الأميرة القطرية و«أنجلينا جولي».. معركة جديدة بين مصر والسودان حول الأهرامات

السبت 20 مايو 2017 11:05 ص

تفيد التقارير بأنّ نجمة هوليوود «أنجلينا جولي» تعتزم خوض فيلمٍ جديد عن تاريخ السودان، وهو ما أثار حفيظة مصر، ويقول «مهند هاشم» من بي بي سي أفريقيا أنّ الأمر أهم بكثير من الذي لديه أهرامات أكبر.

وتعود أحدث التطورات في الخلاف الذي طال أمده بين المصريين والسودانيين إلى ادعاءاتٍ مثيرة للجدل بأنّ الفيلم سينفذ في السودان لعرض مساهمة البلاد في الحضارة الإنسانية.

وأفادت وسائل إعلامٍ مختلفة أنّ شركة إنتاج قطرية ستمول الفيلم، الذي يبدو أنّه سيجمع نجمي هوليوود «أنجلينا جولي» و«ليوناردو دي كابريو».

ومن المفترض أن تعزز السياحة التاريخية في السودان من خلال سرد التاريخ النوبي القديم في البلاد.

ونشر المغردون السودانيون صورًا تظهر «أنجلينا جولي» في زي ملكة نوبية، وتقارير مشتركة حول مؤتمرٍ صحفيٍ يؤكد أنّ نجمة هوليوود وسفيرة الأمم المتحدة ستزور البلاد في مايو/أيار لاستكشاف مواقع الفيلم.

وقد أجرت قناة تلفزيونية مصرية مقابلة مع مصممة الأزياء السودانية «سمر درويش»، والتي أفيد بكونها مصممة الأزياء لشخصية «أنجلينا جولي».

ومع ذلك، لم تتأكد أي من هذه الأنباء.

جولة أميرة في الصحراء تشعل الجدل

وقد بدأت هذه السلسلة من البلبلة في مارس/آذار، عندما زارت زوجة أمير قطر السابق، الأميرة الشيخة «موزة بنت ناصر»، السودان كسفيرة للأمم المتحدة.

ونُشرت صور زيارة «الشيخة موزة» إلى أهرامات البجراوية، التي تضم عددًا من الأهرامات المروية (أهرامات مدينة مروي) التي تعود إلى عام 320 قبل الميلاد وحتى عام 50 ميلادية، على نطاقٍ واسع من قبل الشبكات القطرية المملوكة للدولة. وانتشرت الصور على نطاقٍ واسع على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا.

ولكن عبر شبكات التلفزيون المصري، تم السخرية من الزيارة وانتقادها.

ويعتبر الكثيرون في القاهرة تحرك قطر لاستثمار 135 مليون دولار في مشاريع لتطوير المواقع الأثرية في السودان، محاولةً لتقويض قطاع السياحة المتعثر في مصر، وجزء من الجهود المستمرة للإمارة الخليجية لتشويه سمعة مصر وقيادتها.

هل تهم مسألة حجم الهرم؟

وفي معرض رده على صور الأميرة قبالة الأهرامات السودانية، سخر «عزمي مجاهد»، وهو مقدم برنامج حواري على قناة «العاصمة» المصرية، من الأهرامات السودانية.

وقال مستهزئًا: «كل نجوم العالم التقطوا صورهم أمام أهرامات الجيزة، لكن الشيخة موزة ذهبت لأخذ الصور بجانب اثنين من مثلثات الجبن في السودان».

ودفع وابل السخرية، الذي استهدف مسألة حجم الأهرامات السودانية، وزير الإعلام السوداني للرد.

وقال «أحمد عثمان»: «أهرامات السودان أقدم بـ 2000 سنة من أهرامات مصر»، وهو ادعاءٌ خالفه علماء الآثار.

وسرعان ما أشار سودانيون آخرون إلى أنّ بلادهم لديها مجموعة أكبر بكثير من الأهرامات المصرية، بمجموع 230 هرمًا.

غضب المصريين من عبارة «السودان أم الدنيا»

دائمًا ما يفخر المصريون بادعاء أنّ «مصر هي أم الدنيا».

وقد يعترف أي زائر لمصر بهذا الادعاء، ويدعمه السرد الرسمي والشعبي بأنّ مصر «حضارة عمرها 7 آلاف سنة».

وهذا هو السبب الذي أثار السخرية والغضب والانتقادات من قبل مصريين في القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي حين ظهرت ملاحظة مكتوبة بخط اليد للأميرة القطرية تقول بأنّ السودان «أم الدنيا».

حظر الكاتشب

وما هذا التوتر إلا دليل على توترات أكبر وأهم حول قضايا مثل مياه النيل، والفوضى في ليبيا وتأثيرها على حدود البلدين إضافة إلى العلاقات مع دول الخليج العربي وروابط السودان بالإسلاميين.

واتهم الرئيس «عمر البشير» مصر، مؤخرًا، بـ «طعن بلاده من الخلف حين احتلت» الأراضي السودانية في منتصف التسعينيات.

وكان يشير في كلامه إلى مثلث حلايب المتنازع عليه، وهو منطقة ساحلية على البحر الأحمر بين السودان ومصر.

وبعد البلبلة التي أثارتها زيارة «الشيخة موزة»، نشأت العديد من صفحات فيسبوك في السودان، دعت إلى مقاطعة المنتجات المصرية، وخاصةً الفواكه والخضروات، مدعيةً بأنّها ملوثة بمياه الصرف الصحي.

ومنذ مارس/آذار، علقت وزارة التجارة السودانية واردات عدد من السلع، منها الكاتشب والطماطم والأسماك.

وتبعت تدابير الخرطوم تدابير مماثلة اتخذت في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ودعا البعض في السودان إلى فرض قيودٍ للسفر على المصريين.

وعلى الرغم من أنّ المسؤولين من البلدين قللوا من شأن هذا التوتر العام، وأكدوا على العلاقات التاريخية بين الشعبين، فرض السودان رسوم تأشيرة دخول على الرجال المصريين.

لماذا تشعر مصر بالغضب؟

تعرب القاهرة باستمرار عن قلقها إزاء موقف الخرطوم من مختلف القضايا.

أولًا: العلاقات الوثيقة بين السودان وإثيوبيا، حيث يمكن لسد الألفية الذي شُيد حديثًا أن يخفض حصة مصر من مياه النيل، وهي القضية التي يعتبرها حكام مصر منذ فترة طويلة أكبر تهديدٍ وجودي.

المسألة الثانية هي علاقات السودان بالإسلاميين المصريين وداعميهم القطريين.

وتدعم قطر جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي حظرها الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، بعد أن أطاح بالرئيس «محمد مرسي» القيادي بالجماعة عام 2013.

لماذا يتحسس السودانيون كثيرًا؟

كثيرًا ما يصور المصريون السودان كمقاطعة في جنوب مصر، وغالبًا ما يذكر المصريون أنّ كلا البلدين كانا بلدًا واحدًا خلال الوجود الاستعماري البريطاني في وادي النيل.

وقد اشتكى السودانيون منذ فترة طويلة من المشاعر العنصرية التي أظهرها الكثير من الإعلاميين المصريين الذين يسخرون من بلادهم وحكومتهم.

وردًا على السخرية المستمرة من قبل المصريين، أطلق السودانيون وسم (#KnowSudan) أو «اعرف السودان»، في محاولة لرفع مستوى الوعي بين السودانيين ببلدهم وتراثه.

  كلمات مفتاحية

مصر السودان قطر الأهرامات الشيخة موزة

جرعة مخدرات زائدة.. الاحتمال الأكبر لوفاة أميرة قطرية سابقة في إسبانيا