نشرت ويكيليكس ثلاثة أوامر سرّية للتجسّس تخصّ وكالة المخابرات الأمريكية، تكشف تفاصيل عن حملة تجسّس مزعومة لمدّة 7 أشهر من قبل الوكالة استهدفت الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2012.

وتكشف الوثائق أنّ جميع الأحزاب السياسية الفرنسية البارزة كانت هدفاً للتسلل من قبل الجواسيس البشرية (HUMINT) والجواسيس الإلكترونية (SIGINT).

وجاء في تقييم وكالة المخابرات الأمريكية أنّ حزب الرئيس «نيكولا ساركوزي»، الاتّحاد من أجل حركة شعبية، لم يؤكّد إعادة ترشحّه وأمر مسؤوليه بالوصول إلى مداولات «ساركوزي» الخاصّة مع المرشّحين الآخرين، وكذلك كيفية تفاعله مع مستشاريه، وفقاً للوثائق.

وجاء في التسريبات أيضاً أنّ الوكالة قد أصدرت أوامر خاصّة بحزب الاتّحاد من أجل حركة شعبية، بما في ذلك الحصول على «الخطط الاستراتيجية للانتخابات» وكشف الأفكار الخاصّة داخل الحزب حول استراتيجيات الحملة الانتخابية لـ«ساركوزي».

ووفقاً للوثائق، كان مبرّر الوكالة في البحث عن معلومات مفصّلة عن الأعمال الداخلية للحزب هو «مساعدة المحللين في تقييم وإعداد صنّاع القرار الرئيسيين في الولايات المتّحدة» للمشهد السياسي الفرنسي في مرحلة ما بعد الانتخابات والآثار المترتّبة على العلاقات الأمريكية الفرنسية.

وشملت التسريبات قرار سرّي آخر لوكالة المخابرات الأمريكية بعنوان «خطط الانتخابات الاستراتيجية للأحزاب غير الحاكمة والمرشّحين»، يطلب معلومات عن زعماء الأحزاب الصاعدين والأحزاب السياسية الناشئة.

وتراوحت المعلومات المطلوبة بين استراتيجيات الأحزاب وآرائها في الولايات المتّحدة، وجهودها للوصول إلى بلاد أخرى، من بينها ألمانيا والمملكة المتّحدة وليبيا و(إسرائيل) وفلسطين وسوريا وكوت ديفوار.

وطلبت الوكالة أيضاً تفاصيل عن كيفية حصول المرشّحين على التمويل، وآرائهم في الاقتصاد الفرنسي وأزمة الديون اليونانية، كما أشارت الوثائق. وكانت الوكالة مهتمّة أيضاً بالآراء السياسية لفرنسا تجاه النموذج الألماني الذي تقوده الصادرات وأيّ مقترحات محدّدة قد تساعد في حل أزمة منطقة اليورو.

وتشير الوثائق إلى أنّ عملية الوكالة قد استمرّت في البداية لمدّة 10 أشهر منذ 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، وحتّى 29 سبتمبر/أيلول عام 2012، ثمّ استُأنِفت بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل/نيسان ومايو/أيار عام 2012، لجمع معلومات عن الحكومة الجديدة.

وقد جاء هذا الكشف متضمّناً داخل ثلاث أوامر بمهام من وكالة الاستخبارات الأمريكية، بلغ مجموعها 7 صفحات، ونشرت من قبل ويكيليكس. وبدأ ويكيليكس بنشر تغريدات على موقع تويتر حول ما عرف بسلسلة «المدفن رقم 7» الغامضة في وقتٍ مبكّر من هذا الشهر، وهو ما أثار التكهّنات على شبكة الإنترنت حول اللغز وراء هذه التغريدات.