المرأة السعودية العاملة تواجه قسوة الأنظمة الوظيفية و«المجتمع الذكوري»

الأحد 18 يونيو 2017 10:06 ص

رغم محدودية فرص العمل أمام المرأة السعودية نظرًا لطبيعة المجتمع ونظرته لها، لكن السعوديات انطلقن بشكل فاعل إلى ميادين العمل التي تتماشى وعادات المجتمع وتقاليده، وإن كان عدد السعوديات أقل بكثير من عدد السعوديين في قطاع العمل.

ومع المسؤوليات الأسرية والاجتماعية الملقاة على عاتق المرأة السعودية العاملة، تزيد الضغوط عليها بشكل كبير، وتضعها في مواجهة مباشرة مع النظام الإداري الصارم الذي لا يلقي بالاً لظروفها، فموظفة حامل، أو وضعت طفلاً قبل أشهر، لا يمنحها ذلك أي ميزات في العمل تمكنها من رعاية مولودها، أو إرضاعه، فلا حضانات ملحقة بأماكن العمل، ولا مرونة في وقت الدوام، الأمر الذي يجعل المرأة العاملة تعاني الضغوط المختلفة.

وبحسب مختصون فإنه من العدالة أن تراعي الأنظمة الإدارية تلك الظروف، وأن تكون المرونة المطلوبة في إطار المسؤولية الاجتماعية بغية مساعدة المرأة العاملة على القيام بأدوارها المتعددة.

وغالبًا ما تنتقد السيدات السعوديات العاملات أو الطامحات لذلك، عدم معاملتها بشكل متساوٍ مع الرجال، والنظر إليها بنظرة عنصرية وتمييزة من قبل الحكومة والمجتمع على حدٍ سواء، فحول ذلك مثلا، يقول مختص في الإرشاد النفسي من المملكة، أن «المرأة بطبيعة حالها رقيقة وعاطفية، وبالتالي لا يمكن تحميلها مهام ووظائف الرجل».

حيث يؤكد دكتور «عبدالمنان ملا»، أستاذ الارشاد النفسي، أن المرأة «لا تتحمل الضغوط النفسية كما يتحملها الرجل، مما يستوجب عدم تحميل المرأة ما صمم من الوظائف للرجل لاختلاف طاقة التحمل بين الطرفين».

وقال: «ما يزيد الضغوط على امرأة العاملة أن المرأة في المجتمع العربي والشرقي تقوم بأدوار متعددة في حياتها، فهي الزوجة والأم وراعية البيت والموظفة، وإذا اجتمعت كل تلك المسؤوليات فإن الضغوط ستكون كبيرة على المرأة العاملة بشكل كبير، مما يفقدها السيطرة على القيام بالأدوار المتعددة التي تناط بها، مما يستوجب مراعاة تلك الضغوط قبل أن تصل بها الضغوط إلى مرحلة ما يسمى بالاحتراق النفسي، وهي مرحلة خطيرة، ولها تبعاتها المدمرة على الجانب النفسي».

كما لفت إلى إن أسوأ مرحلة قد تصل إليها المرأة العاملة جراء الضغوط المختلفة هي مرحلة «الاحتراق النفسي»، وهي مرحلة إذا وصلت إليها المرأة العاملة فإنها تؤدي إلى التبلُّد في المشاعر، وأداء العمل بشكل روتيني وبالتالي غياب حافز الأداء المتميز، مطالبًا: «المدراء والمديرات المسؤولين عن المرأة العاملة، أن يراعوا ظروفها الأسرية، وارتباطها بأبناء وزوج ومنزل، وربما أحد والديها، وهذه مسؤوليات جسام تحتاج إلى تخفيف ضغوط العمل عنها كي تتمكن من الوفاء بكل تلك الالتزامات».

من ناحيتها، قالت «باسمة قشمة» مدربة ومهتمة بعمل المرأة، إن الرجل يتجاهل الضغوط التي تتعرض لها المرأة العاملة، سواء كان الزوج أو المسؤول عن العمل، مؤكدة على أن المرأة هي الأكثر تحملًا وصبرًا على الضغوط في الحياة.

وقالت: «أنا أعتبر أن المرأة السعودية تقوم بأدوار متعددة، ولديها طاقات كبيرة، وأعتبرها امرأة قوية كونها قدمت إنجازات في بيئة تتصف بالضغوط الكبيرة، ولكن يجب ألا تستمر هذه الضغوط لما لها من تأثير سلبي يحد من تطلعاتها واستقرارها النفسي والأسري على حد سواء». مضيفةً: «في ظل مثل هذه الضغوط الاجتماعية التي تعاني منها المرأة، من الحكمة اتاحة العمل بنظام العمل الجزئي (part time) للمرأة، ولا شك أنه سيساعد المرأة التي لديها التزامات اجتماعية ضاغطة، سيمكنها هذا النظام من العمل في وقت معين تسمح به ظروفها».

بدورها، أكدت سيدة الأعمال السعودية، «عفاف العبدالله» أن المجتمع السعودي هو «مجتمع ذكوري في الاجمال»، وطالبت بمزيد من النظر إلى الأدوار المتعددة التي تقوم بها المرأة على أكثر من صعيد.

واختتمت موضحة:« نحن في حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة الأنظمة بحيث نبقي على الإنتاجية العالية كهدف لا مساس به، وأن تكون المرونة المطوبة ممكنة لتخفيف الضغوط على المرأة العاملة وأن نمكنها من القيام بأدوارها المختلفة بنجاح كبير».

  كلمات مفتاحية

بحرينيات يقتحمن وظائف الرجال ويعملن بمجال تصليح السيارات