الكويت تغلق مصفاة الشعيبة بشكل نهائي

الخميس 30 مارس 2017 08:03 ص

بدأت الكويت، اليوم الخميس، فعاليات إغلاق مصفاة الشعيبة بحضور وزير النفط ووزير الكهرباء والماء «عصام المرزوق»، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول «نزار العدساني»، ورئيس مجلس إدارة شركة البترول الوطنية «جمال النوري»، ورؤساء شركة البترول الوطنية السابقين والرؤساء التنفيذيين والأعضاء المنتدبين وقيادات الشركة السابقين وقيادات وموظفي مصفاة الشعيبة السابقين والحاليين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية «محمد غازي المطيري» في كلمة خلال اللقاء: «إننا نلتقي اليوم في مناسبة خاصة جدا وهي إغلاق واحد من أهم الصروح النفطية الكويتية، وهي مصفاة الشعيبة، التي كانت جوهرة صناعة التكرير في الكويت والتي تعد انطلاقة شركة البترول الوطنية الكويتية في الستينيات من القرن الماضي، ونحن اليوم لا ننهي تاريخ مصفاة الشعيبة، فتاريخها عريق وغني، ولكننا اليوم نؤكد على تاريخها الخالد في صناعة تكرير النفط في الكويت والخليج، وستبقى مصفاة الشعيبة جزءا كبيرا ومهما من إرث (البترول الوطنية)، وستؤرخ على أنها الانطلاقة الكبيرة لشركة البترول الوطنية الكويتية».

وأضاف: «منذ تدشينها في أبريل/نيسان من العام 1968، ومصفاة الشعيبة تسجل إنجازا تلو الآخر، حيث أنها كانت أول مصفاة في العالم تستخدم الهيدروجين في جميع عملياتها كما استخدمت تقنية التكسير الهيدروجيني في عملية تحويل النفط الثقيل إلى منتجات عالية الجودة ليتم تصديرها إلى الأسواق العالمية، وهو ما تحقق بعد شهر واحد من تشغيلها بتصدير أولى منتجاتها إلى اليابان، وطبقت مصفاة الشعيبة أحدث أنواع التكنولوجيا المعروفة حينها مع التركيز على منتجات جديدة عالية القيمة، مثل النافثا والجازولين عالي الأوكتان ووقود الطائرات، كما وفرت المنتجات المطلوبة للسوق المحلية، مثل الديزل والجازولين».

وتابع: «لقد مرت مصفاة الشعيبة بمحطات عديدة يشهد لها بالنجاح المتميز يصعب حصرها كلها، ولكننا نذكر على سبيل المثال زيادة الطاقة التكريرية إلى 200 ألف برميل وإنشاء الوحدة (61) لمعالجة الغازات الحمضية الناتجة من الحقول النفطية غرب الكويت التابعة لشركة نفط الكويت في حين كان يتم حرق الغاز قبل إنشاء هذه الوحدة مما يتسبب في تلوث البيئة، وكانت سباقة في إنشاء الوحدة (29) لاسترجاع غاز الشعلة في يناير عام 2002 ومعالجتها لاستعمالها كوقود في المصفاة بدلا من حرقها وخسارة قيمتها».

واستطرد: «كما حصلت المصفاة على العديد من الشهادات والجوائز العالمية المرموقة، ففي أكتوبر 2013 فازت بالمركز الأول لجائزة سمو أمير البلاد كأفضل مصنع متميز في الكويت، مما يدل على تمتعها معايير الجودة الشاملة في القيادة والإدارة والتخطيط الاستراتيجي ونظم المعلومات، وحصدت المصفاة أيضا معدل نقاط بلغ 96.1 نقطة في المسح الميداني لتقييم المخاطر من قبل شركات التأمين العالمية، وحققت هذا الإنجاز المتميز بالرغم من تقادمها، لتكون أفضل منشأة نفطية في الكويت من ناحية انخفاض المخاطر التشغيلية واحتمالية وقوع الحوادث، مما يعكس حرص العاملين في المصفاة على تنفيذ أعمالهم بدقة والتزامهم العالي في نظم السلامة. كما كانت الأولى بين المصافي الثلاث التي تنال شهادة إدارة الجودة -الآيزو كمنشأة كاملة».

ولفت «المطيري» إلى أن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل بجهد العاملين والتزامهم وتفانيهم، والأهم بخبرتهم الرفيعة التي نحرص على الحفاظ عليها، مضيفا: «ولهذا ستتم الاستفادة من هذه الخبرات لدى جميع العاملين في مصفاة الشعيبة ليتولوا مهاما جديدة في كل من مصفاة ميناء عبدالله ومصفاة ميناء الأحمدي ومصفاة الزور كي يساهموا في تحقيق إنجازات جديدة، وللمحافظة على مرافقنا الوطنية على أعلى درجة من الكفاءة اللازمة، علما أن كامل حقوقهم سيبقى محفوظا مع انتقالهم إلى مواقع العمل الأخرى، وهنا لا بد لنا من وقفة وفاء لجميع العاملين بمصفاة الشعيبة منذ نشأتها إلى الآن وندين لهم ولقيادات المصفاة السابقين والحاليين بالشكر والعرفان، وكذلك نستذكر شهداء الواجب بالمصفاة الشهيد محمد الكندري وبدر الديولي الذين ضحيا بأرواحهما فداء للوطن والشركة فلنترحم على أرواحهما وعسى الله أن يتقبلهما شهداء».

وقال: «لقد قامت (البترول الوطنية) بعمل أكثر من دراسة فنية واقتصادية محلية ومع مستشارين عالميين لإمكانية تطوير مصفاة الشعيبة آخذة في الاعتبار المتطلبات البيئية للمنتجات والمواصفات المطلوبة حسب معطيات الأسواق العالمية، وقد بينت جميع الدراسات صعوبة تطوير المصفاة وعدم جدواها الاقتصادية نظرا لقدم وحدات الإنتاج وزيادة كلفة التطوير، بالإضافة إلى محدودية المساحة المتوفرة للتطوير، وعليه سيتم إيقافها عن العمل من الغد وذلك حسب قرار من المجلس الأعلى للبترول، وستكون مصفاة الزور بديلا عنها في انتاج المشتقات النفطية وزيت الوقود عالي الجودة وذو المحتوى الكبريتي الأقل. وسيتم استخدام مرافق التخزين والتصدير البحرية الخاصة بمصفاة الشعيبة من قبل مشروع الوقود البيئي».

وأوضح أنه لا يخفى على أحد المنافسة الشديدة والتحديات التي تواجه صناعة تكرير النفط في جميع أنحاء العالم، مما دفع الجميع إلى اتخاذ إجراءات موسعة لترشيد المصروفات التشغيلية وتعزيز الكفاءة لزيادة القدرة التنافسية. فكان على الكويت أن تؤمن موقعا قويا لها في الأسواق العالمية عبر إنتاج منتجات عالية الجودة تلبي الشروط العالمية الجديدة، مثل يورو-4، وتحقيق القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية الكويتية وهو ما نصبو إليه من خلال مشروعي الوقود البيئي ومصفاة الزور.

وأكد «المطيري» أن التحديث والتطوير والتغيير هو خيار حتمي لا بد من أن نواكبه لنتماشى مع التسارع في مجال الصناعة النفطية، وحتى لا نفقد الفرص المتاحة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكويت مصفاة الشعيبة