غضب في طبرق الليبية ضد داعية سعودي مؤيد لـ«حفتر»

الثلاثاء 7 فبراير 2017 12:02 م

أغلق عدد من أهالي ونشطاء مدينة طبرق، شرقي ليبيا، مقر مكتب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، رفضا للزيارة المرتقبة للداعية السعودي السلفي «أسامة العتيبي»، الثلاثاء، بهدف تقديم «دروس دينية ومحاضرات توعوية لسكان المدينة».

وأكدت الوزارة التابعة للحكومة المؤقتة -غير المعترف بها دوليا- أنها سمحت للعتيبي وهو أحد تلامذة الداعية السعودي «ربيع المدخلي»، بإلقاء الدروس والمحاضرات والندوات في المناطق التي يرغب في الذهاب إليها، بالتنسيق مع مديري مكاتب الأوقاف في هذه المناطق، بحسب رسالة صادرة عن مكتب الشؤون الإدارية للوزارة.

وأثارت دعوة الشيخ «العتيبي»، المؤيد للواء «خليفة حفتر»، إلى شرق ليبيا، ردود فعل غاضبة، واستياء من قبل الأهالي وبعض الناشطين، كون الداعية السعودي أشاد من قبل بمصادرة مديرية أمن المرج (شرق) شحنة من الكتب أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، كما هاجم الصوفيين والخوارج والإخوان المسلمين والعلمانيين، خلال محاضراته في عدد من المساجد في الشرق الليبي.

الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، «علي أبو زيد»، رأى أن «غضب أهالي طبرق هو ردة فعل غاضبة على سيطرة التيار السلفي ليس على الأوقاف فقط، وإنما على كثير من الأجهزة الأمنية، وتغلغله فيها».

وقال لموقع «عربي21» إن «هذا الغضب لن يصل إلى انتفاضة ضد التيار السلفية الوهابي، لأن الوهابية يحسنون استخدام الورقة القبلية في طبرق، والتي ستمنع تطور هذا الحراك».

واستدرك «أبو زيد»: «لكن ربما يتفاقم الأمر في سياق آخر، وهو محاولة حفتر السيطرة الشمولية على المنطقة الشرقية بما يقوم به حاليا من إضعاف أية شخصية أو قوة تتمتع بأي نوع من الاستقلالية، بما في ذلك القوى القبلية الموالية له، كما حدث مع قبيلة العواقير، وفي هذا السياق ربما تكون لردات الفعل هذه ارتدادات غير محسوبة».

من جهته؛ أكد رئيس مركز «اسطرلاب» للدراسات (مستقل) «عبدالسلام الراجحي»، أن «أهل مدينة طبرق من داعمي ومؤيدي الحركة السنوسية (الصوفية)، وهي في عداء تام مع التيار السلفي الوهابي»، مشيرا إلى أن «الاحتقان والغضب على استقدام داعية وهابي لهما بعد تاريخي».

وقال «الراجحي» إن «حفتر لا يستغل التيار السلفي وحسب، وإنما يستغل كل ما هو متاح من أجل الوصول إلى السلطة، وهو مستعد لقبول الدعم من جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الليبية المقاتلة؛ لو كانت هذه المساعدة توصله إلى حكم ليبيا».

من جانبه، قال الناشط السياسي الليبي «أسامة كعبار» إن «ما حدث في طبرق ضد زيارة الداعية السلفي أسامة العتيبي، له دلالة كبيرة على أن عموم الشعب الليبي يرفض التصنيف أو التبعية لأي انتماء أو استقطاب، وأنه على وعي وإدراك من عمليات تسييس الدين، وإقحامه لدعم تيارات أو شخصيات بعينها».

لكن المحلل السياسي الليبي، المقيم في إيطاليا، «محمد فؤاد»، أكد أن «العصب الأساس لقوات حفتر، وخاصة بعد خلافاته مع قبائل الشرق، هو تيار (المداخلة) الذي بدأ صراعهم مع التيار العلماني المؤيد لحفتر أيضا في الازدياد والظهور للعلن».

من جهته، قال الناشط السياسي في الشرق الليبي، «فرج فركاش»، إن «ما رأيناه في طبرق هو تعبير عن الشارع الليبي بصفة عامة، وعن الشخصية الليبية التي ترفض أن يملى عليها ما يجب فعله، أو عدم فعله».

المصدر | عربي 21

  كلمات مفتاحية

ليبيا طبرق خليفة حفتر داعية سعودي

شرعنوا ممارسات حفتر.. الوفاق تبعد خطباء المدخلية من غريان