العلاقات الأمريكية الكوبية والقرار الأوروبي بإنهاء احتلال فلسطين في افتتاحيات صحف الإمارات

السبت 20 ديسمبر 2014 08:12 ص

تناولت الصحف الإماراتية الصادرة صباح السبت 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري في مقالاتها الافتتاحية خطاب الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بشأن إنهاء قطيعة طويلة دامت أكثر من نصف قرن بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا.

وأثنت الافتتاحيات بملف إعلان الدولة الفلسطينية من قبل منظمة التحرير مع تقديم الفلسطينيين مشروع قرار إلى مجلس الأمن باسم المجموعة العربية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

فمن جانبها وتحت عنوان «تصحيح سياسات خاطئة» وقالت صحيفة «الخليج» إن الخطوة الأمريكية المفاجئة هي في الواقع تصحيح لمسار شائك كانت سياسة العصا وحدها تحدد سلوك الولايات المتحدة ضد كل دولة تخرج عن سلطتها.

وأكدت الصحيفة أن القطيعة التي استمرت لأكثر من نصف قرن بين الولايات المتحدة وكوبا انتهت الأربعاء الماضي إثر صفقة مبادلة سجناء في كل من البلدين مستهلة مرحلة جديدة بين «العدوين اللدودين» الجارين، حيث ظلت كوبا خلال نصف قرن تحت مطرقة حصار اقتصادي وحرب إعلامية وسياسية واستخبارية لم يسبق لها مثيل في العلاقات الدولية.

وأشارت إلى أنه خلال الحرب الباردة وصلت العلاقات بين البلدين إلى ذروة غير مسبوقة من التوتر كادت تؤدي بسبب نصب صواريخ سوفييتية على الأراضي الكوبية إلى حرب نووية كونية تم تداركها في اللحظات الأخيرة.

وأضافت أن الثورة التي أشعلها كاسترو ضد نظام باتيستا الموالي لواشنطن وحامي مصالحها واستثماراتها في الجزيرة الكوبية ومن ثم إقدامه على تأميم المصالح الأمريكية واعتناقه إيديولوجية متناقضة مع الرأسمالية وإقامته تحالفا عسكريا مع الاتحاد السوفييتي؛ أثارت حفيظة الولايات المتحدة التي كانت ترى في كوبا شوكة في خاصرتها بعدما خرجت من حزام المصالح الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية التي كانت تعتبر حديقة خلفية لها ومجرد توابع صغيرة تدور في فلكها.

ورأى مقال «الخليج» الافتتاح أن الولايات المتحدة استخدمت طوال هذه السنوات كل الوسائل لإسقاط نظام كاسترو من بينها التدخل العسكري من عملية غزو «خليج الخنازير» التي فشلت والحصار الاقتصادي والعسكري وعمليات الاغتيال التي استهدفت كاسترو والتي بلغت أكثر من ستين محاولة فاشلة.

وأضافت أنه رغم الإجراءات الأمريكية تلك؛ صمدت كوبا ولم تتزحزح عن نهجها المعادي للولايات المتحدة بل تحولت إلى مصدر إلهام لكل شعوب أمريكا اللاتينية التي تمكنت من إقامة أنظمتها «الديمقراطية» وخرجت من تحت العباءة الأمريكية لتنتهج خطا يتعارض مع السياسة الأمريكية ويعبر عن إرادة شعوبها.

وأكدت الصحيفة أن سياسة أمريكية كانت فاشلة ضد عزل كوبا وتعبر إلى حد بعيد عن شعور مزيف بالعظمة يفتقد إلى الفطنة والحكمة وحس المسؤولية الدولية وكان ذلك رأي العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين وقادة الرأي في الولايات المتحدة وخارجها.. وهذا ما اعترف به الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عندما أعلن فتح «صفحة جديدة» مع كوبا وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها والسعي لرفع الحصار الاقتصادي عنها بعد مشاورات مع الكونغرس.. مؤكدا أن «عزل كوبا لم يعط نتيجة».

وفي تساؤل أشبه بالتمني اختتمت الصحيفة  مقالها الافتتاحي: هل تكون هذه الخطوة بداية لمراجعة سياسات أمريكية خاطئة في أكثر من مكان خصوصا في منطقتنا العربية؟.

فيما جاءت افتتاحية صحيفة «البيان» الصادرة في دبي تحت عنوان «فلسطين الدولة مجددا» وقالت صحيفة البيان إن على الرغم من المرونة العربية والفلسطينية في طرح ملف إنهاء الاحتلال وإعلان الدولة الفسلطينية، إلا أن واشنطن تصر على حماية الحكومة الإسرائيلية قانونيا وسياسيا وتمدها بمختلف أنواع الأسلحة حتى باتت صفة راعي عملية السلام مخبأة في أدراج النسيان.

واعتبرت «البيان» أن الحياة عادت إلى ملف إعلان فلسطين دولة مع تقديم الفلسطينيين مشروع قرار باسم المجموعة العربية إلى مجلس الأمن لاعتماده من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.. وتسلح الفلسطينيون بنفس جديد يسود الغرب حيث إن تحركا كبيرا تشهده الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة في اتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967.

وأشارت إلى أن القرار الأوروبي يمثل انتصارا معنويا جديدا للقضية الفلسطينية وضغطا سياسيا على إسرائيل للقبول بإقامة الدولة الفلسطينية خاصة في ظل تزامنه مع معركة مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن.. لكن تبقى المشكلة كما كل مرة في الفيتو الأميركي الذي يرفع على الدوام في وجه مشاريع القرارات الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو التنديد به أو محاسبة حكام تل أبيب على جرائمهم وما أكثرها.

ولفتت البيان إلى أن الحل هو أنه يجب أن يكون التحرك العربي هذه المرة مقرونا بلهجة مختلفة تفهم صناع القرار في واشنطن أن عليهم الأخذ بعين الاعتبار كل المطالب الفلسطينية العادلة والمحقة خاصة أن الأوروبيين يبدون في موقف يتمايز بشكل واضح عن ذلك الأميركي هذه المرة بل ومستقلا أكثر من أي وقت مضى.

وأكدت الصحيفة أن العزيمة العربية ومعها الدعم الأوروبي يجب أن يثمرا نتيجة واضحة على الأرض تجعل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 يشعرون بالفرق وبأن الموقف العربي عاد قويا كالسابق ولم يتأثر إلا قليلا ولفترة محدودة من الزمن بتبعات ما حصل أمنيا وسياسيا في الأعوام الأربعة الماضية.

واختتمت الصحيفة بالقول إن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية للعرب وهي همهم الأول والأخير وهذا ما يجب أن تكون عليه الحال في أروقة مجلس الأمن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

مسؤول أمريكي: قوات كوبية موجودة في سوريا لدعم «الأسد»