في حين تبنت صحف الإمارات اليوم الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري البحث في إيجاد الدول العربية رؤية واحدة موحدة للقضاء على ظاهرة «الإرهاب» التي تهدد أمن و استقرار العالم، إضافة إلى ضرورة التمسك بوحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، بجانب انتقاد بعضها «القيم " الأميركية السلبية المتعارضة مع كل قيمة إنسانية وأخلاقية والتي يتم الترويج وتعميمها من خلال ما تملكه أمريكا من تأثير وهيمنة وقوة، إضافة لدعوة الاتحاد الأوروبي للتعاون أمنيا مع دول جوار ليبيا والخليج العربي لمواجهة «الإرهاب».
دعت صحف أخرى في مقالاتها الافتتاحية إلى تأكيد الدعم الاستراتيجي إلى مصر لمساعدتها في حلحلة تركة ثقيلة من المشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغير ذلك من ظواهر التخريب و«الإرهاب».
فمن جانبها قالت نشرة «أخبار الساعة» أن العلاقات بين الإمارات و مصر يشهدها نمو العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بينهما؛ لتصبح نموذجا حيا للتعاون البناء والمثمر في مسيرة النهضة والتقدم والأمن التي ينشدها الشعبان الشقيقان والشعوب العربية الأخرى.
و تحت عنوان «دعم استراتيجي لمصر» قالت «لئن ورثت الحكومة المصرية الحالية المنتخبة من قبل الشعب تركة ثقيلة من المشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغير ذلك من ظواهر التخريب والإرهاب.. فإن الموقف العربي والخليجي والعالمي يقتضي الوقوف بصلابة وعزيمة مع شعب مصر الشقيق.. من خلال مبادرات دعم استراتيجي عبر الانفتاح الاقتصادي والاستثماري والخدمي».
وأوضحت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية - أن هذا الدعم الاستراتيجي عبرت عنه الشيخة «فاطمة بنت مبارك» رئيسة الاتحاد النسائي العام في رسالتها بمناسبة افتتاح مدرسة «الشيخة فاطمة بنت مبارك الرسمية للغات» في مدينة نصر في القاهرة حديثا بعد إعادة تطويرها وتحديثها ورفع كفاءتها.
ونوهت النشرة إلى قول الشيخة «فاطمة»، «إن هذه المدرسة وغيرها من المشاريع التنموية التي قدمتها الإمارات دليل على عمق المودة بين الشعبين وإني لآمل أن تسهم هذه المدرسة بإتاحة الفرصة لتعليم عدد كبير من الطالبات..».
وقالت إن الإمارات صبت جهودها الاستثمارية لتنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية في مصر والتي تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس وفوري لأكثر من 10 ملايين مواطن مصري على أقل تقدير و توفر ما يزيد على 600 ألف فرصة عمل.
وأشارت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي إلى أن الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبوظبي قال لأحد الوفود المصرية الزائرة لأبوظبي مؤخرا : «إن دعم الإمارات لمصر ليس دعما لتيار أو فصيل أو جهة على حساب أخرى ، وإنما هو دعم للدولة المصرية صاحبة الدور المحوري في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ، وذلك من منطلق اليقين الإماراتي بأن مصر المستقرة والقوية هي قوة وسند ونقطة اتزان للعالم العربي ودول المنطقة».
ودعت صحيفة «البيان» في افتتاحياتها تحت عنوان «وحدة الصف الفلسطيني» إلى خطوات سريعة نحو مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية، والتمسك بوحدة الموقف والهدف، باعتبارها بوابة رئيسية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة.
وقالت إن اغتيال الوزير الفلسطيني زياد أبو عين يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الطويلة والكثيرة التي ارتكبتها حكومات الاحتلال المتعاقبة ولن تكون الأخيرة في ظل الصمت الدولي.
وأوضحت أن الهبة الشعبية ضد هذه الجريمة جاءت لتؤكد أن انتظار المستحيل لم يعد يجدي نفعا وأن الشعب الفلسطيني سئم من حالة الانتظار و أنه حان الوقت لمجابهة الاحتلال وردعه عن ممارساته.
وبينت أن قوات الاحتلال تصر على الاستمرار في سياسة الاستيطان ولا تريد أي تحرك شعبي بل تريد فرض واقع احتلالي قمعي الأمر الذي لا فكاك منه أمام الشعب الفلسطيني، إلا بالاستمرار في مقاومة العدوان والاحتلال و التشبث بأرضه الفلسطينية. مضيفة أن الفلسطيني عادة ما يخرج منتصرا ليس بالضرورة عسكريا وإنما أخلاقيا وسياسيا ووجوديا و يستمر في نضاله من أجل تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة.
وأكدت «البيان» في ختام افتتاحيتها على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية تشكل ضرورة عاجلة لمواجهة جرائم الاحتلال .. إذا توافرت الجدية والاستعدادات العملية للمباشرة في إجراءات تعزيز الثقة.
ومن جانبها، انتقدت صحيفة «الخليج» كثرة الحديث في كل مناسبة عن القيم الأمريكية التي تم تكريسها في أذهان العامة والمثقفين وبعض الكتاب على مدى العقود الماضية على أنها تمثل قيما إنسانية عليا يجب أن تحتذى وتكون نموذجا للشعوب والأمم الأخرى.
وأشارت إلى أن الإعلام الغربي والأمريكي خصوصا إضافة إلى الساسة والمفكرين ومراكز الدراسات لعبوا دورا مهما في إعطاء القيم الأمريكية صفة التفرد والتميز التي تطغى على سواها من القيم وإعطائها المضمون الشمولي العالمي وقد لعب بعض قادة الفكر والرأي العرب المتأثرين والمتلقحين بالقيم الأمريكية دورا في نشر مفهوم غير صحيح عن هذه القيم في المنطقة العربية.
وأضافت أن القيم الأمريكية هنا من خلال رصدها منذ الفتوحات الأوروبية للأرض الجديدة مرورا بعمليات الاستيطان والاجتثاث التي تعرض لها الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين واستقدام الأفارقة بحرا للعمل عبيدا والحرب الأهلية الأمريكية وصولا إلى قيام الولايات المتحدة بشكلها الحالي..
نجد أن هناك نمطا واحدا من السلوك الذي يشكل أساسا للقيم الأمريكية قام على الإبادة والتمييز العنصري الذي لا يزال قائما ويتمظهر في ما تشهده المدن الأمريكية حاليا من تظاهرات و شن الحروب خارج الأراضي الأمريكية واحتلال دول وامتهان كرامة شعوب ومؤامرات وانقلابات عسكرية وفرض عقوبات على دول أخرى و ممارسة أشكال من التعذيب منافية للإنسانية واللجوء إلى التضليل والنفاق لتبرير الحروب والاعتداءات وغيرها الكثير من السلوكيات التي تتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية وهنا لا بد من التذكير بالدعم الأمريكي المطلق للاحتلال الإسرائيلي في عنصريته وعدوانه ومجازره وتوسعه ورفضه للقرارات الدولية.
وتساءلت «الخليج» في ختام افتتاحيتها.. هل الولايات المتحدة هي فعلا حارسة ومؤتمنة على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
من جانبها وتحت عنوان «رؤية موحدة لمحاربة الإرهاب» طالبت صحيفة «الوطن» برؤية واحدة موحدة لمواجهة الإرهاب تستند على ما لدى الدول العربية من معلومات و معايير وقوائم تفيد في القضاء على ما يهدد أمن العالم.
وأضافت أنه لذلك لابد أولا أن تتكون رؤية موحدة للاتحاد الأوروبي لمحاربة الإرهاب باعتبار أن معظم دوله مشاركة في التحالف الدولي الذي يقاتل جماعات «الدولة الإسلامية» وأمثالها في العراق وسوريا.. ويعلم الاتحاد الأوروبي أن ما يجري في ليبيا شبيه بما يجري في العراق وسوريا وأن العنصر الأساسي في عمليات الإرهاب والعنف والقتل والترويع هو تلك الجماعات الحاملة للسلاح والتي تحتل أجزاء من ليبيا.
وأكدت «الوطن» في ختام افتتاحيتها أن على الاتحاد الأوروبي أن يتجه إلى طلب المعونة والمعرفة من دول المنطقة مثل تونس والمغرب والجزائر ومصر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليشكل رؤية موحدة مع بقية الدول والمنظمات والقوى التي آلت على نفسها محاربة الإرهاب.
