عشائر العراق تطالب قناة «العربية» بالاعتذار رسميا وتهدد بتصفية الأمور «عشائريا»

الخميس 18 ديسمبر 2014 09:12 ص

أصدر مجلس شيوخ العشائر العراقية بيانًا رسميًّا استنكر فيه ما وصفه بـ«تجني وكذب قناة العربية وموقعها الإلكتروني»، وذلك على خلفية نشرها خبرًا عن ذبح 150 امرأة عراقية على يد «عنصر داعشي لرفضهن الانصياع لجهاد النكاح».

وفى البيان الذي نُشر على الحساب الرسمي لقبيلة «زوبع» العراقية بموقع «تويتر»، أمس الأربعاء، قال البيان إنه صادر عن «مجلس عشائر الثورة العراقية»، واستنكر المجلس خلاله «تجني وكذب قناة العربية وموقعها الإلكتروني على النساء العراقيات المنتميات إلى فصيل بعينه»، في إشارة إلى نساء العشائر السنّية.

وأضاف البيان أنه «فيما يُعد تعديًا خطيرًا وسافرًا في حق أبناء مجتمع محافظ يعتز بالقيم والأخلاق والعادات العشائرية، ويضع للمرأة منزلة خاصة محترمة مصونة لا تمس ولو بحرف من كلمة غير لائقة - أقدمت قناة العربية في موقعها الإلكتروني "العربية.نت" على نشر خبر عن ذبح 150 امرأة عراقية على يد أحد أفراد تنظيم الدولة في الفلوجة رفضن الانصياع لـ جهاد النكاح كما جاء في مضمون الخبر».

وأضاف البيان أن «مجلس شيوخ عشائر الثورة يود بيان الأمور الآتية بشأن هذا الخبر المفترى، وما فيه من تجنٍّ وكذبٍ، انطلاقًا من مسؤوليته المباشرة في الدفاع عن حقوق العراقيين جميعًا وأعراضهم، والذب عن القيم الأصيلة للعشائر العراقية»، معتبرًا أن موضوع «جهاد النكاح» هو «فِرية في أصله ومضمونه، ولا واقع شرعيًّا له، فضلا عن وجوده واقعًا؛ حيث لا أدلة حقيقية على ذلك، وهو وليد آلة إعلامية مغرضة، روجته في سوريا، وتحاول استثماره في العراق الآن».

وأوضح البيان أن قناة «العربية» لم تقم تبعًا لمصدر خبرها المتمثل في «وزارة حقوق الإنسان الحكومية»، ببيان الأدلة المكانية والزمانية والشخصية المحددة في هكذا خبر خطير وحساس، وهذا ما اعتبرته العشائر «إخلال بسياقات العمل المهني المطلوبة في التعامل مع هكذا أخبار ذات محتوى خبري مهم ولافت ومثير».

كما تساءل البيان: «كيف لوزارة حقوق الإنسان معرفة هذا الخبر، مع أن وزارتي الداخلية والدفاع وأجهزتهما الاستخبارية لا تستطيع الاقتراب من الفلوجة، أو الحصول على معلومات دقيقة من داخلها، وأين هي المستندات الحسية التي اعتمدتها في إصدار هكذا بيان؟».

واعتبر البيان أن قناة «العربية» بنشرها هذا الخبر «تقع في فخ التواطؤ بالمرامي مع الوزارة العراقية الحالية، وتوجه الإساءة إلى أهالي الفلوجة ومن خلالهم إلى محافظة الأنبار، وإلى مُكوِّنٍ مقصودٍ بعينه، وهذا يوقع العربية وغيرها من وسائل الإعلام في مشاكل لا طائل من ورائها مع قبائل وعشائر المحافظات المنتفضة، ممن وقع عليهم حيف الاحتلال الأمريكي، والتغول الإيراني، والظلم الحكومي». 

وأشار البيان إلى أن معنى الخبر في نفسه متناقض، حيث «يقتضي أن باقي نساء الفلوجة يقبلن بهذا النوع المفتَرَى من النكاح، وهذا قذف للمحصنات العراقيات المؤمنات الغافلات، وأي منطق سيصدق بأن النساء اللاتي بقين دون المذبوحات قد رضين بما يسمونه جهاد النكاح»، متسائلا: «أي عقل أو منطق يصدق أن تذبح 150 امرأة دون انتشار الخبر وذيوعه وظهور تداعياته في مدينة الفلوجة؟ وأين هي شكاوى الموالين للحكومة من سكان المدينة أو المحافظات الذين ينشطون في نشر أخبار أقل أهمية من هكذا خبر، أليس هذا مستغربًا؟»، كما أبدي البيان استغراب المجلس من عدم ظهور تقارير الطبابة العدلية (الطب الشرعي)، ومستشفى الفلوجة عن هكذا حالات قتل كبيرة، وهما يصدران تقارير يومية عن أعداد القتلى والجرحى في المدينة.

واختتم بيان العشائر بالقول أنهم في مجلس شيوخ العشائر يستنكر ويدينون «هذا التعدي السافر على أهلنا ومجتمعنا وحرماتنا، ونطالب قناة العربية برفع هذا الخبر، وتقديم اعتذار واضح وصريح عن نشره، وإلا فإننا كشيوخ عشائر سنقوم بكل ما يلزم للمطالبة بالحق العشائري المعروف في مجتمعنا العراقي من قناة العربية ومن الصحفيين المشرفين على أخبار العراق في القناة الذين قاموا بترويج الخبر ونشره، وأسماؤهم معلومة، وظهر أحدها مع الخبر على موقع القناة».

من جانبهم، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسما عبر موقع «تويتر» تحت اسم «#العربية_تطعن_نساء_سنة_العراق» شاركوا فيه بآلاف التغريدات التي عبروا من خلالها عن امتعاضهم واستنكارهم لمضمون الخبر، مطالبين قناة «العربية» باعتذار واضح وصريح عما أسموه بـ«قذف المحصنات».

ومن بين التعليقات الرائجة عبر الوسم، قول الناشط السعودي «أبو لُجين إبراهيم»: «جزء كبير من مصائبنا سببه هذا الإعلام الرديء المضلل الذي تمثله قنوات همها الوحيد تزييف الحقائق و استغباء العقول»، إضافة إلى تغريدة «عبدالله العجيمي» الذي قال أن «إيران دولة واحدة تنصر الرافضة في كل مكان و 40 دولة إسلامية خذلت أهل السنة في دولة واحدة».

أما حساب «تنسيقية شباب الحرمين» المُعارض والناشط في مجال الحقوق والحريات في المملكة العربية السعودية، فيؤكد أن قناة «العربية» سعودية التمويل «ستستمر في طعنها لأهل السنة ولن تسقط إلا بسقوط آل سعود وحكومة الإمارات».

بينما رأى حساب باسم «حرب» أن ما أسماها «الحقيقة المُرّة» تكمُن في أن فضائية «العربية» تمثل سياسة الأنظمة العربية في «حربهم على الاسلام والمسلمين للاحتفاظ بعروشهم»، وهو ما اتفق معه الناشط «صالح الرثيع» الذي قال بدوره: «إنها (العربية) لسان الشيطان ، ويد الدجال ، ومعول بيد الصهاينة تمت صناعته خصيصا لهدم الإسلام !». مرفقًا صورة لاقتباس الشيخ «عبد العزيز الطريفي» الذي سبق وأن قال فيه أن قناة «العربية» لو تواجدت في زمن النبوّة «ما اجتمع المنافقون إلا فيها..وما أُنفقت أموال بني قريظة إلا عليها».

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نساء زواج جهاد النكاح العربية العراق العشائر اعتذار الدولة الإسلامية

منشور منسوب لتنظيم «الدولة الإسلامية» يفتي بجواز اختطاف النساء كـ«سبايا»

اعتقال نساء «الدولة الاسلامية» و«جبهة النصرة»: الأهداف والمخاطر

«الدولة الإسلامية» يسند «الجهاد الإعلامي» للنساء بقيادة السعوديات

لماذا تنخرط فتيات الغرب في «داعش»؟

الغارديان: الزواج يدفع مئات الفتيات الغربيات للالتحاق بـ«الدولة الإسلامية»!