“باب الحارة” تنظير منحاز

الأحد 27 يوليو 2014 02:07 ص

قبل أن نختم موسم المشاهدة الرمضانية، هناك مسلسلات لا نتمنى إعادتها على الشاشة، والبعض منها نتمنى ألا يعود إلينا في رمضان المقبل، لأنه أثبت فشله بعدما سقط في فخ التكرار وأفرغ كل ما في جعبته .
من المسلسلات التي نتمنى غيابها كلياً في الأعوام المقبلة، مسلسل "باب الحارة" الذي (تعرضه "إم بي سي") والذي لم نفهم سبب إصرار صناعه على مواصلة عرضه بأجزاء وأجزاء، وكأنه قمة ما يمكن للدراما السورية تقديمه، ولن يأتي ما هو أفضل منه في نفس إطار "الدراما الشامية" . وهنا لن نسأل: "ولماذا الإصرار على "الشامية" أساساً؟" لأنها أصبحت فاكهة المائدة السورية ولها من يحبها من المشاهدين .
الدراما الشامية ليست مجرد "فلكلور" يحب المشاهد وخصوصاً السوري رؤيته بأزيائه وديكوره ولغته على الشاشة فيستعيد بعض صور الماضي، إنما أصبحت مثل دراما الصعيد المصري التي يهرب إليها الكتّاب للابتعاد عن حكايات الحاضر، وعن مطبات السياسة ومواكبة الأحداث الساخنة، فيكتفون بالتلميح أو ما يسمى "الإسقاطات" التي ترمز إلى الحاضر بكلامهم عن الماضي .
كل الأعمال الشامية لم تنجح هذا العام في إرضاء المشاهدين، وكان أسوأها "باب الحارة" الذي أثبت نجاحه في البداية ثم تراجع في الأجزاء المتتالية، ورغم ذلك أصر صناعه على عودته بجزء سادس ليشهدوا على وفاته، لعل مجموعة "إم بي سي" تقتنع أخيراً بوقف إنتاجه وعرضه .
هذا المسلسل الذي يميت الأحياء ويحيي الأموات وفق أهواء كتّابه ومن أجل تفصيل الأدوار على مقاسات نجومها وليس العكس، جاء في جزئه السادس بمجموعة تناقضات وأخطاء، وكأن كاتبيه سليمان عبد العزيز وعثمان جحى لم يدرسا تلك الحقبة الزمنية من تاريخ دمشق وأحداثها، بل أرادا تمرير رسائل مباشرة إلى السوريين، وقد جاء الحوار أشبه ب "التنظير" والمواعظ .
وبعد أن درجت العادة أن ترى الناس يقتتلون، وهناك الصالح والطالح في المجتمع، والرجال يحملون السلاح الناري أو السلاح الأبيض، و"القبضايات" لهم دور في الحارة، تقفز في هذا الجزء "موعظة" أن السوري لا يقتل أخاه السوري، ولا للزعامات، والكلمة يجب أن تكون للقانون، والثوار يتحولون إلى فارين يجب مطاردتهم . . ينحاز المسلسل لطرف ضد الآخر، ليخلع عنه زي الثلاثينات ويصبح ابن اليوم .
-

  كلمات مفتاحية

دعوى ضد «باب الحارة» لعرضه على فضائية «العدو»