نشرت الكاتبة ومقدّمة برنامج «حديث الخليج» على قناة «الحرة»، «سكينة المشيخص»، نشرت مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، يُظهِر فتاتين من البدون -أي بدون جنسية- تناشدان ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» لمساعدتها، والتدخُّل لإعادتهما وأسرتيهما إلى المملكة بعد أن باءت كل محاولات زوجيهما بالحصول على إثباتات شخصية لهم ولأولادهم.
وبحسب السيدة الأولى التي ظهرت في المقطع، فقد قام والد زوجها بإنجاب طفلين خارج المملكة، وحينما عاد لم يتمكن من استخراج جنسية وبطاقة هوية لهما. وحينما كبر الولدان وتزوجا من تلك الفتاتين في المقطع، امتدت أزمة استخراج الهوية إلى أبنائهم أيضًا. حيث لفتت إحدى السيدتين في المقطع إلى أن زوجها قد حاول بشتى الطرق لمدة 11 عامًا، لاستخراج الهوية لكي لا يتضرر أبنائهما، ولكنها تقول إن كل المحاولات باءت بالفشل، مما اضطرها هي وزوجة الشقيق الآخر إلى السفر للولايات المتحدة، علها تتمكن من استخراج الجنسية الأمريكية لطفلها بعد ولادته على أراضيها.
المقطع تسبب في تعاطف النشطاء والمتابعين، مع بكاء السيدتين أثناء سرد تفاصيل وضع الأطفال من فقد للهوية، فقال أحدهم معلقًا على المقطع: «اللاجئين في أوروبا يحصلون على الجنسية بعد خمس سنوات أما في الدول العربية فلا يمكن للعربي أن يحصل عليها بعد مائة عام أنظمة ديكتاتورية خائفة».
وقال آخر: «نحن عالقون ونحن هنا في السعودية!»، فيما أضاف الأخير مقترحًا الحل: «فيه أبناء لآباء سعوديين ولدوا في الخارج وتوفى آبائهم. الحل بسيط، تطبيق الحمض النووي بينهم وبين أقاربهم في السعودية، وبالتالي منحهم الهوية».
ورغم تجاهل غالبية وسائل الإعلام المحلية لقضية البدون في المملكة، تسلط بعض الدعوات للنشطاء والمثقفين السعوديين الضوء على معاناة شريحة واسعة من السكان، مطالبين فيها السلطات بمنح البدون الجنسية.
وخلال الأعوام الأخيرة، حاولت السلطات السعودية، إيجاد حلول مرضية لقضية البدون، عبر دراسات أجرتها وكالة الأحوال المدنية، لمنحهم بطاقات بصلاحيات أوسع، تمكنهم من الاستقرار في جميع شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والأسرية.
ومثلهم في ذلك مثل المهاجرين غير الشرعيين، لا يملك البدون وثائق الهوية التي تمنح للمواطنين السعوديين والتي تتيح لهم الحصول على الخدمات الحكومية كالرعاية الصحية المجانية والتعليم والوظائف الحكومية أو الوثائق التي تمنح للأجانب المقيمين، لكن البدون يحصلون على أوراق هوية مؤقتة يجب تجديدها كل 5 سنوات.
والموقف في السعودية -وفقاً لمراقبين- يتناقض بشدة مع موقف عشرات الآلاف من البدون الذين يعيشون في دول الخليج المجاورة والذين حصلوا على اهتمام جديد في دعوات للإصلاح في الأعوام الأخيرة.
وأغلب البدون في المملكة لا يمكنهم ركوب طائرة أو الحصول على رخصة قيادة ولا يمكنهم فتح حساب بنكي أو امتلاك منزل أو شركة، ويضطر البدون إلى تسجيل ممتلكاتهم بأسماء أصدقائهم أو شركاء سعوديين.
كما يتعرض بعضهم ممن يعمل لدى القطاعات الحكومية والخاصة للاستغناء عن خدماته بعد انتهاء صلاحية البطاقات المؤقتة، وطول إجراءات التجديد.
وتضاف مشكلة عدم قبول أبنائهم في المدارس الحكومية، إلى ما سبق من مشاكل، إضافة إلى وجود عشرات الآلاف من حالات الزواج المخالفة، التي تتم دون توثيق.
ولا توجد إحصاءات رسمية لعدد العرب البدون في السعودية، لكن الأمم المتحدة تقول إن عددهم نحو 70 ألفًا في العالم كله، بينما يقول ناشطون إن العدد أكبر من ذلك بكثير، ويصل في السعودية وحدها إلى حوالي 250 ألف شخص.
