خرافات حول ضرائب الوقود

الأحد 21 ديسمبر 2014 05:12 ص

شجع تراجع أسعار النفط بنسبة 40 في المئة منذ يونيو الماضي مناقشات جديدة بشأن رفع الضرائب الفيدرالية على البنزين بعد أن ظلت ثابتة منذ فترة طويلة، كما تدرس أيضاً ولايات كثيرة رفع الضريبة أيضاً.

وعلى الصعيد الفيدرالي، لم يزد الكونجرس الضريبة منذ أكثر من عشرين عاماً، لتظل ثابتة عند 18.4 سنت دولار للجالون منذ عام 1993، عندما كان سعر الجالون دولاراً واحداً. وثمة مفاهيم خاطئة عن تاريخ وسياسة الضرائب على البنزين تخيم على ذلك النقاش.

فيما يلي خرافات رائجة بشأنها:

الخرافة الأولى هي أن الهدف من الضريبة الفيدرالية على البنزين هو تقليص استخدام النفط ومساعدة البيئة.

وتحدث المدافعون عن البيئة والاقتصاديون على السواء عن الامتيازات البيئة المحتملة من زيادة الضرائب على البنزين. وأوضح الخبير الاقتصادي «جريج مانكيو»، أنه إذا زادت الضرائب على البنزين، فإن الناس سيغيرون سلوكياتهم ويقودون السيارات لمسافات أقل، وعلى الأرجح سيستغلون النقل العام أو يعيشون بالقرب من عملهم.

لكن أي من حمل الناس على القيادة أقل أو خفض انبعاثات الكربون لم يكن الهدف من زيادة الضريبة الفيدرالية، وإنما وضع الكونجرس الضريبة في خمسينات القرن الماضي بهدف المساعدة في دفع تكاليف إنشاء نظم الطريق السريع بين الولايات، ومن ثم فهي ضريبة استخدام على السائقين. ولا تزال غالبية الإيرادات من الضريبة مكرسة لهذا الغرض حتى الآن.

والخرافة الثانية هي أن المحافظين يعارضون زيادة الضريبة على البنزين، بينما يؤيدها الليبراليون. لكن المحافظين عادة هم من يعارضون فرض ضرائب جديدة، لكن الضريبة الفيدرالية على البنزين تمت زيادتها في ظل ثلاث إدارات «جمهورية» بقيادة «آيزنهاور وريجان وجورج بوش الأب»، وفي ظل إدارة ديمقراطية واحدة بقيادة كلينتون.

الخرافة الثالثة هي أن زيادة الضرائب على البنزين تمثل انتحاراً سياسياً. فالتاريخ لا يدعم فكرة أن الناخبين يعاقبون السياسيين على زيادة الضريبة، فقد تم رفع الضرائب في فترات آيزنهاور وريجان وكلينتون الأولى وأعيد انتخابهم.

وأما الخرافة الرابعة فهي أن انخفاض الضرائب على البنزين تعني أن الأميركيين سينفقون على البنزين أقل من مواطني الدول الأخرى.

لكن الأميركيين يمثلون أقل من خمسة في المئة من سكان العالم، إلا أن الولايات المتحدة تستهلك أكثر من عشرين في المئة من النفط العالمي، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى أن بها سيارة لكل مواطن، ويقود الأميركيون مسافات أطول بكثير من غيرهم.

 

* باول بليدسو محلل أميركي

المصدر | باول بليدسو، خدمة «واشنطن بوست»، «بلومبيرج نيوز سيوفس»، ترجمة الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

ضرائب الوقود أنصار البيئة البنزين

التهريب والسوق السوداء وضعف الرقابة يهددون منظومة رفاهية الوقود في السعودية

تزايد استهلاك الوقود في السعودية قد يدفع المملكة إلى ترشيد الدعم