة تعهدت بالاعتراف بالثورة التي طردت الاخوان لصالح الجنرال، وأن تكف عن البث التحريضي.

هذا التنسيق في الخليج اذا صمد سيشبك الأيدي ويوقف أحلام الأمة الاسلامية الطاهرة لزعيم داعش وعصابات قاطعي الرؤوس. وفي هذه اللعبة نحن نجلس على الكرسي، في حين أن الملعب عصبي، ولابسي الجلابيات يفضلون العمل وحدهم.

السعودية، البحرين والامارات المتحدة نجحت في تجنيد قطر للهجوم على داعش من قبل التحالف. يقولون إن البحرين تسخن المحركات من أجل رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل من تحت الطاولة. لا يريدون بيبي لكنهم مستعدون للقَسَم أنه سيفوز في الانتخابات المبكرة. توجد لهم أفكارا ملفتة حول أبو مازن. وإذا نجحت المصالحة الجديدة فسنسمع ما سيقولونه عن إسرائيل. وفي هذه اللحظات يفقد الموضوع الفلسطيني أهميته لديهم. 

المصدر | سمدار بيري، يديعوت أحرونوت العبرية

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية تركيا السيسي الإخوان القضية الفلسطينية

السفير السعودي بقطر: علاقتنا راسخة وقمة الدوحة أكدت التلاحم الخليجي