المرأة المصرية «ضحية» الدراما في شهر رمضان

الخميس 29 يونيو 2017 06:06 ص

طرحت صحيفة مصرية تساؤلًا حول مدى مساهمة «الدراما» فى «تماسك أو تفكك» كيان الأسرة المصرية، وإذا ما كانت دراما رمضان هذا العام قد تعددت فيها البطولات النسائية، في أدوار أنصفت المرأة أم أساءت إليها.

وبحسب مقال جاء عبر «الأهرام»، فقد رصد عدد من منظمات النسائية وعلى رأسها المجلس القومى للمرأة، بعض السلبيات أبرزها «توجيه سباب وشتائم بالأم بشكل يهين كرامة المرأة ويسىء لها ولصورتها فى المجتمع».

ومن ناحيتها، تجزم دكتورة «محبات أبو عميرة» أستاذ المناهج والعلوم التربوية بجامعة عين شمس، أنها لم تجد نفسها فى هذه الدراما، وتقول: «مازال التركيز على المرأة سيدة الأعمال الثرية واختفت المرأة المكافحة سواء كانت فى القرية أو فى المدينة بكل ماتبذله من جهد وعمل فى سبيل الحفاظ على أسرتها، وقضايا المرأة الحقيقية اختفت، وكأن صناع الدراما يتعمدون أن يصدروا للعالم أن المرأة المصرية هى لعبة فى يد الرجل أو وسيلة لتحقيق غايته بل وكل غايتها هى أن ترضى الرجل الذى فى حياتها مهما كلفها ذلك»، وتابعت واصفة الأدوار التي لعبتها المرأة هذا العام في الدراما المصرية باستنكار: «أنها المرأة الخائنة أو الراقصة اللعوب وهذا يتنافى تماما مع صورة المرأة الحقيقية فى المجتمع المصري، ولذا يجب عمل لجنة مصغرة ترصد شكل المرأة ف الدراما وما هي الرسالة والهدف من العمل الفني، كما يجب على المرأة نفسها ألا تتأثر بأى نماذج سلبية وإن كانت كثيرة وتتمسك بالنماذج الإيجابية الملتزمة المتمسكة بتقاليد المجتمع المصري وإن كانت قليلة فى الدراما».

بينما ترى «أمل سليمان» أول مأذونة فى مصر أن «المرأة المصرية شوهت من خلال هذه الدراما وكأن كل نساء مصر يلجأن الى الشعوذة والدجل فى حياتهن بعيدا عن أى منطق معقول فى الحياة فضلا عن هذا المظهر المبالغ فيه من ملابس وماكياج الذى يتنافى تماما مع مظهر المرأة المصرية الواقعى والحالى الذى نراه حولنا فى الشارع المصري».

وتقول «منى حمدي» مدرسة لغة عربية فى المرحلة الثانوية: «للأسف أصبحنا نخجل كأسرة أن نجتمع جميعا لمشاهدة مسلسلاً ما والذي أصبح عليه تحذير للمشاهدة مثل فوق 12 سنة وفوق 16 وفوق 18 وما شابه لما به من ألفاظ وإيحاءات من الصعب أن تجتمع كل أفراد الأسرة لمشاهدته مراعاة لسن الأبناء الصغار، وكنت أتمنى أن نشاهد مسلسل مثل «ضمير أبلة حكمت» على سبيل المثال، واختفت المرأة المصرية الحقيقية التى تمثلنا وظهرت فى الدراما امرأة غريبة عنا تتلون فى حياتها كالحرباء وإن كان هذا أيضا أحد المسلسلات والذى يقدم أسوأ نماذج للمرأة المنحلة أخلاقيا فقيرة كانت أو غنية».

وتعترض بشدة الطبيبة الشابة «نهى السباعي»، وهي دكتورة في وزارة الصحة، على ما أظهرته الدراما من مظهر الطبيبة وطريقة لبسها بملابس قصيرة جدا مستفزة ولا تليق بالمهنة بحسب رأيها، وتقول: «صورة الطبيبات في الدراما غير معبرة عن الواقع بالمرة شكلًا ومضمونًا، وإن كانت كل فئة فيها الصالح والطالح ولكن من الضرورى إبراز النماذج الأكثر إيجابية من منطلق دور الدراما في المساهمة في تنمية المرأة في المجتمع».

ويؤكد دكتور «رشاد عبد اللطيف»، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، أن دراما رمضان افتقدت مناقشة قضايا الأسرة المصرية مناقشة قوية مثل معاناتها من ارتفاع الأسعار ومعاناتها فى تعليم الأبناء ومشكلة العنوسة للجنسين، على حد قوله، «فكل هذه المشاكل لم تناقشها الدراما بشكل موضوعي بل أبرزت صراعًا بين زوج وزوجة بشكل سطحي».

ويقول: «لم أجد دورًا وطنيًا للمرأة مكملًا لسياسة البلد أو حتى مواتية لسياسة البلد، بل دراما تعرض المرأة كسلعة يستخدمها الرجل أى مجرد وسيلة يستخدمها فى سبيل تحقيق أهدافه، وأنها منقادة للرجل، ولم أجد شخصية مميزة إيجابية للمرأة المصرية».

ويناشد أستاذ تنظيم المجتمع، صناع الدراما إلى «الاتجاه إلى شؤون الوطن وكيف يعيدون الواقع الفعلي للأسرة المصرية المتصل بالتنشئة الاجتماعية بحيث تصل للمشاهد رسالة إيجابية من خلال الدراما، مع إبراز ونشر القيم الأخلاقية ونبذ العنف الذي أصبح يسيطر على الدراما بحجة أنها تجسيد للواقع ولكن حتى لو أن ذلك واقع بالفعل فمن الخطأ تجسيده بكل هذا الكم من العنف والانحدار الأخلاقي والذى يدفع الأبناء من مختلف الأعمار إلى تقليده مما يتسبب فى تهديد الكيان الأسري والكيان المجتمعى بشكل عام.. وهذا كله يتطلب الرقابة المشددة من جهاز تنظيم الإعلام على الأعمال الدرامية قبل عرضها».

  كلمات مفتاحية

مصر دراما المرأة المصرية مسلسلات رمضان رمضان تلفزيون الدراما المصرية

ثلث الأسر المصرية تعولها المرأة .. و50% من المجتمع سيدات

تحذير للنساء.. القاهرة أكثر العواصم خطرا في العالم