شيخ الأزهر: تجار السلاح و«القرارات الدولية الطائشة» خلف تأجيج النزاعات بالشرق الأوسط

الجمعة 28 أبريل 2017 04:04 ص

اعتبر شيخ الأزهر «أحمد الطيب» أن السبب المنطقي الوحيد للكوارث والمآسي التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا هو «تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت».

وفي كلمة له في ختام «مؤتمر الأزهر العالمي للسلام» بحضور بابا الفاتيكان «فرانسيس»،  انه رغم الانجازات الكبيرة التي حققتها الحضارة الحديثة إلا أن «تجاهلها للأديان الإلهية وقيمها الخلقية» جعل من السلام «فردوساً مفقوداً»، ورأى  أن عودة هذا السلام مرهونة بـ«إعادة الوعى برسالات السماء».

وقال إن «السلام الضائع تبحث عنه شعوب وبلاد وبؤساء ومرضى، وهائمون على وجوههم في الصحراء، وفارون من أوطانهم إلى أوطان أخرى نائية لا يدرون أيبلغونها أم يحول بينهم وبينها الموت والهلاك والغرق والأشلاء والجثث الملقاة على شواطئ البحار، في مأساة إنسانية بالغة الحزن، لا نعدو الحقيقة لو قلنا: إن التاريخ لم يعرف لها مثيلًا من قبل».

وأضاف: «لايزال العقلاء وأصحاب الضمائر اليقظة يبحثون عن سبب مقنع وراء هذه المآسي التي كتب علينا أن ندفع ثمنها الفادح من أرواحنا ودمائنا، فلا يظفرون بسبب واحد منطقي يبرر هذه الكوارث التي أناخت مطاياها بساحات الفقراء واليتامى والأرامل والمسنين، اللهم إلا سببا يبدو معقولا ومقبولا، ألا وهو تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت، والإثراء الفاحش من صفقات مريبة، تسبقها قرارات دولية طائشة».

واعتبر أنه من المثير للإحباط أن تحدث هذه الأزمات والمآسي الحادة في القرن الواحد والعشرين؛ «قرن التحضر والرقى وحقوق الإنسان، والتقدم العلمي والتقني الهائل، وعصر مؤسسات السلام ومجالس الأمن، وتجريم استخدام القوة».

وتساءل: «كيف أصبح السلام العالمي الآن مع كل هذه الإنجازات هو الفردوس المفقود؟».

وأجاب أن السبب هو «تجاهل الحضارة الحديثة للأديان الإلهية، وقيمها الخلقية الراسخة التي لا تتبدل بتبدل المصالح والأغراض، والنزوات والشهوات، وأولها: قيمة الأخوة والتعارف والتراحم بين الناس».

ورأى أنه لا حل في لمواجهة تلك المآسي والأزمات وإعادة السلام المفقود «إلا في إعادة الوعى برسالات السماء، وإخضاع الخطاب الحداثي المنحرف لقراءة نقدية عميقة تنتشل العقل الإنساني مما أصابه من فقر الفلسفة التجريبية وخوائها، وجموح العقل الفردي المستبد وهيمنته على حياة الأفراد».

وأعرب عن اعتقاده بأن «الأرض الآن أصبحت ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها في إبراز قيمة السلام وقيمة العدل والمساواة، واحترام الإنسان أيا كان دينه ولونه وعرقه ولغته».

تنقية صورة الأديان

لكن قبل ذلك يلزمنا - حسب شيخ الأزهر - «العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهوم مغلوطة، وتطبيقات مغشوشة، وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف».

وفي دحض للفكرة السائدة لدى البعض في الغرب بشأن الربط المجحف بين الإسلام بـ«الإرهاب» دون سائر الأديان، ذًكر شيخ الأزهر بأن أتباع حضارات غربية، وأديان مثل المسيحية واليهودية، تورطوا في مجازر شنيعة على مدى التاريخ، ومع ذلك لا يمكن أن نربط تلك الحضارات والأديان بـ«الإرهاب».

وشدد في هذا الصدد على ضرورة «ألا نُحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك؛ فليس الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلًا فاسدًا، ثم راحوا يسفكون بها الدماء ويقتلون الأبرياء ويرعون الآمنين ويعيثون في الأرض فسادًا، ويجدون من يمدهم بالمال والسلاح والتدريب».

وأضاف: «ليست المسيحية دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون فيها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير، وليست اليهودية دين إرهاب بسبب توظيف تعاليم موسى عليه السلام –وحاشاه- في احتلال أراض، راح ضحيته الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين المغلوب على أمره».

واستطرد:  «بل ليست الحضارة الأوروبية حضارة إرهاب بسبب حربين عالميتين اندلعتا في قلب أوروبا وراح ضحيتها أكثر من سبعين مليونا من القتلى، ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته من تدمير البشر والحجر في (مدينتي) هيروشيما ونجازاكي (اليابانيتين بإلقاء قنبلتين نوويتين عليهما)».

وأكد أن كل ما سبق «انحرافات عن نهج الأديان وعن منطق الحضارات، وهذا الباب من الاتهام لــو فــتح – كما هو مفتوح على الإسلام الآن- فلن يسلم دين ولا نظام ولا حضارة بل ولا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب».

وعبر كلمته شكر البابا «فرنسيس» على تصريحاته التي وصفها بـ«المنصفة»، والتي «تدفع عن الإسلام والمسلمين تهمة العنف والإرهاب».

 

  كلمات مفتاحية

مصر الفاتيكان السلام السلاح شيخ الأزهر أحمد الطيب فرنسيس

الإمارات ترد على اتهامات حكومة السراج: باطلة ومغلوطة