تشهد الساحة المصرية، جدلا متزايدا، بعد إسناد 3 حقائب وزارية، تتعلق بملفات اقتصادية حساسة، للدكتورة «سحر نصر»، في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، وارتفاعا للدولار، وتزايدا في حجم الاقتراض من الخارج.

ويثير مراقبون، الكثير من الشكوك، حول قدرة «المرأة الحديدية» على إدارة 3 حقائب في وقت واحد، كون كل حقيبة تحتاج جهدا خارقا، وترتبط بقرارات مصيرية.

ويرى مراقبون، أن تولي «سحر نصر» لـ3 حقائب تتعلق أعمالها بالاستثمار وقطاع الأعمال هو أمر يثير الجدل والقلق، خاصة أن زوجها «مجدي طلبة» هو أحد رجال الأعمال المعنيين بصناعة وتصدير النسيج والملابس، ومن ثم كان من الأولى عدم إسناد ملفات لها قريبة من طبيعة عمل زوجها.

ويرجح آخرون، أنها ربما تكون أول رئيس وزراء لمصر خلال الفترة القادمة، بعد التصعيد المتوالي لها من قبل رئاسة الجمهورية سواء من قبل ترشيحات رئيس الوزراء أو موافقة رئاسة الجمهورية على توليها الحقائب المهمة.

وكان «شريف إسماعيل» رئيس الحكومة المصرية، أصدر قرارا بتولي «سحر نصر»، وزير التعاون الدولي، والاستثمار، حقيبة قطاع الأعمال لحين عودة الوزير «أشرف الشرقاوي» من الخارج، بحسب «إرم نيوز».

وكانت «سحر»، قد تولت حقيبة التعاون الدولي، ثم أسندت لها وزارة الاستثمار بعد رحيل «داليا خورشيد»، ثم إدارة وزارة قطاع الأعمال.

وقال الدكتور «رشاد عبده»، الخبير الاقتصادي، إن «تولي سحر نصر لحقيبة قطاع الأعمال مؤقتا لحين عودة الوزير من رحلة علاجية هو إجراء طبيعي كونها تتولى حقيبة الاستثمار ومن ثم فإنها الأقرب لتولي مهام قطاع الأعمال، خاصة أنهما كانتا وزارة واحدة على مدار السنوات الماضية».

وكشف «عبده»، رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية، عن أن الوزيرة السابقة «داليا خورشيد» رفضت تولي الاستثمار وقطاع الأعمال كوزارة مثلما كانت على مدار السنوات الماضية منذ الدكتور «محمود محيي الدين»، في عهد الرئيس المخلوع «حسني مبارك»، حيث رفضت استمرار قطاع الأعمال، واشترطت تولي الاستثمار فقط ليتم عمل وزارة جديدة لقطاع الأعمال تولى إدارتها «أشرف الشرقاوي».

ومن جانبه، أكد الدكتور «مصطفى بدرة»، الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار، أن «إسناد وزارة قطاع الأعمال لوزير تتولى حقيبتين يتطلب قدرة فائقة على إدارة الملفات في ظل الأوضاع الحالية»، متسائلاً: «هل لدى الوزيرة معاونون لمساعدتها في إدارة الحقائب أم أن الإسناد لها جاء لقرب عمل الحقائب من بعضها فقط؟».

وذكر «بدرة»، أن تولي «نصر» لحقيبة قطاع الأعمال مؤقتا يأتي في إطار تسيير الأعمال دون اتخاذ قرارات سيادية أو مصيرية خلال الفترة الحالية.

ومن المتوقع أن يغيب الوزير «أشرف الشرقاوي» شهرا أو شهرين لوجوده في الخارج ضمن رحلة علاج قد تطول أكثر من ذلك.

والعام الماضي، أثار ظهور «سحر»، «محجبة» لأول مرة، منذ توليها منصبها، خلال وجودها في السعودية، أثناء جلسة مباحثات حكومية في المملكة، لوضع الترتيبات النهائية للاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي المصري، جدلا واسعا خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي.

واعتبرت مصادر دبلوماسية، وقتها، «أن ارتداء الدكتورة سحر نصر، الحجاب خلال زيارتها إلى المملكة العربية السعودية، لافتة طيبة منها احتراما للتقاليد السعودية».