«البريكسيت» لا يشبه الطلاق.. وبريطانيا الخاسر من مفارقة الاتحاد

الاثنين 3 أبريل 2017 04:04 ص

بعد أن قامت بريطانيا بإخطار الاتحاد الأوروبي رسمياً حول نيتها المغادرة، من الضروري لبريطانيا والأوروبيين على حد سواء، أن يكونوا عارفين بما هو على وشك البدء. كلا الطرفين يميلان للتحدث عن «طلاق»، في الوقت الذي يقارن فيه بعض المعلقين البريطانيين المفاوضات القادمة بـ«لعبة دجاج».

ليس طلاقا ولا لعبة دجاج

طريقة الكلام هذه مضللة بشكل كبير، لأنها تغذي السردية التي تعني أن المملكة المتحدة ما تزال قوة عالمية قادرة على تشكيل الظروف التي تجد نفسها فيها، إن لم تملِ شروطها صراحة.

ملاحظة المترجم: لعبة الدجاج، هو أي صراع لا يريد فيه كل من الطرفين التراجع، مع إن عدم التراجع قد يكون شيئاً خطيرا جدا، وهو يشبه شخصين يقودان سيارتيهما بسرعة تجاه بعضهما البعض، وبوضوح، إن لم ينحرف أحدهما، فسيكون هناك اصطدام كبير، الشخص الذي يتراجع أولاً في هذا الصراع هو «دجاجة».

ولكي ترى المقدار الذي ما يزال به هذا الفكر حياً، فكر في الطريقة التي أمضت بها بريطانيا التسعة أشهر الماضية تناقش ما إن كانت تريد خروجا من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت» ليناً أم قاسياً، وكأن هذا يعني كأن بريطانيا لديها خيار. الحقيقة أن الاتحاد الأوروبي جعل الأمر واضحاً منذ البداية، هناك خياران فقط: بريكسيت قاسي أو لا بريكسيت.

الطلاق هو شيء يحدث بين طرفين متساويين، لكن بريطانيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي هي مثل بلجيكا أو النمسا أو البرتغال بالنسبة لألمانيا: كيان أصغر بثمان مرات. وإذا أبلغ الاتحاد الأوروبي بريطانيا أنه «لا بريكسيت ليّن»، فهذا ما هو عليه الأمر.

لنفس هذا السبب لا يصح إطلاق تشبيه «لعبة الدجاج» على المفاوضات القادمة، فقد تكون المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يقودان بسرعة كبيرة نحو بعضهما البعض، وكل واحد يتوقع من الآخر أن ينحرف، لكن، إذا كانت المملكة المتحدة هي سيارة صغيرة، فإن الاتحاد الأوروبي أشبه بشاحنة.

الاتحاد الأوروبي شاحنة بلا سائق

إلا إن الأمر ليس كذلك، لأن التشبيه مضلل، فـ«أنجيلا ميركل» تدير أهم وأقوى دولة في الاتحاد الأوروبي لكنها لا تقرر ما يحدث للاتحاد الأوروبي، ألمانيا تمثل 20% فقط من اقتصاد الاتحاد الأوروبي و16% فقط من سكانه.

ومع إن مؤيدي بريكسيت يحبون التحدث عن الاتحاد الأوروبي الضخم المتغول، إلا إن الحقيقة أنه لا يوجد شيء كهذا، حيث يتم تشارك في السلطة المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدون جسم رئيسي واحد أو مكتب ينسق الأحداث أو يفرض إرادته، وبالعودة إلى تشبيه «لعبة الدجاج»، فنحن أمام حقيقة: شاحنة الاتحاد الأوروبي بلا سائق.

الاتحاد الأوروبي لديه أشياء أهم من بريكسيت

وقد أوضح إعلان قادة الاتحاد الأوروبي في روما الأسبوع الماضي أن الدول الأعضاء لديها في تفكيرها أشياء أهم من بريكسيت، ليزيد من عزلة بريطانيا وهشاشتها. فكّر في الإرهاب واللاجئين والأحزاب الشعبوية والركود الاقتصادي في جنوب أوروبا وآسيا، وسوف تعرف هذه الأشياء.

إذا كان هناك تشبيه أفضل لتصوير بريكسيت، فهو مجموعة من 30 سفينة تبحر معا باعتقاد أن هذا يخدم مصالحها، إذا قررت بريطانيا أن تترك هذا النادي فهذا حقها فنحن لسنا في سجن، وبناء على هذا طُلب منها أن تدفع فواتيرها المعلقة وتخرج في أقرب وقت ممكن.

انحدار ذاتي

فكرة أن تلغي بريطانيا عضويتها وتستمر في نيل المنافع هي فكرة سخيفة، ومثال آخر على التمركز البريطاني حول الذات، وهي على نفس القدر من سخافة فكرة منع بريطانيا من منافع المجموعة بعد خروجها كنوع من «العقاب». افترض أنني ألغيت اشتراكي في صحيفة ولم تعد هذه الصحيفة ترسل إلي، هل عليّ أن أصبح مثالاً للآخرين و أكون عبرة لمن يعتبر حتى لا يلغوا اشتراكهم هم أيضاً؟

أفضل توصيف لما هو على وشك الحدوث هو شي مثل «تسوية»، أو «انفصال». وفي أي حالة فإن المفاوضات القادمة خطيرة للغاية لأنها ستؤثر على حياة الملايين من الناس لسنوات، هذه ليست لعبة وما يتم التفاوض عليه ليس طلاقا، وإذا كان علينا أن نطلق عليه اسما فهو انحدار ذاتي موجع.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

بريطانيا الخروج البريطاني بريكسيت

تعرف على خسائر الأندية الإنجليزية من تنفيذ قرار البريكسيت