سعوديون: «الشعب يرفض معاهد الموسيقى».. ومغردون: ليست حراما

الأربعاء 3 مايو 2017 02:05 ص

انقسم مغردون سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حول حقيقة إنشاء معاهد للموسيقى بالمملكة.

وكان رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون «سلطان البازعي»، كشف أمس الأول، عن قرب افتتاح معهد للموسيقى، وآخر للدراما في المملكة.

وأكّد «البازعي»، في مداخلة له في «أخبار التاسعة» على قناة «إم بي سي»، أنَّ مثل هذه المعاهد، إنما هي تطبيق لـ«رؤية المملكة 2030»، التي نصت وبشكل واضح، ومباشر على الاهتمام بالثقافة وإعادتها إلى ما كانت عليه بأشكالها كافة.

وتابع أنَّ «لمثل هذه المعاهد سواءً الموسيقى أو الدراما مردود اقتصادي وثقافي كبير على المملكة»، مشيرًا إلى أنَّ «هناك مؤسسة الأفلام السعودية، والتي حققت إنجازات كبيرة، في الخارج، ولديها بيئة كبيرة، لاسيّما مع افتتاح دور للسينما في مدن المملكة».

ولاقت تصريحات «البازعي»، جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بين مؤيد ومعارض.

ودشن المغردون وسما بعنوان «الشعب يرفض معاهد الموسيقى»، احتل مركزا متقدما بين قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة.

معارضون

مغردون، أعربوا عن انزاعجهم من الفكرة، وقالوا غنها تناقض تعاليم الدين، وعادات وتقاليد المجتمع السعودي، فقال «الشبح»: «نرفض وبقوة ونطالب بدعم حلقات التحفيظ فما التوفيق إلا بكتاب الله».

ووجه «موتولوج» رسالة لمن يريد تعلم الموسيقى قائلا: «أخي إذا مصر تتعلم موسيقى خذلك مدرس خصوصي يعلمك.. مو لازم تطالب بفتح معاهد موسيقى وتخرّب البلد».

وتعجب «أحمد خميسي»، بالقول: «وماذا عن الآيات والأحاديث التي حذرت من الغناء والمعازف.. ألم لم يفهمها الصحابة والفقهاء فهما واسعا؟».

وأضافت: «حسن تسالي»: «والله نرفضها بشده يا أخي.. أنشئ لي معهد يعلمني القران، أو الميكانيا، أو الكهرباء، أو النجارة.. علمني صنع ثوبي وطاقيتي».

وهاجم «تميم» الموافقين بالقول: «أكثر المنغمسين في الموسيقى، هم أولئك الذين انقطعت بهم روابط التواصل الاجتماعي، وفقدوا القدرة على ضبط الرغبات».

وتابعت «بنت الناس»، مهاجمة: «هؤلاء منعدمين الهوية وتافهين.. وكل همهم يحللون الحرام».

ولفت حساب «كن واعيا» إلى أن «بلد الحرمين ومهبط الوحي ليست مرتع لرذيلة».

وغرد «أحمد تركي»، قائلا: «خلونا نكمل المختبرات والمعامل في المدارس والجامعات.. بعدين نفكر في الموسيقى.. العلم يبني الشعوب».

واتفقت معه «شموع الحياة»، حين قالت: «بدلاً من معاهد الموسيقى، نريد معاهد للتزويج الشباب أو لتسديد دين المديونين».

وأضاف «مفتاح الحربي»: «الموسيقى لا تصنع نهضة ولا تبني مجداً».

وتابعت «سعودية وأفتخر»: «احنا شعب متدين بالفطرة.. ودائما نعرف أن الأغانى والغناء حرام.. وعلمتونا هذا الشئ من صغرنا.. كيف تناقضون ذلك وتفتحون معهد للموسيقى».

واتفت معها «عبير»، حين قالت: «ما ني عارفه ليش الاستماتة هالفترة على استباحة المحرمات ومحاربة الدين؟! فعلاً بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً!».

يشار إلى أنه قبل عدة أشهر، قال مفتى السعودية الشيخ «عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين». مضيفا أن   «الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».

كما ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالله المطلق»، رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة حول السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودراسة إنشاء دور سينما بالمملكة.

موافقون

قطاع آخر من المغردين، دافعوا عن الفكرة، وطالبوا بتنفيذها، مشيرين إلى أن الوسم لا يعبر عن جموع السعوديين، فقالت «شارلتون»: «الموسقى فنٌ جميل، هي شِعرٌ بلا كلام، ولوحةٌ بلا رسّام».

وكتب «توفيق»: «كل واحد يتكلم عن نفسه، لا يقول الشعب.. احنا عادي نحب الموسيقي ونبي نطور.. واللي يرفضون معاهد الميوزك هم أهل الخراب».

وغرد «رجل العالم»، بالقول: «نعيد ونقول اللي ما يبغي المعهد مو لازم يدخله».

وبررت «ندى الخليفي»، موافقتها على إنشاء معهد للموسيقى بالقول: «البيت الذي تدخله الموسيقى.. لايخرج منه إرهابي».

وتساءل «محمد بن عمر»: «الموسيقى تهذب الروح وتصفي الذهن وتهدي البال.. ليش نرفضها؟».

واستند المغردون، أصحاب هذا الرأي، إلى الشيخين «صالح المغامسي» و«أحمد الغامدي»، اللذين قالا إنه لا تحريم مطلق للموسيقى، وإنها تهذب النفس.

وتناقل المغردون تصريحات «المغامسي» وهو إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة، التي قال فيها إنه ليس هناك إجماع على تحريم الموسيقى أو المعازف، لافتاً النظر إلى أن القرآن الكريم لم يذكر المعازف، وأن ما تم ذكره هو «لهو الحديث»، والمعازف هنا ليس لها ذكر في الآية، مؤكداً أن الله قادر أن ينزل آية يُحرم فيها المعازف.

كما نقلوا تصريح «الغامدي» وهو رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة سابقا، الذي قال فيه إن «الموسيقى مباحة وأنها فن راقٍ يهذب الأخلاق»، على حدّ تعبيره.

وتحظر السعودية دور العرض السينمائي والحفلات الموسيقية العامة، لكن الحكومة وعدت بتغيير المشهد الثقافي في إطار إصلاحات «رؤية  2030» التي أعلنها ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» العام الماضي.

ومن ضمن تلك الإصلاحات إنشاء هيئة حكومية تعنى بالترفيه.

وبدأت هيئة الترفيه الحكومية التي أنشأتها السعودية العام الماضي، بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية في مناطق عدة بالمملكة بعد أن ظلت غائبة عنها لسنوات طويلة.

وخلال الشهر الماضي، حضر نحو 900 شخص من الجنسين حفل الموسيقار المصري «عمر خيرت»، الذي أقيم تحت رعاية «الهيئة العامة للترفيه» بمسرح جمان بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بجدة في سابقة هي الأولى من نوعها بالمملكة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، وافقت وزارة الثقافة والإعلام السعودي، على إنشاء فرقة موسيقية تسمى «الفرقة الوطنية الموسيقية السعودية» لتعبر عن حضارة المملكة وفلكلورها.

وأمس الأول، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي السعودية، مقطعًا للفيديو يُصور مُواطنين وهم ينشدون أهازيج شعبية، ويرقصون مبتهجين على وقع «قرع القدور والأواني المنزلية»، ما فسره مثقفون سعوديون بأنه «حاجة ملحة إلى الترفيه»، بحسب قولهم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

موسيقى السعودية الترفيه معهد موسيقى الفتون والثقافة تويتر

تعليم الموسيقى والفنون بالمدارس يثير جدلا سعوديا