حلم أكراد سوريا بـ«الفيدرالية» يترنح بعد سيطرة «درع الفرات» على الباب

السبت 25 فبراير 2017 09:02 ص

يُدرك أكراد سوريا أنه مع سيطرة قوات «درع الفرات»، المدعومة تركيًا، على مدينة الباب الواقعة في الشمال السوري، فإن حلمهم بـ«الفيدرالية» بدأ فعليًا يترنح من دون أن يسقط.

فهم وإن كانوا يقرون بأن المستجدات الميدانية الأخيرة تمنع في المدى المنظور وصل ما يُعرف بـ«مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية» أي ضم مقاطعتي الجزيرة وعين العرب (كوباني) إلى مقاطعة عفرين، فإنهم يؤكدون التزامهم «الصبر الاستراتيجي» ويعولون على متغيرات في المشهد السوري العام تصب لمصلحتهم في مراحل لاحقة، حسب تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط».

ويعتبر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنّه مع توسيع قوات «درع الفرات» نطاق سيطرتها لنحو 2400 كلم من ريف حلب الشمالي الشرقي، تكون قد تمكنت عمليًا من الوصول إلى هدفها الرئيسي من العملية بإنهاء حلم تشكيل «الفيدرالية الكردية» في الشمال السوري عبر قطع المنطقة التي كانت تنوي «قوات سوريا الديمقراطية» عبرها، وصل مناطق «الإدارة الذاتية الديمقراطية» في مقاطعتي الجزيرة وعين العرب مع مقاطعة عفرين.

إلا أن خبراء معنيين بالملف ومقربين من واشنطن يرفضون الحسم في هذا المجال. وهو ما عبّر عنه «رياض طبارة»، سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة، الذي اعتبر أن «ما لم يحققه الأكراد حتى الساعة بالقوة قد يتحقق بالحل الشامل الذي سيتم اعتماده لحل الأزمة السورية، وإن كان هذا الحل لا يزال حتى الساعة مجهول الملامح تمامًا نتيجة التردد الأمريكي المستمر في التعامل مع الملف السوري». وأكد «طبارة» أن المجموعة المحيطة بالرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لم تضع بعد استراتيجية كاملة لسوريا، خصوصًا في ظل تفاقم الخلافات داخل الإدارة الجديدة في واشنطن حول المقاربة الواجب اعتمادها.

ولفت إلى أن «التفاهم الوحيد هو على المضي بمحاربة داعش (الدولة الإسلامية) أيًا كان الفريق الذي سيتولى ذلك، ومن هنا كان الدعم الأمريكي للحملة التركية على الباب».

وأضاف: «عندما دعمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الأكراد دعمتهم لأنّهم المجموعة الأقوى لمحاربة التنظيم المتطرف، إلا أنها لم تطلق أي وعود متعلقة بالفيدرالية الكردية أو غيرها من الوعود التي قد يبني عليها الكرد لضمان إحياء حلمهم القديم – الجديد».

من جهته، يبدو رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيجما» «رياض قهوجي»، حاسمًا أكثر بموضوع «الفيدرالية الكردية»؛ إذ رجّح وجود «تفاهمات تركية -أمريكية وتركية - روسية على التصدي لقيام دولة كردية في الشمال السوري».

واستبعد «قهوجي» أن «يحاول الأكراد التصدي لهذه التفاهمات بالقوة، خصوصًا أنّهم يعيشون في جيب داخلي يجعلهم يعتمدون على الجهات المحيطة بهم ليستمروا، وبالتالي لن يجدوا أي مصلحة على الإطلاق بمعاداة الجميع».

وتترقب المجموعات الناشطة في الشمال السوري وبعد إطباق «درع الفرات» سيطرتها على الباب، الخطوة المقبلة لأنقرة.

وفي هذا الإطار، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر عدة، قال إنها «موثوقة»، إن القوات التركية عمدت إلى الانتشار في غالبية المناطق التي تخضع لسيطرة قوات «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي الشرقي، وتمركزت في معظم المناطق هذه.

ولفتت المصادر إلى سعي تركيا لإتمام اتفاق مع أمريكا حول إشراك موالين لها في إدارة مدينة منبج، لمنع استفراد «مجلس منبج العسكري» الكردي بالسيطرة على المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي.

كذلك تحدث المرصد عن عملية عسكرية مزمعة ضد «قوات سوريا الديمقراطية» في ريف حلب الشمالي؛ حيث سيتولى العملية مجلس تل رفعت العسكري مع مقاتلين محليين من أبناء ريف حلب الشمالي، على أن يجري تنفيذ هجمات تهدف إلى استعادة الفصائل السيطرة على المناطق التي خسرتها في عام 2016.

و«قوات سوريا الديمقراطية» هي الشريك الأساسي للولايات المتحدة في الحملة التي تقودها ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا، وهي قوات عمودها الفقري ميلشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها تركيا «إرهابية».

مسؤول عسكري أمريكي في سوريا

في سياق ذي صلة، أعلن المتحدث باسم «قوات سوريا الديموقراطية» أن الجنرال «جوزف فوتيل» قائد العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، قام الجمعة بزيارة سرية لشمال سوريا حيث التقى مسؤولين في هذه القوات التي تقاتل تنظيم «الدولة الاسلامية»، حسب وكالة فرانس برس.

وهي المرة الأولى يقوم فيها مسؤول عسكري أمريكي بزيارة هذه المنطقة من سوريا، منذ وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي؛ في خطوة قد تثير غضب أنقرة، خاصة أنها تضمنت وعودا بتزويد «قوات سوريا الديموقراطية» بأسلحة ثقيلة.

وشنت «قوات سوريا الديموقراطية» في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي هجوماً واسعاً بهدف استرداد مدينة الرقة من «الدولة الإسلامية»، إلا أن هذا الهجوم يتعثر منذ أسابيع عدة.

وأعلنت هذه القوات في نهاية يناير/كانون الثاني  الماضي أنها تلقت للمرة الأولى آليات مدرعة أمريكية.

وفي بيان نشر على الإنترنت، أعلن المتحدث باسم «قوات سوريا الديموقراطية»، «طلال سلو»، أن الجنرال «فوتيل» «زار مناطق تحت سيطرتنا وأجرى لقاء مع عدد من القادة العسكريين لقوات سوريا الديموقراطية وكانت النتائج إيجابية تم فيها بحث تطورات حملة غضب الفرات ومسائل عسكرية مشتركة»، معتبراً أن الزيارة «تأكيد للدعم الأمريكي لقواتنا».

وأوضح «سلو» أن «فوتيل» «بحث زيادة التنسيق والدعم في عهد الرئيس دونالد ترامب. هناك وعود باستلام أسلحة ثقيلة في المراحل المقبلة».

وأكد مصدر قيادي من «قوات سوريا الديموقراطية» أن «السيد فوتيل أكد على التزام قوات التحالف بحماية منبج من أي هجمات تركية او مدعومة من تركيا في اطار التزاماتها السابقة بحماية المنطقة».

  كلمات مفتاحية

سوريا فيدرالية أكراد سوريا الباب درع الفرات قوات سوريا الديموقراطية جوزف فوتيل

المعارضة السورية تدين تفجيري حمص وتتهم النظام وإيران برعاية الإرهاب

انطلاق أولى خطوات تأسيس «فيدرالية كردية» شمالي سوريا الجمعة