انطلاق أولى خطوات تأسيس «فيدرالية كردية» شمالي سوريا الجمعة

الخميس 21 سبتمبر 2017 08:09 ص

تبدأ غدا الجمعة، أولى الخطوات الملموسة لتأسيس فيدرالية كردية شمال سوريا، بانتخابات وحدات صغيرة، تعقبها خطوات تؤدي إلى تأسيس برلمان و«هيئة تنفيذية» (حكومة) بداية العام المقبل لإدارة ثلاثة أقاليم وست مقاطعات.

وتجري الانتخابات غدا في مناطق انتشرت فيها قواعد عسكرية أمريكية شرق نهر الفرات لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، ومركز عسكري روسي غرب النهر لدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية وفصلها عن فصائل سوريا يدعمها الجيش التركي شمال مدينة حلب، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وترفض أنقرة خيار التقسيم وقيام إقليم كردي، ويقول مسؤولون أكراد إن «الفيدرالية الشمالية» القائمة على الجغرافيا وليس الديموغرافيا نموذج لسوريا المستقبلية.

وتتزامن الانتخابات أيضا مع حشود تركية على الحدود الجنوبية والتلويح باستخدام القوة لمنع قيام إقليم كردي شمال سوريا وحشود أخرى مقابل حدود العراق للضغط على إقليم كردستان لتأجيل الاستفتاء على الانفصال الإثنين المقبل.

في السياق، يعقد مجلس الأمن القومي التركي غدا اجتماعا برئاسة الرئيس «رجب طيب أردوغان» لبحث اتخاذ إجراءات ملموسة بما ذلك دعم عملية عسكرية في إدلب لمنع قيام ممر كردي من ريف حلب إلى اللاذقية والبحر المتوسط.

وعقد قبل شهرين في الرميلان شرق سوريا مؤتمر أقر «القانون الانتخابي للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا» و«قانون التقسيمات الإدارية» لتوسيع الإدارات الذاتية، لتصبح ثلاثة هي: إقليم الجزيرة وإقليم الفرات وإقليم عفرين، بدلا من أقاليم الإدارات الذاتية التي تأسست قبل سنوات وكانت الجزيرة وعين العرب (كوباني) وعفرين.

وحاليا، يضم إقليم الجزيرة مقاطعتي القامشلي والحسكة، فيما تقع كوباني وتل أبيض ضمن إقليم الفرات، ويضم إقليم عفرين مدينة عفرين ومنطقة الشهباء.

وفي «النظام الفيدرالي الشمالي» تم تحديد 22 الشهر الحالي موعدا لإجراء انتخابات الكومينات (الوحدات الصغيرة).

وبحسب تقديرات الرئيسة المشتركة لـ«الهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا» «فوزة اليوسف»، يعيش في الأقاليم الثلاثة نحو ثلاثة ملايين سوري يشكل الأكراد 50% منهم، ويشكل العرب 45%، مقابل 5% من باقي المكونات (عدد سكان سوريا نحو 22 مليونا).

وتوجه آلاف الرجال والنساء في الساعات الماضية لتسجيل أسمائهم للاقتراع غدا في أول انتخابات تجري في مناطق خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» المكون الرئيسي لها.

ومن المقرر أن تجري في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، انتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى، والبلدات، والنواحي، والمقاطعات)، وفي 19 يناير/كانون الثاني 2018 «انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا».

وأشار مسؤولون أكراد إلى أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا على اطلاع بالانتخابات، وأن الروس يراقبون ذلك بدورهم ما يمكن تفسيره أنه بمثابة «رقابة» أمريكية روسية على الانتخابات، وسط موافقة ضمنت للطرفين خيار اللامركزية أو الفيدرالية لسوريا المستقبلية.

وكان الأكراد السوريون قد أعلنوا في مارس/ آذار 2016، إقامة إقليم فدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمال البلاد أطلقوا عليه اسم «روج آفا- شمال سورية»، في خطوة رفضتها دمشق وفصائل في المعارضة.

ولم تعترف واشنطن بالإقليم الفدرالي للأكراد في سورية على الرغم من أنها أكبر الداعمين لوحدات «حماية الشعب الكردية».

كما تتخوف تركيا من إقامة دولة كردية على حدودها، وتقول أنقرة إنها لن تسمح بذلك.

  كلمات مفتاحية

سوريا فيدرالية انتخابات تركيا روسيا أمريكا

حلم أكراد سوريا بـ«الفيدرالية» يترنح بعد سيطرة «درع الفرات» على الباب

سيطرة داعش على منطقة عين العرب يجهض "الفدرالية الكردية "