بعد عام من اقتحام الشرطة لنقابة الصحفيين بمصر.. النقيب يلتقى وزير الداخلية والجدل يحتدم

الأحد 21 مايو 2017 05:05 ص

تسبب اجتماع وزير الداخلية المصري «مجدي عبد الغفار»، مع نقيب الصحفيين «عبد المحسن سلامة»، السبت، بمقر الوزارة بالقاهرة، حالة من الجدل داخل الوسط الصحفي والنقابي.

ويعد اللقاء هو الأول منذ أزمة اقتحام أفراد شرطة للنقابة في مايو/أيار الماضي، للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل 76 عامًا.

وقال «سلامة»، الذي انتخب نقيبا جديدا للصحفيين منذ شهور، بدعم من الحكومة، إن اللقاء عقد لبحث سبل التعاون بين النقابة ووزارة الداخلية، بحسب «الأناضول».

وقالت الداخلية في بيان، إن «عبد الغفار» أكد خلال اللقاء أن «العلاقة بين وزارة الداخلية ونقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية هي علاقة شراكة تكاملية، يجب تعزيزها لتوعية الرأي العام».

وأعرب وزير الداخلية عن «تطلعه لمزيد من التعاون بين نقابة الصحفيين ورجال الشرطة في كافة مواقع العمل الوطني (....)، لأن التحديات الراهنة تحتاج إلى إعلام يساند الجهود المبذولة من جانب أجهزة الدولة».

ووفق البيان، أكد «سلامة» «أهمية العلاقات الطيبة بين وزارة الداخلية ونقابة الصحفيين»، داعيا الوزير «عبد الغفار» لزيارة النقابة.

دعوة مرفوضة

دعوة «سلامة» أثارت سخطا نقابيا وصحفيا، حيث شن أعضاء بمجلس النقابة الحالي والسابق، هجوما على النقيب ووزير الداخلية، واعتبروا أن زيارته المرتقبة غير مرغوب فيها.

وقال «محمود كامل» عضو مجلس نقابة الصحفيين، في تدوينه عبر صفحته بموقع «فيسبوك» إن «دعوة النقيب لوزير الداخلية لزيارة النقابة لا تمثل مجلس النقابة (...) وهي مرفوضة شكلا ومضمونا».

وأضاف «كامل»، الذي كان جزءا من مجلس النقابة السابق: «مجلس النقابة لم يجتمع لمناقشة هذا الأمر، خاصة وأن الدعوة تأتي بعد مرور أكثر من عام على جريمة اقتحام الداخلية لمبنى النقابة، وانتهاكها لقانون النقابة وللدستور دون مساءلة قانونية وفي عهد نفس الوزير».

ومطلع مايو/ أيار 2016، قالت نقابة الصحفيين في عهد النقيب السابق «يحيي قلاش»، إن عناصر أمنية اقتحمت مقرها بوسط القاهرة، للقبض على صحفيين اثنين، وطالبت بعدها بأيام بإقالة وزير الداخلية الحالي، فيما نقت الوزارة وقتها صحة الاتهام، مؤكدة التزامها بالقانون.

بينما قال «محمد سعد عبد الحفيظ» عضو مجلس النقابة، إن زيارة «سلامة» لوزير الداخلية ودعوته لزيارة النقابة، تمثله بشخصه وليس بصفته كنقيب للصحفيين، مشيرا إلى أنه «لم يتم التشاور فيها مع مجلس النقابة قبل اللقاء».

وأضاف، أنه «كان المفترض بعد عام من الاحتقان والخلافات أن يرجع النقيب للمجلس أولا قبل هذه الخطوة»، مؤكدا أنه «لا يمانع في لقاء أي خصم»، متسائلا في الوقت  ذاته «ما الداعي والسبب من زيارة الوزير في مقر وزارته؟».

«جمال عبد الرحيم»، عضو مجلس نقابة الصحفيين، ندد هو الآخر، بدعوة النقيب لوزير الداخلية، لزيارة النقابة.

وكتب «عبد الرحيم» عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»: «دعوة نقيب الصحفيين لوزير الداخلية بزيارة مقر النقابة لا تمثل مجلس نقابة الصحفيين أو الجمعية العمومية للنقابة».

وأضاف «عبد الرحيم»: «دعوة وزير الداخلية لزيارة مقر النقابة التي قام باقتحامها أول مايو 2016 بالمخالفة للمادة 70 من قانون النقابة، أمر مؤسف لا يمكن السكوت عليه».

وأضاف: «دعوة وزير الداخلية لزيارة مقر النقابة بعد تلفيق الاتهامات ضد النقيب السابق الزميل يحي قلاش والوكيل السابق الزميل خالد البلشي والسكرتير العام السابق وعضو المجلس الحالي (كاتب هذه السطور) أمر خطير لن يمر مرور الكرام».

وتابع: «أقول لوزير الداخلية: أنت غير مرغوب فيك لزيارة مقر النقابة ولن نسمح لك بدخول مقر نقابتنا».

الأمر نفسه، اتفق فيه «يحيى قلاش» نقيب الصحفيين السابق، الذي قال في تصريحات صحفية، إن وزراء الداخلية لم يأتوا للنقابة إلا معتذرين، مدللا على ذلك بواقعة «زكي بدر» وزير الداخلية الأسبق الذي جاء للنقابة في عهد النقيب الأسبق «إبراهيم نافع» آنذاك للاعتذار لأحد الصحفيين سنة ١٩٨٨.

وأضاف «قلاش»، أن دعوة «سلامة» لوزير الداخلية بزيارة مقر النقابة «عار أكثر من عار اقتحام النقابة، فالنقابة لها تاريخها، لافتا إلى أن واقعة اقتحام النقابة غير مسبوقة ومن يفرط في كرامته يفرط في أي شيء».

وتابع: «وزير الداخلية مش هيدخل النقابة إلا على جثث أعضاء الجمعية العمومية، وإلا هنبقى بلا كرامة وبلا قيمة، فلا يليق بالنقابة وتاريخها دعوة الوزير لمقر النقابة وليس هذا ما كنا ننتظره من المجلس الجديد».

انتهاكات مستمرة

بينما كتب «خالد البلشي»، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»: «القضية مع وزير الداخلية ليست فقط اقتحام النقابة ولا هي قضية شخصية.. القضية تخص مجمل سياسات الوزراة وموقفها من الصحفيين ومن الحريات العامة في هذا المجتمع».

وأضاف: «إذا كان اقتحام ضباطه للنقابة هو ذروة الانتهاكات بحق بيت الصحفيين.. فقد سبق الاقتحامات انتهاكات لا تقل خطورة بل تزيد تتعلق بالاعتداءات على الصحفيين وحبسهم وهو ما وثقته نقابة الصحفيين في مئات الوقائع وأكثر من 1500 انتهاك بحق الصحفيين خلال عامين كانت الداخلية الطرف المعتدي فيما يقرب من نصفها».

وتابع «البلشي»: «اقتحام النقابة سبقه حصار الداخلية لبيت الصحفيين وحمل البلطجية اليها، والقبض على عشرات الزملاء في يوم واحد بخلاف الانتهاكات بحق الصحفيين المحبوسين ومنع أبسط حقوقهم كالزيارة والعلاج عنهم.. القضية في عشرات البلاغات التي حركتها النقابة ضد انتهاكات الوزارة بل وضد الوزير نفسه في وقائع الاعتداء على الصحفيين وهي البلاغات التي وعد سلامة بإعادة تحريكها وبدلا من أن يفعل ذلك وجه الدعوة للوزير لزيارة النقابة».

واستطرد: «القضية باختصار لا يجب ان تنحصر فقط في ملف تعامل الوزارة مع النقابة والانتهاكات بحق أعضائها، ولكن أيضا في أداء الوزارة في ملف الحريات والتعامل مع المواطنين بشكل عام، وتحولها إلى وزارة للتعذيب وما يلاحقها من انتهاكات بالقتل خارج إطار القانون».

وختم «البلشي»: «بيينا وبينه حقوق مئات الزملاء تم الاعتداء عليهم، وأعمار آخرين ضاعت داخل سجونه، وبتقارير ضباطه التي أثبت القضاء كذبها.. وبيننا حقوق لازال يتم انتهاكها يوميا في الشوارع وفي سجون وزارته وستظل معلقة برقبته ورقبة رجاله باعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم.. أقولها بوضوح أنا ضد زيارة عبد الغفار للنقابة وارفض حضوره لها ولن نتسامح في حق زملائنا».

و«عبد المحسن سلامة»، تم انتخابه نقيبا للصحفيين في مارس/آذار الماضي، خلفا لسلفه «يحيي قلاش»، وهو مدير تحرير صحيفة «الأهرام» المملوكة للدولة ومؤيد للنظام المصري الحالي.

  كلمات مفتاحية

نقابة الصحفيين مصر وزارة الداخلية جدل

خطة أمنية لتمرير محاولات التطبيع في أوساط الصحفيين المصريين