«لافارج» العالمية تعترف بتعاونها مع «مجموعات مسلحة» في سوريا

الخميس 2 مارس 2017 10:03 ص

أقرت شركة «لافارج هولسيم» العالمية العملاقة لمواد البناء، اليوم الخميس بعقد ترتيبات «غير مقبولة» مع فصائل مسلحة في سوريا، لضمان أمن مصنع للإسمنت تابع لها عامي 2013 و2014.

هذا الإقرار يؤكد ما سبق أن نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي، عن تعاون الشركة مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

واعترفت المجموعة بحسب ما نقلت «رويترز»، بأن فرعها المحلي الذي كانت تملكه في ذلك الحين شركة «لافارج»، »سلم أموالا إلى أطراف ثالثة، للتوصل إلى ترتيبات مع عدد من هذه المجموعات المسلحة، بينها أطراف مستهدفة بعقوبات»، من غير أن يكون بوسعها تحديد الأطراف التي تسلمت هذه الأموال في نهاية المطاف.

ومجموعة «لافارج هولسيم»، هي إحدى أكبر منتجي مواد البناء في العالم والتي تعمل في 90 دولة وتتخذ من سويسرا مقرا لها، وتأسست في 2015، بعد إجراء عملية اندماج بين «لافارج» الفرنسية و«هولسيم» السويسرية.

وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية، قد كشفت في شهر يونيو/حزيران الماضي، عن فضيحة تعاون الفرع السوري للشركة مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وذكرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بمصنع «لافارج» بمدينة جلابيا، شمال شرقي سوريا، الذي اشترته الشركة عام 2007 من شركة «أوراسكوم» المصرية، التي تكفلت ببنائه وتطويره، حتى صارت قدرته الإنتاجية تصل إلى 2.6 مليون طن من الإسمنت سنويا.

وقدرت قيمة المصنع بحوالي 600 مليون يورو، ما جعله المشروع الأكثر أهمية في الاستثمارات الخارجية لشركة «لافارج»، بعدما اقتنعت بسرعة ربحيته في سياق إقدام نظام «بشار الأسد» على فتح ميدان الصناعة الإسمنتية للمنافسة، في ظل الاحتياجات المتعاظمة للإسمنت في البلد.

وتماشيا مع القوانين السورية، اضطرت «لافارج» إلى منح أقلية من أسهم الشركة إلى رجل الأعمال السوري المقرب من النظام «فراس طلاس».

وتعود وقائع الفضيحة التي نشرتها «لوموند» إلى ربيع 2013، حينما كان تنظيم «الدولة الإسلامية» بصدد بسط سيطرته التدريجية على محيط مصنع «لافارج» بجلابيا، فضلا عن الطرق المؤدية إليه في المنطقة.

وأشارت إلى أنه بين عامي 2013 و2014، عندما سقطت مدينة الرقة بين أيدي مسلحي «الدولة الإسلامية»، وبعدها بلدة منبج التي تقع على بُعد 65 كيلومترا شرق مقر المصنع، قامت إدارة «لافارج» الفرنسية، من مقرها الرئيسي بباريس، بشتى المحاولات لضمان أمن المصنع وعماله وتأمين الطرق التي تسلكها الشاحنات منه وإليه.

وبحسب المصدر، فقد استعانت «لافارج» بخدمات شخص أردني يدعى «أحمد جلودي»، بعثته الإدارة إلى مدينة منبج مستهل عام 2013 ليتولى ربط اتصالات مع مسؤولي «الدولة الإسلامية» وأمرائها المتواجدين في الرقة المجاورة.

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية

لافارج سوريا مجموعات مسلحة الدولة الإسلامية الإسمنت