الحل التركي لأزمة «الدولة الإسلامية»

السبت 13 ديسمبر 2014 12:12 ص

بدأت شيئاً فشيئاً تتوضح معالم رؤيا أنقرة بعد اللقاءات التي أجراها الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ووزير الخارجية «مولود تشاوش أوغلو» في «الأمم المتحدة» بخصوص إيجاد حلول لـ«الدولة الإسلامية».

وبعد تصريحات «أردوغان» بأن أنقرة قد تخطو خطوات عسكرية وسياسية، التقيتُ وزير الخارجية «مولود جاويش أوغلو» البارحة صباحاً، لخص لي التصرف التركي كما يلي: «إن وضعنا مختلف تماماً عن البلدان الأخرى، فالمشكلة واقعة في البلدان المجاورة لنا، والتأثير الأكبر واقع على تركيا التي تتحمل الأعباء ونتائج ما يحدث، لذلك من الطبيعي أن نكون أكثر تحسباً وحذرا».

عندما نقول خطوة عسكرية يجب أن نفكر على نطاق واسع، في مواضيع حساسة كهذه لا تتوقعوا أن تخرج تركيا وتصيح بصوت عال عن خطتها التي تريد تنفيذها، وذكر «تشاوش أوغلو» أنه أكد على أهمية منطقة حظر طيران في المباحثات التي أجراها مع «الأمم المتحدة» وشاركه في الرأي المندوب لسوريا «ستيفان دي ميستورا» في« الأمم المتحدة» الذي ذكر بدوره أنه بدون منع الطيران لا يمكن تشكيل منطقة عازلة .

اقتراح على مرحلتين

يتألف الاقتراح التركي لمشكلة «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا من مرحلتين:

1- المرحلة الأولى: تشكيل ممر أمني لحظر الطيران خصوصاً في القسم السوري من الحدود.

2-  المرحلة الثانية رحيل نظام «الأسد» والاعتماد على الديناميكيات الداخلية في سوريا.

أهداف الممر الآمن

تريد أنقرة تشكيل منطقة آمنة وبسرعة لإيقاف نزوح السوريين الذي يصل عددهم إلى 1.5 مليون لاجئاً، وتتخذ هذه المنطقة التي تحت الحظر الجوي مقراً للاجئين، وبهذا تكون مستعدة لاستقبال اللاجئين الجدد ضمن أراضيهم وبنفس الوقت تتم إعادة اللاجئين الذين أتوا تركيا إلى هذه المنطقة، وترى أنقرة السبب الآخر في ضرورة عمل الحظر الجوي هو منع ضرب قوات النظام السوري لمقرات الجيش السوري الحر وفتح بذلك الطريق أمام «الدولة الإسلامية».

الحل السياسي

تدافع تركيا عن ضرورة رحيل نظام «الأسد» كحل جذري لمشكلة «الدولة الإسلامية»، تؤكد أنقرة أن بقاء نظام «الأسد» سيضعف المعارضة والجيش السوري الحر ويترك المجال لـ«الدولة الإسلامية» إلى الاستيلاء على مناطق أكثر من سوريا، فالحل الحاسم هو إيقاف هجمات دمشق وتكوين نظام سياسي قادر على أن يقود البلاد تأخذ فيه المعارضة السورية دوراً فعالاً، تعتقد أنقرة بأن توجيه ضربات جوية إلى «الدولة الإسلامية» غير كاف للوصول إلى حل ما لم تتشكل المنطقة الآمنة وما لم يتشكل النظام السياسي الجديد.

ولا تختلف نظرة تركيا إلى قضية العراق أيضاً، إذ ترى أنه يجب سحب الدعم السياسي والاجتماعي من «الدولة الإسلامية» بزيادة الدور الذي تلعبه المجموعات السنية في الحركة السياسية وتفعيل دور حكومة بغداد.

خبرة قوة المطرقة

في معرض طلب منطقة حظر جوي في القسم السوري من الحدود التركية السورية في مباحثات نيويورك هناك نقطة حساسة للغاية لم تغب عن الأذهان. ذكر بعض الخبراء السياسيين بالحظر الجوي الذي طبق شمال خط العرض 36 (شمال العراق) بعد حرب الخليج الأولى وبتشكيل «قوة المطرقة» آنذاك ضد هجمات «صدام»، وفي هذه الفترة ازداد حزب «البي كي كي» الكردي قوة وانفصل شمال العراق عن بغداد.

بعد تجربة كهذه على أنقرة أن تتصرف بحذر كي لا تحدث خطوة مشابهة في سوريا.

المصدر | فكرت بيلا، صحيفة ملييت التركية - ترجمة وتحرير: ترك برس

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان مولود جاويش الأمم المتحدة دي ميستورا سوريا العراق الدولة الإسلامية نظام الأسد

«داعش» والأسد: تلازم المسارين... والمصيرين

«تدريب المعارضة السورية المسلحة» .. من السعودية إلى تركيا

من أجل «كوباني» أم من أجل «الأسد»؟

أردوغان في مواجهة إيران وعبثها ومعضلة سوريا

«كوباني» ... صورة الإقليم ومحصلته

تداعيات قتال «الدولة الإسلامية» في «عين العرب» على تركيا

أردوغان: الإطاحة بنظام «الأسد» من أولويات السياسة التركية

«أردوغان» يلمح لتغير موقف تركيا إلي المشاركة فى التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية