فيديو .. مصر تراقب «عايزين ناكل» .. والخبز يطلق شرارة «يسقط السيسي»

الأربعاء 8 مارس 2017 06:03 ص

تصاعدت حدة الغضب في الشارع المصري، تجاه خطط حكومية لخفط حصص الخبز المقررة للمواطنين، وسط تقارير متداولة عن قرب رفع الدعم عن منظومة الخبز من جانب، وتحذيرات بقرب اندلاع ثورة جياع في البلاد، على جانب آخر، لاسيما مع إصرار حكومي على عدم التراجع عن القرارات الأخيرة.

ودعم الخبز مسألة حساسة في مصر حيث يحصل أكثر من 70 مليون على حصص من الدولة.

وانتقل الغضب من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشارع المصري في عدد من المحافظات، مسجلا ارتفاعا في عدد التظاهرات والاحتجاجات المناوئة للقرارات الجديدة، ومطالبات بإعادة وزير التموين المعتقل حاليا «باسم عودة» أحد وزراء حكومة الرئيس «محمد مرسي»، والمحبوس وآخرين منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.

وتحت شعار، «#عاوزين_ناكل_خرجوا_باسم_عودة»، تداول نشطاء مصريون على نطاق واسع هاشتاجا على موقع التواصل «تويتر»، يطالب بالإفراج عن «أفضل وزير تموين في مصر»، وفق نشطاء.

وقال «أبو محمد»، في تدوينة له على «تويتر»،‏ «#عاوزين_ناكل_خرجوا_باسم_عودة، الله يرحم أيامك دكتور باسم عودة»، وعلق ناشط آخر على أزمة الخبز في المحافظات، قائلا «حكم العسكر عار وذل».

ووصف ثالث ما تمر به مصر بـ«المحنة»، قائلا: «بلادنا في محنة.. السيسي خربها..عاوزين ناكل».

وكتب «أبو أحمد»، «باسم عودة أشرف رجال مصر في السجون والعرص وكلابه بياكوا قوت الشعب».

وقال «Ahmed Fathy‏»، «لازم  النظام يدوق الشعب الأمرين وبعدين ينزل الجيش يحل أزمة العيش زى السكر ولبن الأطفال علشان عسكرة الدولة».

وكتبت «عائشة العنزي»، «يا خسارة زعلوا علشان بطنهم مش علشان دينهم أو عقيدتهم اللي السيسي يهاجمها ليل نهار ولا دماء الشهداء».

وعلق ناشط مصري، بالقول «العالم كله بيتفرج علينا واحنا جعانين فى عهدك يا فاشل»، في إشارة إلى حكم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» الذي شهد أزمات معيشية واقتصادية طاحنة.  

وكتب «menna mohamed‏»، «غلي السكر وغلي الزيت وأهوه بعنا عفش البيت»، مضيفا «بكرة يلغوا التموين».

وقفز معدل التضخم الأساسي في البلاد إلى أكثر من 30% منذ حررت مصر سعر صرف عملتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من أجل الفوز بقرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لدعم برنامج تقشف حكومي.

وبدأت الاحتجاجات، أمس الأول الإثنين، وتواصلت حتى اليوم الأربعاء، بعد تغييرات في منظومة دعم الخبز جعلت بعض الناس لا يحصلون على حصصهم، وإصرار حكومي على عدم التراجع عن القرارات الأخيرة.

وكان الدكتور «على المصيلحى»، وزير التموين المصري، أصدر قرارًا رقم 5 لسنة 2017، بتخفيض عدد الأرغفة على الكروت الذهبية لأصحاب المخابز بحد أقصى 500 رغيف يومي، بعد ما كان يتراوح عدد أرغفة بالكارت الذهبي من 1000 إلى 4 آلاف رغيف يوميًا، موضحًا أن القرار جاء للحد من تلاعب بعض أصحاب المخابز في الدعم المخصص للمواطنين.

وأكد «المصيلحى»، تحمله مسؤولية قرار خفض عدد الأرغفة على الكروت الذهبية لأصحاب المخابز بحد أقصى 500 رغيف يوميا، قائلا: «أنا متحمل المسئولية كاملة عن هذا القرار».

وأوضح أن «الدراسة التي أجرتها وزارة التموين قبل إصدار القرار وفقا لكشوف صرف الخبز في المخابز المختلفة، أكدت أن تخفيض حصة الكارت الذهبي إلى 500 رغيف يوميا ستكفي وتفيض عن الاستهلاك اليومي للمواطنين الذين يصرفون الخبز بدون بطاقات ذكية».

وقال وزير التموين المصري، في مؤتمر صحفي: «أنا لا أهدد مواطنا أو أي فرد.. أنا أحافظ على مصلحة المواطن ودقة البيانات.. وبكره الشعب هيلاقي رغيف العيش، وهجبلكوا عيش مقمر ومحمر كمان»، حسب تعبيره.

اتهام الإخوان

كالعادة، اتجهت بوصلة الإعلام المصري صوب جماعة الإخوان، موجهة سهام الاتهام للجماعة، في محاولة لتحميلها مسؤولية تحريك مظاهرات الخبز، واتهامها بإثارة القلاقل في الشارع المصري.

الحقوقي المصري «طارق العوضي»، استبق ذلك بالقول في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أنا مستني الإعلام النهاردة يطلع يقول إن الاخوان اللي حركوا مظاهرات الخبز، ده لو اتكلموا أساسا عن الموضوع».

ورد عليه الإعلامي المصري «عمرو أديب»، المقرب من أجهزة أمنية في البلاد، قائلا: «إن جماعة الإخوان استغلت ما يثار حول أزمة الخبز».

وأضاف «أديب» خلال برنامجه «كل يوم» على فضائية «on e»، «باسم عودة وزير تموين الإخوان، له تصريحات بأن عدد الأرغفة المناسب لكل مواطن من 3 إلى 5 أرغفة، ولما أي خروف يتكلم وريه التصريحات بتاع باسم عودة».

وتابع: «الخرفان بيعملوا هاشتاج حول ثورة الخبز، ولكن إحنا بنعمل وراهم 100 هاشتاج.. الخرفان بيمشي وراهم خرفان»(فيديو).

نفس الاتجاه ذهب إليه «عمرو الحيني»، رئيس شعبة المطاحن التابعة لاتحاد الغرف التجارية (حكومي)، قائلا: «إن التظاهرات التي شهدتها بعض المحافظات أمس؛ احتجاجًا على وقف صرف الخبز قام بها جماعة الإخوان المسلمين»، على حد قوله.

وأضاف «الحيني»، خلال حواره مع الإعلامي المصري «وائل الإبراشي» على برنامج «العاشرة مساء» المذاع عبر فضائية «دريم»، أن «المحافظات دي فيها أكبر نسبة من الإخوان وبالتالي هم وراء تلك التظاهرات وجميعها مفتعلة»(فيديو).

لكن مقدم البرنامج «وائل الإبراشي»، انفعل على «الحيني»، قائلا:«مش كل حاجة تقولوا الإخوان متعلقوش فشلكم علي الجماعة، ديه إهانة للمواطن المصري لا أقبلها»، مؤكدًا أن «سياسة وزير التموين هي من دفعت الناس إلى الاحتجاج في المحافظات والشوارع».

خطة لرفع الدعم

وتهدف منظومة «الكارت الذهبي» التي أقرها نظام الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، إلى التمهيد التدريجي لإلغاء الدعم كليا عن الخبز، تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولي.

ويقول «عبد التواب بركات»، مستشار «باسم عودة» وزير التموين في حكومة «هشام قنديل»، إنه في منتصف 2014 حدد نظام «السيسي» حصة المواطن بخمسة أرغفة، مع تخفيض وزنه بنسبة 30% (من 130 إلى 90 غراما)، ثم استحدث نظام نقاط الخبز بحيث يتنازل المواطن عن عدد من الأرغفة بمقابل 10 قروش لكل رغيف.

وأضاف: «كان المواطن بيصرف ثلاثة أرغفة ويستغني عن رغيفين بمعدل ست جنيهات في الشهر تقريبا، يصرف مقابلهم سلع هامشية، ودي كانت رسالة خادعة من نظام السيسي للمواطنين إن خمسة أرغفة كثيرة على المواطن.. وبناء عليها تم اتخاذ قرار إلغاء منظومة الكارت الذهبي بعد أن انتهت المهمة».

وتقضي القرارات الجديدة بخفض حصة بطاقات التموين الذكية من 1500 رغيف إلى 500،  ويرفع الخبز المدعم (بـ 5 قروش للرغيف الواحد) 10% من المصريين فوق مستوى خط الفقر بحسب تقديرات البنك الدولي، و«إذا تم حذف هذا الجزء ستسقط شرائح كثيرة من المصريين في براثن الفقر المدقع»، وفق تأكيدات «بركات».

وتابع: «باسم عودة ونظام الرئيس محمد مرسي لم تتلوث أيديهم بأموال الشعب المصري، مثلما يحدث الآن من تفشي للفساد ونهب قوت الشعب وثروات الوطن»، وفق تصريحاته لـ«عربي 21».

وكانت العديد من المدن المصرية، شهدت خلال اليومين الماضيين، وقفات احتجاجية، وندد المتظاهرون بقرار وزارة التموين برفع أسمائهم من المقرارات التموينية، مرددين هتافات «باطل.. قرار وزير التموين باطل»، و«يا حكومة فين العيش»، و«ارحل.. ارحل يا مصيلحي» (فيديو).

ووصفت صحيفة «الأهرام» الحكومية الاحتجاجات التي شهدتها محافظات عدة في شمال وجنوب البلاد بـ«انتفاضة الخبز».

وكانت تجمعات غاضبة في مدينة الإسكندرية الساحلية (شمال) وفي حي فقير واحد على الأقل في القاهرة، وبضع مدن أخرى في محافظات أخرى بينها المنيا (جنوب)، والبحيرة وكفر الشيخ (شمال)، نددت بتقليص حصة الخبز.

وحاولت قوات الأمن تفريق الأهالي الغاضبين في بعض مناطق الإسكندرية؛ ما نتج عنه اشتباكات بين الجانبين.

بينما قطع الأهالي طريق شارع الجيش أمام مجلس مدينة دسوق (مقر الحكم المحلي) في محافظة كفر الشيخ.

وفى محافظة «البحيرة»(شمال)، نظم العشرات من أهالى كفر الدوار وقفة احتجاجية أمام مجلس المدينة ومكتب التموين بعد قرار وزير التموين، مؤكدين: «خفض حصتنا من الخبز ظلم كبير جدا، ولا يتحمله أحد فى ظل غلاء الأسعار الجنونى».

وفى مدينة «دمنهور»، نشبت مشاجرات بين أصحاب المخابز والأهالى بسبب خفض الحصة، وعلق صاحب مخبز السيد حسنى: «القرار جه على دماغنا والناس بتقولنا مالناش دعوة ما تسمعوش كلام الوزارة ناكل إيه ونجيب منين، وطول اليوم واحنا فى مشاكل والناس ما بقتش طايقة نفسها».

وفي مدينة المنيا، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، خرج مواطنون في تظاهرات متفرقة ردا على حرمانهم من حصصهم من الخبز، ونظم آخرون وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة المنيا (مقر الحكم المحلي)، وعدد من إدارات التموين؛ اعتراضًا على القرار.

وفى محافظة «أسيوط»(جنوب)، رفعت أجهزة الأمن الوطنى والأمن العام بالمحافظة تقارير إلى مساعدى الوزير عن حالة الاحتقان الشعبى تجاه قرار وزير التموين، مضيفين أن التقارير تضمن خطورة القرار لعدم توفير البدائل فى أسرع وقت.

وقالت مصادر إنه تم تعيين خدمات أمنية من أفراد الشرطة السريين لملاحظة الحالة أمام المخابز وبمحيط مكاتب التموين، بحسب صحيفة «الشروق».

وتسود المخاوف من تنامي حالة من الغضب بين المصريين، لاسيما وأن هتافات تنادي بإسقاط «السيسي» بدأت تعرف طريقها إلى ألسنة العامة والبسطاء من الشعب المصري، وسط تحذيرات من انتفاضة شعبية (فيديو)، وثورة جياع تندلع في البلاد متأثرة بشرارة الخبز.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

انتفاضة الخبز ثورة جياع عبدالفتاح السيسي على المصيلحى باسم عودة وزارة التموين المصرية

تمهيدا لرفع الدعم.. السيسي يؤكد ضرورة زيادة سعر رغيف الخبز