7 مطاعم شهيرة في غزة تتيح للمكفوفين قراءة قوائم وجباتها بطريقة «برايل»

السبت 25 فبراير 2017 12:02 م

أصبح تناول الطعام في المطاعم أمراً ممتعاً للفلسطيني الكفيف، «عبد العزيز أبوشعبان»، ولم يعد شيئًا محرجًا يتردد في فعله، كما كان من قبل.

وسابقًا، كان «أبوشعبان» يشعر بعدم الارتياح عند ارتياده المطاعم، لما يسببه ذلك من حرج له أثناء سؤاله النادل عن جميع أصناف الطعام الموجودة أو أسعارها، بحسب «الأناضول».

أما الآن، وبعد أن أضافت بعض مطاعم غزة، قوائم طعام مكتوبة بلغة ، صار «أبوشعبان» يتناول وجبة طعام خارج المنزل، وقتما يشاء. 

وفي مطعم «قرطبة»، غرب مدينة غزة، كان يجلس «أبوشعبان» على الأريكة يلامس بأصابعه حروف قائمة الطعام البارزة وتتمتم شفتاه بما تقرأ أصعابه. 

ويقول الرجل، الذي أصيب بضمور في العصب البصري عندما كان في عمر السابعة: «الآن أشعر بحرية في اختيار ما أريد، هذه القوائم خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق العدالة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية».

وأضاف «أبوشعبان»، الذي يعمل مدرسًا بمدرسة للمكفوفين: «لم يكن لدي استقلالية وحرية في الحصول على المعلومة، ومعرفة السعر على سبيل المثال حتى أعرف هل الطعام يوافق ميزانيتي أم لا».

وكانت مطاعم قطاع غزة، تفتقر إلى قوائم طعام خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، والآن أصبحت تتواجد في نحو 7 من أشهر مطاعم القطاع. 

واقترح خمسة من طلاب الثانوية الفلسطينيين فكرة إعداد تلك القوائم، التي لاقت قبولاً من أصحاب المطاعم. 

والشهر الماضي، قالت وزارة الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة، إن أعداد ذوي الإعاقة بلغ في القطاع حوالي 50 ألف شخص، دون أن تُحدد أي تصنيف لهم. 

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) قد قال عام 2015، إن عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية في غزة يبلغ حوالي 6905 أشخاص من أصل نحو مليوني نسمة بالقطاع.

وبوجود هذه القوائم، كسر الشاب «بدر عبد القادر»، أي حاجز يحول دون ارتياده للمطعم، كما يقول. 

على عصاه يتكأ «عبد القادر » (32 عامًا)، للوصول إلى مقعد فارغ داخل المطعم، ويقرأ قائمة الطعام بنفسه. 

ويقول «عبد القادر» الذي يعمل ناشطًا شبابيًا مجتمعيًا في مجال ذوي الإعاقة إن «المكفوفين يعانون من صعوبات جمة على مستويات عديدة، وزيارة المطعم إحداها».

وتابع: «كنت أصادف، أحيانًا، نادلاً لا يعرف القراءة، أو أشعر بالحرج، فاضطر لطلب أي شيء، ونادراً ما كنت أذهب للمطعم، الآن أختار ما أريد دون سلطة أو مساعدة من أحد».

مستدركاً: «أصبحنا نشعر بأننا شركاء مع الأشخاص الآخرين».

ويقول أحد أصحاب الفكرة، «محمود أبوجياب» (16 عامًا)، والطالب في السنة الثانية بالمرحلة الثانوية، إنه يسعى إلى دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع بشكل أكثر، من خلال قائمة طعام «برايل».

وأضاف: «نريد أن نشعرهم بالمساواة مع بقية زبائن المطاعم، ونرفع عنهم الحرج».

ويشير «أبوجياب» إلى أنه يريد للأشخاص غير المبصرين أن يختاروا وجباتهم بحرية. 

وكان مشروع «أبوجياب» الذي نفذه برفقة أربعة من أصدقائه، بعد مشاركتهم في مخيم تدريبي، استهدف طلاب بعض المدارس لتعليمهم التفكير الناقد والإبداع العلمي. 

وبلغت تكلفة المشروع نحو 150 دولاراً أمريكياً، وفق القائمين عليه. 

من جانبه، يقول «باسل المدهون»، المدرب التنموي في مؤسسة «النيزك» (غير حكومية)، والمسؤول عن الفريق: «قوائم الطعام موجودة في نحو 7 من أشهر مطاعم غزة».

ولفت إلى أن الفكرة لاقت إعجابًا وتشجيعًا وقبولاً كبيراً من أصحاب المطاعم.

  كلمات مفتاحية

مطاعم شهيرة قوائم برايل غزة

مطعم في الظلام.. تجربة جديدة في مصر تأخذك لعالم المكفوفين