هل تدشن القمة الخليجية الـ35 التحالف العسكري بين 7 دول خليجية وعربية؟

الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 04:11 ص

بعد سلسلة من التصريحات حول تشكيل تحالف قريب بين جيوش 7 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن والمغرب، وانتظار خطوات تدشين هذا التحالف ليكون أدلة مشتركة لمواجهة «الدولة الإسلامية» والإخطار التي تواجه دول الخليج سواء من جهة إيران أو «الحوثيون» في اليمن، جاء الإعلان عن بحث وزراء خارجية دول «مجلس التعاون الخليجي» في الدوحة اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مع وزيري الخارجية الأردني والمغربي، «سبل تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية مع البلدين»، ليطرح تساؤلات حول تدشين هذا التحالف العسكري خلال قمة الخليج المقبلة في ديسمبر المقبل بعيدا عن قطر وسلطنة عمان .

ففي إطار التحضير لقمة الدوحة في التاسع والعاشر من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل قال الدكتور «عبداللطيف الزياني» الأمين العام للمجلس في تصريح صحافي: «إن اجتماعاً متزامناً سيعقد مع وزيري الخارجية الأردني والمغربي، لبحث سبل تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية مع البلدين الشقيقين».

وقال أيضا أن المجلس الوزاري سيلتقي كذلك وزير الخارجية اليمني لبحث آخر التطورات في بلاده على ضوء تنفيذ المبادرة الخليجية، وتعزيز علاقات التعاون بين «دول المجلس» واليمن، فيما يبدو محاولة لجس نبض اليمن وهل لا يزال يرغب في الانضمام لـ«مجلس التعاون الخليجي» كما طرح الأمر خلال عهد الرئيس السابق، أم يتغير الأمر بعدما سيطر «الحوثيون» علي العاصمة وباتت السياسة اليمنية أكثر قربا من إيران؟.

فهذا التحالف الذي كشفت عنه وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية والفريق «ضاحي خلفان»، 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بين جيوش 7 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن والمغرب، يستهدف مواجهة إيران و«الدولة الإسلامية» ومن غير المنطقي أن يتم ضم اليمن له بعدما أصبح «الحوثيون» القريبون من إيران أكثر سيطرة علي سياسات صنعاء.

وهذا التحالف سعي له ملك السعودية لإعادة إحياء ما سمي دائما بـ«محور الاعتدال العربي»، وهو توجه جديد يتعارض مع السياسة الأمريكية لأنه يصب في خانة مواجهة إيران.

وسبق أن ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن مصر والسعودية والإمارات والكويت تناقش ترتيبات عسكرية لمواجهة المسلحين المتطرفين، مع إمكانية وجود قوة مشتركة للتدخل في أنحاء الشرق الأوسط، وأضافت الوكالة 6 نوفمبر/تشرين الثاني أن من سمتهم بـ«الحلفاء» يسعون إلى «استعراض قوتهم في مواجهة خصمهم التقليدي إيران».

ونقلت الوكالة عمن قالت إنه مصدر مصري رسمي، القول: «إن هناك بلدين يمثلان تهديدا، حيث ينتشر المسلحون بهما، وهما ليبيا التي تسيطر على أجزاء منها جماعتا أنصار الشريعة والإخوان، بجانب اليمن التي هيمن الحوثيون على عاصمتها».

وأشارت «أسوشيتدبرس» إلى أن المناقشات عكست توافق القوى السنية في الشرق الأوسط على اعتبار المسلحين المتطرفين من السنة كتهديد متزايد، بعد حوالي ثلاث سنوات من انطلاق ثورات الربيع العربي.

وبحسب الوكالة فإن دراسة حلفاء الولايات المتحدة العرب لتشكيل قوة مشتركة إنما توضح رغبتهم في المضي أبعد من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن الذي ينفذ حاليًا ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.

ويقول المسئول المصري الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه إن الحلفاء لا يريدون التدخل عسكريا في العراق أو سوريا، بل يرغبون في التحرك منفصلين لاستهداف النقاط الساخنة الأخرى للتطرف.

وقال المصدر المصري، إن محادثات التحالف ضد المتطرفين وصلت لمراحل متقدمة، لكن تشكيل قوة مشتركة مازالت فكرة بعيدة، كما أن هناك اختلافات بين الدول حول حجمها وتمويلها ومركز قيادتها، أو ما إذا كان يجب أن تسعى للحصول على غطاء سياسي من الجامعة العربية أو من «الأمم المتحدة»، بحسب المصدر المصري.

كما أن مسئولا خليجيا، على دراية بالمحادثات، قال لـ«أسوشيتدبرس» إن الحكومات تبحث سبل كيفية التعامل مع ليبيا، كما أن المحادثات «ماضية في إيجاد تنسيق أوسع لكيفية التعامل مع المتطرفين في المنطقة».

وقد أكد الفريق «ضاحي خلفان»، نائب رئيس الوزراء الإماراتي لشؤون الشرطة والأمن العام، في حوار سابق لـ«سي إن إن»، أن «مجلس التعاون الاستراتيجي»، بين دول الخليج الأربع ومصر والأردن والمغرب على غرار «مجلس التعاون الخليجي»، «لن يكون بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي»، وستكون مهمته التعاون العسكري عن طريق المناورات المشتركة؛ بهدف ردِّ الأذى والدفاع عن النفس.​

وسبق لخبراء عسكريون مصريون أن أكدوا أن هذا التحالف وارد جدا، للرد علي تهديد «الدولة الإسلامية» و«الحوثيين»، وأنَّ هذا التحالف العسكري المزمع بين مصر ودول الخليج والأردن والمغرب لمواجهة «الإرهاب سيكون بمثابة الحل السريع في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» بعدما بدأ ينتشر ويهدد دولاً عديدة بالمنطقة، وأن هذا التحالف يعد تطبيقًا عمليًا لاتفاقية الدفاع المشترك ومعاهدات «جامعة الدول العربية».

وقال اللواء «مختار قنديل» الخبير الاستراتيجي، أن مصر أعلنت أكثر من مرة أنها لن تشترك في التحالف الأمريكي لمحاربة «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، ولكنها مستعدة للتحرك فورا في حالة أي تهديد إرهابي للدول الخليجية الثلاث، والتنسيق سيكون في جميع المجالات العسكرية وتبادل المعلومات المخابراتية.

فيما قال اللواء «زكريا حسين»، رئيس «هيئة البحوث العسكرية» ومدير «أكاديمية ناصر العسكرية العليا» السابق، أن هناك نية للقوات المسلحة المصرية للتحالف العسكري مع السعودية، والإمارات والكويت بهدف مواجهة «الإرهاب»، لافتًا إلى أن عددًا من الدول العربية يشهد تهديدًا واضحًا من قبل «الدولة الإسلامية»، ولذلك أصبح لابد من التكاتف الدول لمواجهة «الإرهاب».

وكان تقرير لمجلة «انترسيبت» الأمريكية ذكر أن تحالف أصدقاء أمريكا العرب في مصر والخليج – الذي أسمته «التحالف غير المقدس» سوف سينهار تحت أقدام الثورة والحركات الديمقراطية الشعبية مثلما أنهار تحالف أباطرة وملوك أوروبا الفاسدين الذين اتبعوا نفس الإجراءات القمعية ضد شعوبهم في القرن الـ 19، وانتهي أمرهم إلي القتل والمقصلة.

وقالت المجلة في تقرير نشرت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 تحت عنوان: «THE MIDDLE EAST’S UNHOLY ALLIANCE» أو «التحالف غير المقدس في الشرق الأوسط»، أن من يشار لهم باسم «المعتدلون»، أو «محور العقل»، أو أصدقاء أمريكا في المملكة العربية السعودية ومصر والكويت والإمارات العربية المتحدة، يجرون محادثات لتشكيل قوة عسكرية مشتركة، للتدخل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، و«التعامل مع المتطرفين في المنطقة»، مستغلين الخطاب الأمريكي لمكافحة «الإرهاب»، في مرحلة ما بعد هجمات 11/9 ولتبرير سلوكهم الرجعي في مواجهة الانتفاضات الشعبية ، ويبقى سؤالا يطرح نفسه على قمة الدوحة المقبلة: جميع قرارات المجلس تبنى على فلسفة التوافق وليس التصويت والترجيح، ماذا لو لم تتوافق بعض الدول المجتمعة مع رغبة البعض تشكيل تحالف عسكري من سبع دول بعدما رفضتا المغرب والأردن قبل سنوات رغبة المجتمعون بانضمامهما إلى «مجلس التعاون الخليجي»؟.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مجلس التعاون جامعة الدول العربية السعودية مصر الإمارات الإخوان اليمن الحوثيين الإرهاب

تحالف جيوش 7 دول خليجية وعربية يصطدم بـ«جمهوريي الكونجرس»

قطر تعلن أن خلافها مع السعودية والإمارات والبحرين «أصبح من الماضي»

دول الخليج تطلق قيادة مشتركة لمواجهة «الدولة الإسلامية» و«إيران»