استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نظرية المؤامرة بذاتها مؤامرة.. وتهدف لخنق أي مبادرة لكشف أي مؤامرة في مهدها

الخميس 11 ديسمبر 2014 05:12 ص

قال «مائير روتشايلد»«اسمحوا لي بالتحكم بشؤون المال في أي أمة ولا يهمني من يحكمها عندئذٍ»

إذا كان عدد اليهود في الولايات المتحدة 6.72 ملايين أي 2.2% من مجموع سكان الولايات المتحدة، فكيف نفسر أن يكون المرشحين الثلاثة لمنصب رئيس مجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي ) في سنة  2013 من اليهود وأن يتم اختيار يهودية هي «جنيت يلين»، لتحل محل يهودي هو «بن شلومو برنانكه» Bernanke، والذي حل محل  يهودي آخر هو«ألن جرينسبان» Greenspan، وأن يتم إختيار يهودي لمنصب نائب الرئيس هو«ستانلي فيشر» بعد أسابيع من تقاعده كرئيس لبنك إسرائيل المركزي؟ وكيف نفسر أن وزير المالية دائماً ليهودي سواء  كان ذلك في عهد الديمقراطيين أم الجمهوريين كما الحال مع «أوباما» ومن قبله بوش ومن قبله «كلينتون»، ومن قبله «بوش» الأول، ومن قبله «ريجان» ومن قبله، ومن قبله…؟

وكيف لنا ان نفسر أن الازمة المالية التي بدات سنة 2008 كان على رأس البنك المركزي الامريكي (الاتحاد  الاحتياطي الفدرالي) يهودي كانت رسالته للدكتوراه في معهد تكنولوجيا ماساتشوستس (MIT) العريقة عن الأخطاء في معالجة أزمة الكساد الكبير والتي أشرف عليها يهودي آخر هو ستانلي فيشر والذي أصبح بدوره رئيساً للبنك المركزي الإسرائيلي وهو الأن نائباً لرئيس البنك المركزي الأمريكي؟

بعملية حساب إحصائي لاحتمالات الصدفة – تكون احتمالات الصدفة صفراً.

هل يا ترى أن إجهاض عملية بحث موضوعي عن غياب الصدفة لهذا المنصب هو مؤامرة أم نظرية مؤامرة؟ إنها مؤامرة بامتياز وما يسمى نظرية المؤامرة هي لقتل أي بحث موضوعي لكشف المؤامرة!

لتحقيق  مبداً «روتشايلد» للهمينة على العالم والحكومات عن طريق التحكم في المال، قام الممولون العالميون إياهم وكما بينا في كتابنا نذر العولمة بمزج قوة المال وقوة الإعلام وقوة علوم التسويق للبضائع والسياسيين وهذه العناصر أسميناها بالإنكليزية The Three M’s لأنها جميعاً تبدأ بحرف Marketing, Media, Money :M.

أصبح دور الإعلام طاغياً، مما جعل أصحاب البيوتات والمؤسسات المالية وأصحابها يهرعون لاحتكار أجهزة الإعلام المختلفة ليتقلص عدد شركاتها الكبرى من 30 إلى 5 خلال آخر عقدين، وتربع على رأس هؤلاء الخمس شركات أصحاب البنوك أنفسهم. وكان رؤساء هذه الشركات من ملة واحدة.

هل السيطرة على الاعلام بشكل واضح وكامل هو مجرد نظرية مؤامرة أم انه مؤامرة كاملة الأوصاف ؟

عندما زار وفد صحفي سوفياتي الولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، وقبل مغادرتهم سأل أحدهم مستضيفيه الأمريكيين: «كيف تستطيع ماكينة الإعلام الأمريكية أن تسيطر لهذه الدرجة، حيث أننا وجدنا نفس الرسالة ونفس النص في كافة أنحاء الولايات المتحدة ومن كافة مؤسسات الإعلام، وبطريقة لم نستطع نحن في الاتحاد السوفياتي تحقيقها رغم تمركز آلة الإعلام بأيدي حزبنا».

نقتبس في كتابنا قول البروفيسور «كارول كويغلي» من جامعة جورج تاون والذي علّم طلابه (ومنهم بيل كلينتون) أن برامج الحزبين الأمريكيين في جوهرهما برنامج واحد في خطوطه العريضة وأن الإدارات التي تأتي للسلطة هي فقط لتنفيذ تلك المخططات مع حرية حركة محدودة، وتتحمل كل الإدارة الامريكية والحكومات أوساخ تلك البرامج باعتبارها المسؤولة عنها، وذلك بمنأى عنهم.

جاء كلينتون وراح كلينتون، جاء بوش، وراح بوش، وجاء أوباما وسيذهب أوباما، وقد علقت بهم كل أوساخ النظام لفترات حكمهم لكن أصحاب النظام الحقيقيين باقون، يلعنون مع الجمهور وساخة هذه الإدارات، وما علينا إلا أن ننتظر الإدارة التي ستأتي حتى تصبح كل الأمور على ما يرام! فالمشكلة في هؤلاء وليس في اصحاب المؤسسة المالية الدائمة لذلك النظام .

هذا ما يريد أصحاب النظام أن يوحو به، مع أن المشكلة هي في الطغمه المالية والتي هي المؤسسة الدائمة العابرة للحكومات. ولتنفيذ برامج المؤسسة الدائمة (المؤسسة  المالية العالمية) يستعمل الاعلام لغسيل الدماغ  بالكذب البَيّن على مبدأ: اكذب … اكذب … تصدقك الجماهير

جاء في تقرير لوكالة «أسوشيتدبرس» بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2008 أن مؤسسة مركز النزاهة العامة The Center for public integrity ومؤسسة صندوق استقلال الصحافة  the Fund for Independence in Journalism  وجدتا أن الرئيس بوش وكبار مساعديه قد كذبوا 925 مرة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وذلك لتسويق خطر العراق على الأمن القومي الأمريكي. ولقد خلص التقرير أن تلك الأكاذيب «كانت جزءاً من حملة متناسقة مسمرت الرأي العام الأمريكي، وبذلك، قادت الأمة إلى الحرب تحت أسباب كاذبة قطعاً».

البروفيسور «كارول كويغلي»، خريج جامعة هارفارد وأستاذ بجامعة جورج تاون بواشنطن، يروي في كتابه (المأساة والامل Tragedy and Hope الصادر سنة 1966 أن  سيسل رودس (الذي تنسب إليه روديسيا) قد أسس جمعية سرّية سنة 1881 علما أن عملية الاعداد لها قد استغرق سنيناً قبل ذلك. وقد تم تسميتها جمعية المختارين Society of the Elect. وضع «رودس» بالتعاون مع «وليام ستيد» هيكلية هرمية بالغة التعقيد ربما استوحاها من الماسونية. كان على رأس الهرم لورد روتشايلد ورودس وستيد. يلي هؤلاء دائرة الأوائل Circle Of Initiates من النبلاء واللوردات ومنهم الكاردينال ماننغ واللورد غريه واللورد آرثر بلفور (صاحب وعد بلفور الشهير والموجه إلى لورد روتشايلد وبذلك كان وعد بلفور موجه من مرؤوس إلى رئيسه في تنظيم سري) فهل لنا أن نعتبر ذلك مؤامرة أم نظرية مؤامرة؟

كان الممولون العالميون يريدون العنب ولا يكترثون بالنواطير (الخفراء). أما اليوم فلهم العنب ولهم النواطير.

كفانا كذباً … إن نظرية المؤامرة هي المؤامرة بذاتها!

 

* د. عبد الحي زلوم كاتب وخبير دولي في اقتصاد النفط.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

نظرية المؤامرة المال الميديا التسويق روتشيلد وليام ستيد الماسونية لورد آرثر بلفور

هل ما يحدث مؤامرة علينا؟